الترصيعُ فِي القرآن الكريم .. والترصيعُ في الشعر .. ما الفرق بينهما؟ أرجو منكم إجابة
ـ[ما بين السطور]ــــــــ[18 - 06 - 2006, 05:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر لكم جهودكم الرائعة في هذا المنتدى .. ونتمنى لكم المزيد من الإبداع
واجهتُ اليوم مسألة استغلقتْ عليّ ولم أفهمها .. !
الترصيع: مأخوذ من ترصيع العقد وذاك أن يكون في أحد جانبي العقد من اللآلي،مثل ما في الجانب الآخر والترصيع عند العسكري في الصناعتين: [أن يكون حشو البيت مسجوعاً]
وقال ابن رشيق في العمدة [إذا كان تقطيع الأجزاء (أي أجزاء البيت الشعري) مسجوعاً أو شبيهاً بالمسجوع فذلك هو الترصيع عند قدامة]
ومن أمثلته قول أبي صخر الهذلي:
سود ذوائبها بيض ترائبها
محض ضرائبها صيغت على الكرم
وقول مسلم بن الوليد:
كأنه قمر أو ضيغم هصر:: أو حية ذكر أو عارض هطل
فالمفهوم العام للترصيع هو جعل أجزاء البيت الداخلية جملا متوازنة متشابهة النهايات كالسجع.
وقرأتُ بالصدفة هذا الكلام:
ترصيع الكلام
هو اقتران الشيء بما يجتمع معه في قدر مشترك كقوله تعالى (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) طه) أتى بالجوع مع العُري وبابه أن يكون مع الظمأ وبالضحى مع الظمأ وبابه أن يكون مع العُري، لكن الجوع والعُري اشتركا في الخلوّ فالجوع خلوّ الباطن من الطعام والعُري خلو الظاهر من اللباس. والظمأ والضحى اشتركا في الاحتراق فالظمأ احتراق الباطن من العطش والضحى احتراق الظاهر من حرّ الشمس.
(في بدائع القرآن من كتاب الاتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي).
فهل ثمة فرق بين الترصيع في الشعر والترصيع في القرآن الكريم؟!
لا أدري إن كان مكانُ الموضوع هُنا .. أم في منتدى البلاغة الذي أُغلقْ!
أرجو أن أجد لديكم إجابة شافية كافية ..
امتناني ودُعائي ..
ـ[وارش بن ريطة]ــــــــ[22 - 06 - 2006, 10:44 ص]ـ
تحية وبعد:
أرجو من الأخ الذي بين السطور أن يظهر فوق السطور.
أذكّر هنا بأن العودة إلى المقارنة بين القرآن الكريم والشعر الجميل أو الخبيث أمر مرفوض من حيث المبدأ؛ فالقصيدة والبيت والشطر هي من ألقاب الشعر، أما السورة والحزب والآية فهي من ألقاب القرآن الكريم، ثم إن القافية والروي مما يناسب الشعر، ويقابله في القرآن الكريم الفواصل أو رؤوس الآي، والترصيع خاص بالشعر، ويقابله السجع وهو خاص بالنثر. فالترصيع هو الترصيع، ويقع في الشعر ولا يقع في النثر، ولذا فلا مجال للسؤال عن المقارنة بين أمر موجود وهو ترصيع الشعر، وأمر لا وجود له وهو ترصيع النثر، ففي النثر سجع لا ترصيع، فإن قصدت المقارنة بين ترصيع الشعر وسجع النثر، فهي مقارنة بين أمرين مختلفين لا يجمع بينهما سوى صفة واحدة هي الموسيقى اللفظية المنبعثة من تكرار حرف ما. فالترصيع يشترط فيه القصر وتساوي الجمل في الطول وتشابهها في الصياغة، مع مراعاة الوزن الشعري. أما السجع فقد يكون في جمل قصيرة وهو الأجمل أو طويلة وهو قبيح، كما قد تتساوى جمله في طولها وقصرها وهو الأجمل وقد لا تتساوى وهو أقبح، ولا وجود للوزن الشعري. ومن أجمل الترصيع قول أبي تمام: تدبير معتصم بالله منتقم ***** لله مرتقب في الله مرتغب.
والقرآن الكريم نثر قطعا، فليس فيه ترصيع، وفيه سجع، وسجع القرآن مما ينكره بعض الفضلاء، لكراهية سجع الكهان، وشتان ما بين سجع وسجع، فليس كل السجع مذموما. ولا أود الدخول في تفصيل السجع محموده ومذمومه، فقد كتب فيه كثيرون. المهم ألا نخلط القرآن الكريم بالشعر، كما حاول الذين أرادوا تقطيعه عروضيا، وللاطلاع على الفاصلة القرآنية، يمكن الاستعانة بالشبكة، مع الحذر من استمرار خلط المصطلح عند بعضهم ..
ـ[الكاتبة الناشئة]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 06:58 م]ـ
ما شاء الله ما شاء الله
معلومات جديدة ورائعة
جزاكم الله خيرا
ـ[إكليل]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 11:30 م]ـ
الأخ وارش .. لست وحدك من يقدس النص القرآني ويغار عليه فأرجو أن تخفف من حدة الخطاب واللهجة .. مع خالص شكري.
وما قاله الأخ (ما وراء السطور) ليس فيه أي تجاوز .. فالترصيع لو نظرنا إليه بمعناه اللغوي لصح أن ينطبق على كل كلام منسق على نحو ما .. والقرآن الكريم قد بلغ أعلى ذروة في التنسيق الجمالي.
ليس بالضرورة أن يكون الكلام منسقاً من حيث اللفظ .. فالآيتان (إن لك ألا تجوع فيها ... ) فيهما تنسيق من حيث المعنى ..
القرآن به إيقاع داخلي وليس نثراً .. ليس شعراً ولا نثراً .. هو قرآن متميز وفريد ..
المحك في القصد والنية .. وعلى الله قصد السبيل.
وأعتذر إن كانت لهجتي شديدة نوعاً ما ..