تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[4 - الدرس الأول: تمهيد وتمرين على التقطيع.]

ـ[أبو بدر]ــــــــ[08 - 10 - 2002, 08:55 م]ـ

الدرس الأول - تمهيد

أولا: العروض لغة السمع

الشعر من حيث الإيقاع والعروض يعتمدان على السمع، أي أننا نتعامل مع ما تسمعه الأذن، لا مع الطريقة التي يكتب بها حسب قواعد الإملاء. ولهذا فالخطوة الأولى التي نبدأ بها في العروض هي التحرر من قواعد الإملاء، والاعتماد علىالأذن، أي إن الأذن هي التي تسمع وهي التي تكتب وهي التي تُحلّل وتَزِنُ.

فمثلا إذا قلنا (الشَّمْسُ) فإننا نعتبرها عروضيا (أشْشَمْسُ أو أشْشَمْسو)، وهكذا لا يوجد شدّة في لغة العروض، ولا نعتبر أل التعريف الشمسية، بل لا نعتبر الحدود بين الكلمات. فلو قلنا

(الخيلُ واللّيلُ والبيداءُ)

لكتبناها عروضيا: الخَيْلُوَلْ لَيْلُوَلْ بَيْداءُو

أو: أَلْخَيْ لُوَلْلَيْ لُوَلْبَيْ داءُو

ويمكن أن تتعدد طرق الكتابة ومن شأن ذلك أن يسبب الفوضى.

ماذا تلاحظ على نهايات الكتابات بالصيغتين العروضيتين المتقدمتين؟

(((((إن آخر كل كلمة حرف ساكنْ))))

وهنا ندخل إلى أول أبجدية العروض، فهو بحث في العلاقة بين

الأحرف المتحركة مثل الجيم والميم واللام في كلمة جَمِيلٌ = جَمِيلُنْ،

والأحرف الساكنة مثل الياء والنون في جميلن،

وتلاحظ هنا أننا اعتبرنا حرف العلة غير المتحرك (الياء هنا) كالنون حرفا ساكنا، ولكن لو كان حرف العلة عليه حركة لاعتبرناه متحركا، فالياء في كل من كلمتي خِيَرَهْ، وخِيَام تعتبر متحركة.

نعود إلى التفكير في إيجاد طريقة موحدة للكتابة العروضية. هذه الطريقة تتمثل في جعل كل ساكن نهاية لكلمة صغيرة، وبهذا لا يكون هناك إلا طريقة واحدة للكتابة ولا مجال للاختلاف فيها.

ونكتب الشمسُ هكذا = أشْ شَمْ سو

وكلماتنا الماضية الخيل والليلُ والبيداءُ تصبح هكذا

أَلْ - خَيْ - لُوَلْ - لَيْ - لُوَلْ - بَيْ - دا - أُو

ماذا تلاحظ؟

هنا ثماني كلمات صغيرة كل منها من حرفين أو ثلاثة.

لنسم هذه الكلمة الصغيرة المقطع، وهذا المقطع هو أساس علم العروض، وهو كما ترى كلمة صغيرة تبدأ بمتحرك وتنتهي بساكن وإما أن تقتصر على:

متحرك =1 وساكن = ه، وهما معا 1 ه = 2

أو متحرك ومتحرك وساكن وثلاثتها معا 1 1 ه = 3

لا تتقدم خطوة واحدة حتى تفهم هذا، فإن فهمته فما بقي ما هو إلا مجرد تطبيق.

وهكذا يصبح وزن الكلمات السابقة

الخيل والليلُ والبيداءُ تصبح هكذا

أَلْ = 2 - خَيْ = 2 - لُوَلْ = 3 - لَيْ = 2 - لُوَلْ = 3 - بَيْ = 2 - دا = 2 - أُو = 2

ونكتبها بدون الكلمات هكذا: 2 2 3 2 3 2 2 2

فلو أصبحت الجملة: الخيل والليل والبيداء تعرفُ (تعرفو)

تكون هكذا:

أَلْ - خَيْ - لُوَلْ - لَيْ - لُوَلْ - بَيْ - دا - أُتَعْ - رفو

2 2 3 2 3 2 2 3 3

فلو أكملنا شطر بيت المتنبي

الخيل والليل والبيداءُ تعرفني، لكان الوزن

أَلْ - خَيْ - لُوَلْ - لَيْ - لُوَلْ - بَيْ - دا - أُتَعْ - رِ =1 - فُني

= 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3

وهذه أول مرة ترون فيها الرقم (1)، ذلك أن السكون أو الحرف الساكن هو نهاية مقطع يضم إليه حرفا أو حرفين قبله ولا يضم أكثر من ذلك، فما زاد عن منطقة نفوذ الساكن نثبته (1) كما هو. وللتوضيح أكثر لدينا هذا التركيب (رِفُنِي) الياء تضم المتحركين قبلها معها وهما الفاء النون، وتبقى الراء

رِ فُ نِ ي، ولما كان الحرف الساكن لا يضم قبله أكثر من الحرفين المجاورين له مباشرة وهما النون والفاء بالتوالي الأقرب فالأقرب، تبقى الراء (رِ) حرفا متحركا وحيدا خارج دائرة الساكن فنعتبرها=1، ونكتبها كذلك.

وليس غير هذه الأرقام الثلاثة شيء في أسس مفردات علم العروض الرقمي.

وفيما يلي أبيات من الشعر جرى تقطيعها على الأساس المتقدم

1 - إذا ما الدّيار استصْرخت بدرت لها--- كرائِمُ منّا بالقَنَا تَتَنَقّبُ

إذا ... مدْ ... دِيا ... رُسْ ... تَصْ ... رَخَتْ ... بَ ... دَرَتْ ... لها----كرا ... ءِ ... مُمِنْ ... نا ... بِلْ ... قَنا ... تَ ... تَنَقْ ... قَبو

2 - ناحت مطوَّقَةٌ بباب الطّاقِ----- فجَرتْ سوابِقُ دمْعِيَ المُهَراقِ

نا ... حتْ ... مُطَوْ ... وَ ... قَتُنْ ... بِبا ... بِطْ ... طا ... قي----فَ ... جَرَتْ ... سَوا ... بِ ... قُدَمْ ... عِيَلْ ... مُ ... هَرا ... قي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير