ومن أوزان الشعر العامي أوزان خليلية، مع أن اللخن من ابتكار العوام، كاللحن اللعبوني فهو على وز الرمل
وبعض غناء السامري على البحر الطويل، كقول ابن شريم:
سرى البارق اللي له زمانين ما سرى صدوق المخايل بارقه يجلب الساري
وهذا إذا تأملته وجدته على الطويل: فعولن مفاعيلن فولن مفاعلن
وهناك كثيرمن الشعر العامي يستقيم على أوزان العربي، وهناك قصائد لو شكلت لكانت فصيحة، ويكرن من هذا شيئاً من شعر الخلاوي، مثل قوله
فاحفظ لسانك راقب الحق صامت بالصمت تنجا والصبر فاز صاحبه
ما قلت من قول تلقاه كاتب ** ويكفيك فضل عطل الصمت كاتبه
ويوم الفتى يو يدخر منه ساعة ** لابد ما يحتاجها في نصايبه
وقول حميدان الشويعر:
بان المشيب ولاح في عرضائي ** ونعيت من بعد المشيب صبائي
ونعيت خل كان في ماضي مضى ** لاحت عليه بوارح الجوزاء
وأما بحور الشعر العامي فهي قسمان، بحور أصلية، وبحور مبتكرة ومشتقة.
فالمبتكرة:
1 - الهلالي، وهو أقدمها وأول ما نظم عليه الشعر النبطي، مثل:
أبا زيد ما ينفعك يوم تقيمه ** لا صارت الفرقا عليك لزومْ
وقول الشاعر:
يا سامعين الصوت صلوا على النبي ** صلوا عليه وسلموا تسليم
2 - الصخري وهو ولد مع الهلالي تقريبا، مثاله قول الشاعر:
ألا يا بارق يوضي جناحه ** شمال وابعد الخلان عني
3 - الحداء، من حداء البدوي للإبل، مثل قول الشاعر:
يا بو هلا ليتك تشوف ** حطوني العسكر نظام
4 - المروبع، وهو بحر جديد كان للشاعر محسن الهزاني دور كبير في ظهوره، ومثاله:
علام الدهر ما يسمع بلاما ** عل ماذا يفرقنا علاما
أنا ما اقوى الشهر ويحط عاما ** تهبدني بصكاته هبادي
ويلاحظ أن البيت يتألف من أربع شطرات ثلاث منها على قافية والرابعة منها قافية مشتركة حتى بقية القصيدة.
5 - القلطة: النظم الارتجالي كقول لويحان:
ياسلامي عليكم عد نوّ يقود ** ردة من ضميري زان ترتيبها
6 - الرجد، وهو بحر ينظم عليه أهل الشمال شمال الجزيرة العربية أشعارهم ومنها ما غني لفن الدحّة
مثاله قول الشاعرحميدان:
مانع خيال في الدكة ** وظفر في راس المقصورة
أما البحور المبتكرة فأشهرها المسحوب وهو مشتق من الهلالي، وأقصر منه بحرف، مثل قول الشاعر وهو صقر النصافي:
يا صاحبي ما نيب راعي مهاداة ** اما ارضني والا اجفني واستخيري
ومثل قول ابن سبيّل:
الله من عينٍ تهله عباري ** تشبه هماليل السحاب اندفاقه
والثاني: الهجيني وهو مشتق من الحداء مثل:
اما أنت هيجن إلى هيجنت ** والا أنت عن فاطري حوّل
وقول عبيد العلي الرشيد:
يا حمود أنا عارضي شابي ** طرد الهوى جزن أنا منه
والثالث: السامري، ووُلد من الهجيني حينما أرادوا أغاني يسمرون بها ويغنوها وهم جلوس، مثل
ياحول أنا من جروح القلب والحب ياحّول ** عزاه عيني من الفرقا وأنا أقول وش صار
والرابع: الفنون، وأسسه ابن لعبون، اشتقه من السامري مثل:
سامع للصوت ليتك تصلي ** عالنبي المصطفى سيد البشر
والخامس العرضة وهي مشتقة من الحداء وتسمى في بعض البلدان: حدوة، كنوع من الحداء لكنه جماعي، وهذا البحر تغى فيه القصائد الحماسية انتظارا للحرب أو ابتهاجا بالنصر.
والسادس: الجناس، ابتدعه الشاعر محسن الهزاني، وهو ابن لبحر المروبع، ومنه قول طلال المزعل:
يا سامعٍ للصوت لازم تصلي ** على النبي المختار وانته تصلي
من قبل أصوات البشر لا تصلي ** صليت لله وعالنبي دوم صليت
والسابع: الزهيري، مثل قول الشاعر:
زاد العنا بالضمير أو ما شفت راح لي ** والهم باحشاي نسان الذي راح لي
وقول الشاعر:
العبد لا من شكر للخير لا من وصل ** يقرا التشهد قبل لا يبدا بالتسليم
واللحن العامي مبتكر، لأنه لحن سامري توارثته الأجيال وبقي، بخلاف ألحان العرب التي لم تبق، وإنما بقي الوزن، والوزن في الشعر العامي يُرد إلى اللحن، وأما قراة الشعر ذي الأوزان المبتكرة ففيها تسامح ولا تحقق الوزن الواقعي، فمثلاً البيت:
يا جرْ قلبي جرْ لدن الغصونِ ** وغصون سدر جرها السيل جرا
لا يستقيم في قراءة المنشد إلا بسكون الراء من (جر) وبدون مد، مع أنها بالتلحين تغنى بكسر راء (ج) المشددة وبمد الجيم من (جر) في الثانية.
والكلام في بحور الشعر الشعبي طويل يمكن الرجوع لمن كتبوا فيها مثل:
طلال العثمان المزعل الرشيد في الموسوعة النبطية الكاملة - الجزء الثاني، وعبد الرحمن السويدا في درر الشعر الشعمي - على تسميته المنحوتة - أو الشعبي خلال خمسة قرون من 900 - 1415 هـ، وابي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري في ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد، وكتابه الآخر: الشعر النبطي أوزان الشعر العامي بلهجة أهل نجد والإشارة إلى بعض ألحانه، وغلى عبد الله بن عبد العزيز الضويحي في كتابه الإبداع الفنيفي الشعر النبطي القديم وغيرها
خالد