[القصيدة الخاقانية لموسى بن عبيد الله الخاقاني, اول من نظم في ترتيل القرآن]
ـ[سليم]ــــــــ[25 - 01 - 2006, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
أَقُولُ مَقَالاً مُعْجِباً ِلأُولِى الْحِجْرِ= وَلاَ فَخْرَ إِنَّ الفَخْرَ يَدْعُو إِلى الكِبْرِ
أُعَلِّمُ في القَولِ التِّلاوَةَ عَائِذَاً = بِمَولاى مِنْ شَرِّ المُبَاهَاةِ وَالفَخْرِ
وَأَسْأَلُهُ عَوْنِي عِلْمَ مَا نَوَيْتُهُ = وَحفْظِيَ في دِينِي إِلى مُنْتَهَى عُمْرِي
وَأَسْأَلُهُ عَنِّى التَّجَاوُزَ في غَدٍ = فَمَا زَالَ ذَا عَفْوٍ جَمِيلٍ وَذَا غَفْرِ
أَيَا قَارِئَ القُرْآنِ أَحْسِنْ أَدَاءَهُ = يُضَاعِفْ لَكَ اللهُ الجَزِيلَ مِنَ الأجْرٍ
فَمَا كُلُّ مَنْ يَتْلُو الكِتَابَ يُقِيمُهُ = وَلا كُلُّ مَنْ في النَّاسِ يُقْرِئُهُمْ مُقْرِي
وإِنَّ لَنَا أَخْذَ القِرَاءَةِ سُنَّةً = عَنْ الأَوَّلِينَ المُقْرِئِينَ ذَوِى السِّتْرِ
فَلِلسَّبْعَةِ القُرْاءِ حَقٌّ عَلَى الوَرَى = لإِقْرَائِهِمْ قُرْآنَ رَبِّهُمُ لِلْوِتْرِ
فَبِالْحَرَمَيْنِ ابْنُ الكَثِيرِ وَنَافِعُ = وَبِالْبَصْرَةِ ابْنُ الْعَلاءِ أُبُو عَمْرِو
وَبِالشَّامِ عَبْدُ اللهِ وَهوَ ابْنُ عَامِرٍ = وَعَاصِمٌ الْكُوفِيُّ وَهْوَ أَبُو بَكْرِ
وَحَمْزَةُ أَيْضَاً وَالْكِسَائِيُّ بَعْدَه = أَخُو الْحِذْقِ بِالقُرْانِ وَالنَّحْوِ وَالشِّعْرِ
فَذُو الْحِذْقِ مُعْطٍ لِلْحُرُوفِ حُقُوقَهَا = إِذَا رَتَّلَ القُرْآنَ أَوْ كَانَ ذَا حَدْرِ
وَتَرْتِيلُنَا القُرْآنَ أَفْضَلُ لِلَّذِي = أُمِرْنَا بِهِ مِنْ مُكْثِنَا فِيهِ وَالفِكْرِ
وَأَمَّا حَدَرْنَا دَرْسَنَا فَمُرَخَّصٌ = لَنَا فَيهِ إِذْ دِينُ الْعِبَادِ إِلَى الْيُسْرِ
أَلَا فَاحْفَظُوا وَصْفِى لَكُمْ مَا اخْتَصَرْتُهُ = لِيَدْرِيَهُ مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْكُمُ يَدْرِى
فَفِى شَرْبَةٍ لَوْ كَانَ عِلْمِي سَقَيْتُكُمْ = وَلَمْ أُخْفِ عَنْكُمْ ذَلِكَ الْعِلْمَ بِالذُّخْرِ
َفَقْد قُلْتُ فِي حُسْنِ الأدَاءِ قَصِيدَةً = رَجَوْتُ إِلاَهِي أَنْ يَحُطَّ بِهَا وِزْرِى
وَأَبْيَاتُهَا خَمْسُونَ بِيْتَاً وَوَاحِدٌ = تَنَظَّمُ بَيْتَاً بَعْدَ بَيْتٍ عَلَى الإِثْرِ
وَبِاللهِ تَوْفِيقِي وَأَجْرِى عَلَيْهِ فِي = إِقَامَتِنَا إِعْرَابَ آيَاتِهِ الزُّهْرِ
وَمَنْ يَقِمِ القُرْآنَ كَالْقِدْحِ فَلْيَكُنْ = مُطِيعاً لأمْرِ اللهِ فِي السِّرِ وَالْجَهْرِ
أَلاَ اعْلَمْ أَخِي أَنَّ الفَصَاحَةَ زَيَّنَتْ = تِلاوَةَ تَالٍ أَدْمَنَ الدَّرْسَ لِلذِّكْرِ
إِذَا مَا تَلا التَّالِي أَرَقَّ لِسَانَهُ = وَأَذْهَبَ بِالإِدْمَاِن عَنْهُ أَذَى الصَّدْرِ
فَأَوَّلُ عِلْمِ الذِّكْرِ إِتْقانُ حِفْظِهِ = وَمَعْرِفَةٌ بِاللَّحْنِ مِنْ فِيكَ إِذْ يَجْرِي
فَكُنْ عَارِفاً بِاللَّحْنِ كَيْمَا تُزِيلُهُ = فَمَا لِلذِي لا يَعْرِفُ الَّلحْنَ مِنْ عُذْرِ
