يغشى الوغى فالتُّرس ليس بجنَّة ... من حدِّه والدِّرع ليس بمعقلِ
متوقِّد يبري بأوَّل ضربة ... ما أدركت ولو أنَّها في يذبلِ
مصغٍ إلى حكم الرَّدى فإذا مضى ... لم يلتفت وإذا قضى لم يعدلِ
وإذا أصاب فكلُّ شيء مقتل ... وإذا أصيب فما له من مقتلِ
وكأنَّما سود النِّمال وحمرها ... دبّت بأيدٍ في قراه وأرجلِ
حملت حمائله القديمة بقلة ... من عهد عاد غضَّة لم تذبلِ!
وقال ابن الرُّومي:
خير ما استعصمت به الكفُّ عضبٌ ... ذكر حدُّه أنيث المهزِّ
ما تأملته بعينيك إلاَّ ... أرعدت صفحتاه من غير هزِّ
مثله أفزع الشُّجاع على الدِّر ... ع فغالى به على ذكر كلِّ بزِّ
ما تبالي أصمَّمت شفرتاه ... في محزٍّ أم جارتا عن محزِّ!
وقال محمّد بن هاني:
وذي شطب قد جلَّ عن كلِّ جوهر ... فليس له شكل وليس له جنسُ
كما قابلت عين من اليمِّ لجّةً ... وقد نحرتها في مطالعها الشَّمسُ
وقال المعري:
دع اليراع لقوم يفخرون به ... وبالطِّوال الرُّدينيَّات فافتخرِ
وكلِّ أبيض هنديٍّ له شطب ... مثل التَّكسُّر في جار بمنحدرِ
تغايرت فيه أرواح تموت به ... من الضَّراغم والفرسان والجزرِ
ما كنت أحسب جفناً قبل مسكنه ... في الجفن يطوى على نار ولا نهرِ
ولا ظننت صغار النَّمل يمكنها ... مشي على اللُّجِّ أو سعي على السُّعرِ
وقال أبو بكر الخالدي:
مترقرق متوقِّد عجباً له ... نار وماء كيف يجتمعانِ!
وكأنَّما أبواه صرفا دهرنا ... أو كان يرضع درَّة الحدثانِ
تجري مضاربه دماً يوم الوغى ... فكأنَّما خدَّاه مفتصدانِ
وقال يحيى بن هذيل:
فاختصَّني بمهنَّد ذي هبَّة ... عضب إذا استنصرته لا يخذلُ
أوحى وأوجز من إعادة نظرة ... في وجه معشوقٍ يصدُّ ويبخلُ
يسري مع الرَّاح الرَّحيق وإنَّه ... منها لألطف في الجسوم وأدخلُ
ويريك أنّ على يدي مستلِّه ... نسجاً من الآل الذي يتخيَّلُ
لا يقدر الدّم أن يرى في نصله ... فكأنَّما لم ينفصل ما يفصلُ!
وقال أيضاً:
وموات حتَّى إذا حرَّكته ... من جناني إشارة فهو نازِ
فيه من صفحتيه ماء ونار ... خلطا فيهما بغير انحيازِ
كيف لا يفتكان هذا بهذا ... مثل هذا بغاية الإعجازِ!
ويصلِّي على الرؤوس ولكن ... أجره قطعها مع الأحوازِ
مشرئبٌّ وقد أبان ولكن ... لم تنله دماً مع الإنجازِ
وقال ابن حمديس:
روح إذا أخرجته من جسمه ... دخل الجسوم فأخرج الأرواحا
وكأنَّه قفر لعينك مقفر ... أبداً تمرُّ بمائه ضحضاحا
وكأنَّما جنٌّ تريك تخيُّلاً ... فيه الحسان من الوجوه قباحا!
وقال الأعمى:
هيم رواء لو أنَّ الماء صالحها ... لزلَّ أو زال عنها وهو ظمآنُ
موتى فإن خلعت أكفانها علمت ... أنَّ الدُّروع على الأبطال أكفانُ!
وقال أيضاً:
يكاد يسيل الغمد في ماء متنه ... وفي مضربيه النَّار والحطب الجزلُ
تغار عليه الشَّمس من كلِّ نظرة ... فتعشيه عنه وهو في متنه صقلُ
ترى حيثما أبصرته الموت كلَّه ... وإن لم يسلطه القتال ولا القتلُ
ويفهم عنه الحلم من كلِّ هزَّة ... وإن كان ممَّا هزَّ أعطافه الجهلُ
وربَّ جنون لا يداوى صريعه ... تعلَّم منه كيف يكتسب العقلُ
تراع الأسود الغلب من شفراته ... وقد أثَّرت فيه كما يزعم النَّملُ
به ما بأجسام المحبِّين من ضنى ... وإن لم يتيِّمه دلال ولا دلُّ
له بمكان العقد والحجل في الوغى ... مآرب ليس العقد منها ولا الحجلُ
له هبَّة لا من أناة ولا ونى ... إلى حيث لم يسبقه عذر ولا عذلُ
وقال ابن خفاجة:
لله أيُّ شهاب بأس ساطع ... أدمى ظباه أيُّ يوم عراكِ
فكأنَّه والنَّصر يخضب نصله ... ثغر عليه خضرة المسواكِ
ـ[همبريالي]ــــــــ[29 - 03 - 2010, 12:29 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ..
أعتقد أنه أوصف بيت غزلي ... :)
شكراً لك على جميل ردك وعذب خلقك ...
جزيت خيراً.
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك الله كل خير.
أتفق معك على أوصف بيت غزلي
ـ[همبريالي]ــــــــ[29 - 03 - 2010, 01:41 م]ـ
في وصف قلعة الشقيف اللبنانية ـ من الرمل ـ:
ما الشقيف الصلد إلا جنة ... ولنا قصر بأعلاه استنار
ليس يدنو منه في عظم البنا ... قصر غمدان ولا عظم الجدار
تنظر المرآة فيه فترى ... فوقك النهر ترائى بانحدار
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 02:50 ص]ـ
.
وصف المعركة للمتنبي:
¥