[ما الزحاف و ما العلة و ما الفرق بينهما؟]
ـ[محمد يوسف رشيد]ــــــــ[22 - 08 - 2003, 06:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته، ليتكرم عليّ أحد المشايخ الأفاضل فيشرح لنا ـ بطريقة مبسطة جدا ـ الفرق بين الزحاف و العلة مع ضرب أمثلة على بحر الطويل
أسأل الله تعالى أن يبارك في علمكم و عملكم
ـ[حروف]ــــــــ[29 - 08 - 2003, 04:14 م]ـ
السلام عليكم ..
أخي الكريم: محمد يوسف رشيد ..
الزحاف:
تغيير يحدث في ثواني الأسباب، أي في الحرف الثاني من السبب.
ويتأرجح ذلك بين ثلاثة أحوال:
أ. تسكين المتحرك.
ب. حذف الساكن.
ج. حذف المتحرك.
ومعنى ذلك أن الزحاف لا يقع في الحرف الأول لأنه ليس محلاً للتغيير، ولا
الحرف الثالث لأنه إما أول سبب أو وتد، ولا السادس لأنه إما أول سبب أو
ثاني وتد.
وبناء على ذلك فإنه يقع في الحرف الثاني، والرابع، والخامس، والسابع، أي
أنه يقع في أربعة مواضع من التفعيلة.
وحُكم الزحاف أنه إذا عرض في جزء من أجزاء تفعيلات البيت فلايلزم في
سائر أبيات القصيدة.
أما العلة:
فإنها تدخل على الأسباب والأوتاد معاً، وحكمها: أنها إذا دخلت تفعيلة
من تفعيلات البيت فإنها تلزم في سائر الأبيات في القصيدة.
والزحاف نوعان:
أ. زحاف مفرد.
ب. زحاف مزدوج.
الزحاف المفرد: تغيير يحدث في موضع واحد فقط من التفعيلة ويقع في
حرف واحد منها أيضاً.
والزحاف المزدوج: تغيير يحدث في موضعين اثنين من التفعيلة الواحدة
المفردة في وقت واحد.
والحديث عن تفاصيل نوعا الزحاف قد يطول ..
وإذا طلبت ذلك فلا مانع لدي أبداًلكن أخشى أنك تريده بإيجاز لابالتفصيل.
وأنصحك بكتاب الوافي في العروض والقوافي ص187 - 192
والقسطاس في علم العروض ص 31 - 46
فمنها أخذت المعلومات السابقة ..
أما أمثلة على بحر الطويل فالأمثلة أكثر من الكثيرة، ومنها:
قال أبو فراس الحمداني مفتخراً:
أراك عصيّ الدمع ضيمتك الصبرُ ــــ أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ
نعم أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعةٌ ــــ ولكنّ مثلي لا يُذاع له سرُّ
إذا الليل أضواني بسطتُ يد الهوى ــــ وأذللتُ دمعاً من خلائقه الكبْرُ
تكاد تضيء النار بين جوانحي ــــ إذا هي أذكتها الصبابة والفكْرُ
إلى آخر قصيدته ..
وقال أيضاً وقد ثقل من الجرح ويئس من نفسه وكتب بها إلى والدته:
مصابي جليلٌ والعزاء جليلُ ــــ وظني بأن الله سوف يزيلُ
جراح تحاماها الأساة مخافةٌ ــــ وسقمان بادٍ منهما ودخيلُ
تناسانيَ الأصحاب إلا عصيبة ــــ ستلحق بالأخرى غداً وتحولُ
وإن الذي يبقى على العهد منهمُ ــــ وإن كثُرت دعواهمُ لقليلُ
أقلّب طرفي لا أرى غير صاحبٍ ــــ يميل مع النعماء حيث تميلُ
فيا حسرتي من لي بخلٍ موافق ــــ أقول بشجوى تارة ويقولُ
إلى آخر قصيدة الرائعة ..
وقول طرفة أيضاً:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ــــ ويأتيك بالأخبار مالم تزوّدِ
وقول ابن أبي عطاء يرثي ابن هبيرة:
ألا إن عيناً لم تجد يوم واسطٍ ــــ عليك بجاري دمعها لجمود
وقول امرئ القيس:
قفا نبكِ من ذكرى حبيب وعرفانِ ــــ ورسم عفت آياته منذ أزمانِ
وقول شاعر:
لموت الفتى خير من الفقر للفتى ... وللموت خير من سؤال بخيلِ
وغيرها الكثير الكثير ..
وهناك كتاب أرى أنه مناسب جداً للمبتدئين، وأعرف أكثر من شخص
تعلم علم العروض وتعمق فيه وكان انطلاقته من هذا الكتاب وهو:
العروض والقافية ـ تأليف: الدكتور محمد إبراهيم الطاووسي
وبالرجوع أيضاً إلى كتاب: التوضيح في علم العروض والقافية وهو عبارة
عن بحث أعده الدكتور علي نجيب عطوي، وطبعه بكتاب رائع، و يتميز
بأنه أكثر تعمق وأكثر إسهاب من الكتاب السابق الذكر ..
وتقبلوا تحياتي ..
... حروف ***