فَإِنْ أَنْتَ حَقَّقْتَ القِرَاءَةَ فَاحْذَرِ الزِ = زْيَادَةَ فِيها وَاسْأَلِ الْعَوْنَ ذَا الْقَهْرِ
زِنِ الْحَرْفَ لا تُخْرِجْهُ عَنْ حَدِّ وَزْنِهِ = فَوَزْنُ حُرُوفِ الذِّكْرِ مِنْ أَفْضَلِ الْبِرِّ
وَحُكْمُكَ بِالتَّحْقِيقِ إِنْ كُنْتَ آخِذاً = عَلَى أَحَدٍ أَنْ لا تَزِيدَ عَلَى عَشْرِ
فَبَيِّنْ إِذَنْ مَا يَنْبَغِي أَنْ تُبِينُهُ = وَأَدْغِمْ وَأَخْفِ الحُرُوفَ في غَيْرِ مَا عُسْرِ
وَإِنَّ الذي تُخْفِيهِ ليس بِمُدْغَمٍ = وَبَيْنَهُمَا فَرْقٌ فَفَرِّقْةُ بِاليُسْرِ
وقُلْ إِنَّ تَسْكينَ الحُرُوفِ بِجَزْمِهَا = وَتَحْريكِهَا بِالرَّفْعِ والنَّصْبِ وَالْجَرِّ
فَحَرِّكْ وَسَكِّنْ وَاقْطَعَنْ تَارَةً وَصِلْ = وَمَكِّنْ ومَيِّزْ بَيْنَ مَدِّكَ وَالْقَصْرِ
وَمَا الْمَدُّ إِلاَّ في ثَلاثةِ أَحْرُفٍ = تُسَمَّى حُرُوفَ اللِّينِ بَاحَ بِها ذِكْرِى
هيَ الألِفُ المَعْرُوفُ فيها سُكُونُهَا = وَوَاوٌ وَيَاءٌ يَسْكُنانِ مَعاُ فَادْرِ
وَخَفِّفْ وَثَقِّلْ وَاشْدُدْ الْفَكَّ مُذْ أَتَى = ولا تُفْرِطَنْ في الفَتْحِ والضَّمِ والكَسْرِ
وما كان مَهْمُوزاً فَكُنْ هَامِزاً لَهُ = ولا تَهْمِزَنْ ما كان لَحْناً لَدَى النَّبْرِ
فإِنْ يَكُ قَبْلَ اليَاءِ والواوِ فَتْحَةٌ = وبَعْدَهُمَا هَمْزٌ هَمَزْتَ عَلَى قَدْرِ
وأَرْقِقْ بَيَانَ الرَّاءِ واللامِ تَنْدَرِبْ = لِسَانُكَ حَتَّى تَنْظِمَ الْقَولَ كَالدُّرِّ
وَأَنْعِمْ بَيَانَ العَيْنِ والهَاءِ كُلَّمَا = دَرَسْتَ وَكُنْ في الدَّرْسِ مُعْتَدِلَ الأمْرِ
وَقِفْ عِنْدَ إِتْمَامِ الكلامِ مُوَافِقاً = لِمُصْحَفِنَا المَتْلُوِّ في الْبَرِّ والْبَحْرِ
ولا تُدْغِمَنَّ الميمَ إِنْ جِئْتَ بَعْدَهَا = بِحَرْفٍ سِواهَا وَاقْبَلِ الْعِلْمَ بِالشِّكْرِ
وَضَمُّكَ قَبْلَ الْواوِ كُنْ مُشْبِعاً لَهُ = كما أَشْبَعُوا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) فِي الْمَرَِ
وإِنْ حَرْفُ لِينٍ كان مِنْ قَبْلِ ساكنٍ = كآخر ما في الحَمْدِ فَامْدُدْهُ وَاسْتَجْرِ
مَدَدْتَ لأنَّ السَّاكِنينِ تَلاقَيَا = فَصَارَا كتحْريكٍ كَذَا قَالَ ذُو الْخَبْرِ
وَأُسْمِى حُرُوفاً سِتِّةً لِتَخُصَّهَا = بِإِظْهارِ نُونٍ قَبْلَها أَبَدَ الدَّهْرِ
فَحَاءٌ وَخَاءٌ ثُمَّ هَاءٌ وَهَمْزَةٌ = وَعَيْنٌ وَغَيْنٌ لَيْسَ قَوْلِيَ بِالنُّكْرِ
فَهَاذِى حُروفُ الْحَلْقِ يَخْفَى بَيَانُهَا = فَدُونَك بَيِّنْهَا ولا تَعْصِيَنْ أَمْرِي
ولا تُشْدِدِ النُّونَ التي يُظْهِرُونَها = كقَوْلِكَ (مِنْ خَيْلٍ) لَدَى سُورَةِ الْحَشْرِ
وإِظْهارُكَ التَّنْوِينَ فَهْوَ قِياسُهَا = فَنَبِّهْ عليها فُزْتَ بِالكَاعِبِ الْبِكْرِ
وقَدْ بَقِيَتْ أَشْياءُ بَعْدَ لَطِيفَةٌ = ُيَبِّيُنَها رَاعِى التَّعَلُّمِ بِالصَّبْرِ
فلابنِ عُبَيْدِ اللهِ مُوسَى على الَّّّّذي = يُعَلِّمُهُ الْخَيْرَ الدُّعاءَ لدى الْفَخْرِ
أَجَابَكَ فِينَا رَبُّنَا وَأَجَابَنَا = أَخِي فِيكَ بِالْغُفْرانِ مِنْهُ وَبِالنَّصْرِ
أمل أن تحظى بإعجابكم
¥