تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشعر الموزون، لمن يعود الفضل في ظهوره]

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[27 - 05 - 2003, 07:59 م]ـ

هذا جزء من مجموعة مقالات كتبتها في الادب وعن الادب العربي

فلا تؤاخذونا اذا لمستم ارتباطها بشيء قبلها , او انتظارها لسيء بعدها

الشعر الموزون، لمن يعود الفضل في ظهوره؟

هذه التساؤلات تقودنا إلى استنتاج حقيقة مفادها: أن هذه البحور الشعرية

لا يمكن أن

نطبقها على أي شعر من غير لغة العرب , فنحن لم نجد شعرا موزونا عند غير العرب

حتى ولو كان على أوزان خاصة بهذه اللغة غير أوزان العرب , المهم أن يكون موزونا

إذن فهذه الأوزان لم يكن للعربي الفضل المطلق في ابتكارها , وإلا لابتكر

شعراء

اليونان والهنود وغيرهم أوزانا خاصة بهم , أوزانا تناسب لغاتهم , إذن لمن

يعود

الفضل في إنشاء العرب أوزانا خاصة بهم؟

يقول الدكتور محمد المبارك في كتابه فقه اللغة وخصائص العربية ((إن في أصوات

الطبعة الخامسة ص246 حروف كل لغة صورة من الأصوات التي ألفها أصحابها))

1972 دار الفكر بيروت

والى الآن لا نستطيع أن نميز العربية الخصائص الصوتية للعربية ونسند إليها

الفضل

في ظهور الشعر موزونا فهذه الأصوات كما قال المبارك مشتركة بين كل اللغات

فما سر الجمال في شعر العرب؟

وقبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف سر الجمال في لغة الشعر نفسها

فما سر الجمال في اللغة العربية؟

يقول المبارك: ((تمتاز اللغة العربية في مجموع أصوات حروفها بسعة مدرجها

الصوتي سعة تقابل أصوات الطبيعة في تنوعها وسعتها , وتمتاز من جهة أخرى

بتوزعها في هذا المدرج توزعا عادلا يؤدي إلى التوازن والانسجام بين الأصوات

))

250 المصدر السابق ص

هذه الخصائص الصوتية للحروف لا بد أن يظهر تأثيرها على الألفاظ بحكم أن الحرف

هو الوحدة الأصغر في تكوين اللفظ، كالخلية في الجسم ,

اعتقد أن الصورة الآن أصبحت أكثر وضوحا , فالعربية تتميز بالإيقاع الموسيقي

وبتناسق المقاطع الصوتية فيها , ناهيك عن اختصاصها بعلامات الإعراب التي تعطي

0 الكلام العادي أنغاما خاصة , فما بالك بالقوافي

هذه الميزات التي اختصت بها اللغة العربية وهذه الخصائص التي جمعتها , ساعدت

العرب كثيرا في إنشاء هذه الأوزان , فالعربية كما أسلفنا ذات موسيقى خاصة

حتى أننا

في بعض مقاطع الكلام العادي نستطيع أن نشعر بذلك الإيقاع الذي نشعر به عند

0 سماعنا للشعر

إن طريقة نطق العربية تفصل الكلام إلى مقاطع صوتية تراعي التناسق بين الأصوات

0 ومخارج الحروف

وإلا فما الذي جعل العربي يرفع الفاعل وينصب المفعول به؟ و دون أن الحاجة

إلى آلية يسير عليها في ذلك؟

((لقد كان العربي يفعل ذلك بالفطرة لأنه اعتاد على موسيقى وإيقاعات خاصة

في

اللغة العربية , وخروجه عن القواعد النحوية ـ التي لم يكن يعرفها ـ يفقده

هذه الميزة،

التي اعتاد عليها , واكبر دليل على ذلك هو انه يرفع المفرد بالضم والمثنى

بالألف

والأسماء الخمسة بالواو. . . . . . . . . . . . . الخ , ولم يجعل علامة

الرفع موحدة , فهل فعل ذلك

تمشيا مع قواعد النحو؟ ولإدراكه أن مخالفة ذلك تعتبر خطا نحويا؟

لا , ولكنه كان يفعل ذلك حفاظا على موسيقى اللغة وجمالها واهم شئ أخذه بعين

0 الاعتبار هو المحافظة على سهولة نطقها

لننظر مثلا إلى المفعول به المؤنث , فما أجمله وأخفه عندما ننصبه مفردا بالفتحة

فنقول

رأيت أما وطفلها , ولكن هذا الجمال لا نجده إذا طبقنا نفس الشيء على جمع المؤنث

فلو قلنا: رأيت امهاتا وأطفالهن , لم يكن للفتحة ذلك الجمال وتلك الخفة

والسلاسة اللتان

كانتا لها في الجملة الأولى. لذلك عدل العربي عن الفتحة في نصب جمع المؤنث

إلى

الكسرة)) {مابين الأقواس مستفاد من محاضرة للدكتور. عبد المحسن القحطاني

بعنوان جماليات اللغة , ضمن فعاليات الأنشطة الثقافية التي تنظمها كلية الآداب

ـ

هـ} 1419 جامعة الملك عبد العزيز ـ

0 إذن فالعربية هي التي مهدت للعرب وزن أشعارهم بما تحويه من مميزات

إما الذين ربطوا ظهور الشعر بشخصيات معينة كمن ربطه بالمهلهل , واسمه عدي

بن

ربيعة التغلبي , وأطلق عليه لقب المهلهل لأنه ـ كما يقال ـ هو أول من قطع

الشعر

وشطره بهذه الطريقة التي نعرفها إلى الآن , فكان إذا قال شعرا , قيل هلهل

عدي , أي

0 هلهل الشعر فسمي مهلهلا

وإذا قلنا بصحة هذا القول , يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل المهلهل هو أول

من قال

الشعر؟ بالطبع لا فقد وجد أشعارا موجودة واكتسب خبرة من سابقيه ثم كون لنفسه

0 خبرة خاصة جعلته يطور الشعر , إذن فالشعر لم يظهر بظهور المهلهل

ـ[بندر المتنبي]ــــــــ[05 - 10 - 2004, 01:38 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذه المعلومات القيمه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير