تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل حقا قد "أساء" الخليل للشعر العربي؟]

ـ[تأبط خيرا]ــــــــ[16 - 09 - 2003, 09:24 م]ـ

هذا سؤال أطرحه على علماء العروض والمهتمين بالشعر العربي.

فقد قرأت هذا النص لأحد الشعراء في أحد المنتديات ورأيت أن أنقله لكم كما هو آملا أن أقرأ آراءكم بصراحة ووضوح في هذا الموضوع واليكم النص المقتبس حرفيا:

((لايزال النص التقليدي يطل برأسه برغم تقلبات العصر وسرعة إيقاعه

التي تفترض التنويع الإيقاعي في الشعر ...

مشكلة النص التقليدي أنه لايزال يهمل دور الموسيقى حين يتوهم أنه يحتفل بها

لايمكن أن تكون الموسيقى قالبا فقط حين تكون قادرة على أن تكون أكثر من ذلك:

(* تتملكني الدهشة، والذهول .. وتنتابني حالة من التأمل حين اقرأ قول امرئ القيس:

مكر مفر مقبل مدبر معا

كجلمود صخر حطه السيل من عل

ثم أعود واقرأ قوله:

وليل كموج البحر أرخى سدوله

علي بأنواع الهموم ليبتلي

ومثار هذه الحالة هو كون البيتان جاءا على إيقاع شعري واحد بحسب نظرية الخليل العروضية.

(فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن

فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن)

فهل اكتفى الإيقاع (الخليلي) هنا برسم المنهجية الشعرية في إطار تنظيمي؟

أين دور الإيقاع في عملية التأثير التعبيري المتمثل بالشعر؟!

حين أثرت قبل أسابيع في هذه الزاوية قضية التوجه التربوي في نظرية العروض الخليلية احتج أصدقاء كثر على هذا القول ووصلت حدة الاحتجاج عند بعضهم إلى الانفعال والخطابية في المناقشة .. لكنني هنا أجزم بها فمن غير المعقول أن يكتفي الإيقاع هنا بدور المنظم دون أن يكون له دور في التأثير. وربما يحق لنا أن نجتهد في رص التفعيلات بصورة مختلفة بين البيتين .. بصورة لا يختل معها الإيقاع الشعري .. !

وفي الوقت ذاته ربما نتساءل .. كيف يمكن أن نستسلم لهذه السلبية الموسيقية والتهميش المفرط لأهمية الايقاع في عملية التأثير الشعري حين تصدر من شخصية لا نشك في تفردها كشخصية الخليل بن أحمد الفراهيدي ..

إن هذا النموذج الحي لبيتين من الأبيات الخالدة في الشعر العربي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ما كنت قد أشرت إليه سابقاً من ان الهدف الذي سعى إليه الخليل من وضع نظرية العروض الشهيرة كان هدفاً تعليمياً تربوياً،ولم يكن هدفاً فنياً على الإطلاق .. وبالتالي يحق لنا أن نقول .. إن تلك الشخصية الفريدة أساءت للشعر حين همشت الشاعرية فنياً واكتفت بدورها الإعلامي كناقل لتاريخنا العربي بكل أحداثه .. إن شخصية كشخصية الخليل بن أحمد (العبقرية) لو أنها جعلت الفنية هدفها من النظرية العروضية لقدمت للشعر العربي خدمة جليلة على مدى عصوره .. ولما سقط الشعر في مستنقع الصنعة والتكلف في عصر الدول المتتابعة حتى أتت عملية إحيائه على يد مدرسة الإحياء التي عادت به إلى القديم .. الذي لم يكن متوائماً مع العصر وحداثته، فلم يعمر طويلاً .. فظهرت قصيدة التفعيلة ومن ثم قصيدة النثر في محاولة جادة لخلق الشاعرية الموؤودة في تلك النظرية التربوية .. أعلم أن مثل هذا القول قد يغضب الكثيرين، لكنني بالفعل أتمنى مناقشة هذا الأمر التراثي بطريقة علمية واعية.))

ملحوظة: لم

أصحح الخطأ النحوي في "ومثار هذه الحالة هو كون البيتان جاءا على إيقاع شعري واحد " وذلك لنقل النص كما نشره صاحبه دون أدنى تغيير.

ـ[عبدالله]ــــــــ[19 - 09 - 2003, 05:29 م]ـ

اسعد الله مساءك أخي الكريم

سأحاول الرد باعتباري من المهتمين بالشعر العربي لا من علماء العروض

لم أفهم بعد ماذا كان يقصد صاحب المقال بالموسيقى التي يبتغيها

فحين يقول:

" أين دور الإيقاع في عملية التأثير التعبيري المتمثل بالشعر؟! "

أجد نفسي ضائعا بين هذه الكلمات ربما لأنهم يودون الوصول لأمور لا أودها و هي فكرة الشعر الحر و تبعاته

و حين يقول مرة أخرى:

" وربما يحق لنا أن نجتهد في رص التفعيلات بصورة مختلفة بين البيتين .. بصورة لا يختل معها الإيقاع الشعري .. ! "

فهم فعلا رصوا التفعيلات لكنهم أخلوا بالإيقاع أيما إخلال

فهل هذا ما تمنوا الوصول إليه؟

و لنأت على ذكر الخليل فصاحب المقالة يرى:

" ان الهدف الذي سعى إليه الخليل من وضع نظرية العروض الشهيرة كان هدفاً تعليمياً تربوياً،ولم يكن هدفاً فنياً على الإطلاق "

و بصفتي محبا للخليل معترفا بفضله أرى أنه لم يأت على" الأمور الفنية "

كما يسميها صاحب المقال لا تقصيرا منه - أي الخليل - و إنما ربما لأنه

لم يجد ما هو مهم فيها

فقد فصل لنا التفاعيل تفصيل العالم الخبير بالأمور

و ذكر لنا الزحافات - و اظنه ما كان يقصده صاحب المقال -

فقد قام الخليل بوضع التفاعيل الأصلية الكاملة و من ثم وضع الزحافات التي تدخل على التفعيلة

فإما أن يكون صاحب المقال راغبا بتعليل ظهور الشعر الحر أو أنه أساء فهم الخليل

و أخيرا:

" ولما سقط الشعر في مستنقع الصنعة والتكلف في عصر الدول المتتابعة حتى أتت عملية إحيائه على يد مدرسة الإحياء التي عادت به إلى القديم .. الذي لم يكن متوائماً مع العصر وحداثته، فلم يعمر طويلاً .. فظهرت قصيدة التفعيلة ومن ثم قصيدة النثر في محاولة جادة لخلق الشاعرية الموؤودة في تلك النظرية التربوية "

أود القول: هل فعلا كان الشعر الحر و شعر التفعيلة خير معين للشعر

لرجوعه إلى عصره الذهبي؟

ساء ما يتوهمون

----

عذرا على الإطالة لكن الموضوع يحتاج ذلك كما أعتقد

و شكرا لك على هذا الموضوع

و اسلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير