أخي الكريم (المصدر) شكر الله غيرتك على العقيدة.
لكننا في معرض الدراسات الأدبية خاصة النصوص الإبداعية، كقصيدة الشابي المشهورة لا نتطرف في استعمال المعايير العقدية في النقد الأدبي.
صحيح أن العقيدة الصحيحة يجب أن تحاط بسور من الرعاية والعناية، ويذاد عن جنابها الكريم. لكنني أقصد في كلامي السابق أننا نرتكز في دراساتنا النقدية على المعايير الجمالية الفنية كالأسلوب والخيال والعاطفة، من دون إهمال المضمون الذي يراعى فيه الالتزام برسالة محددة ذات مشروعية أو مصداقية معتبرة (الوحدة، التحرر، النضال، القضية الفلسطينية ... ).
وعلى هذا يجب أن ننظر إلى كثير من النصوص الإبداعية لنزار قباني ولشعراء المهجر وغيرهم من الشعراء المحدثين (أعنى العموديين فقط) كعمر أبي ريشة والأخطل الصغير وبدوي الجبل، ما دام شعرهم ينحو منحى الالتزام رغم وجود جدل واسع حول اشتراط ذلك المبدإ.
أما إذا استخدمنا المعيار الذي استخدمه الأخ الكريم ــ جزاه الله خيرا على غيرته ــ فسندعو بذلك إلى نبذ كثير من تراثنا الشعري ورميه في سلة النسيان. وهو أمر لا نرغب فيه والأخ المصدر معنا كذلك، خصوصا إذا كانت بعض التجاوزات والخروقات العقدية خفيفة ــ وخاصة إذا فهمت من داخل السياق العام ــ.
أما الانحرافات العقدية الجلية، والخروقات الكبيرة فهذه تستدعي التنبيه والتحذير أكثر من سواها، كما في بعض أشعار أبي نواس والمتنبي وابن هانئ الأندلسي والمعري، وغيرهم.
قال المتنبي:
وكل ما قد خلق الـ ... ـله وما لم يخلق
محتقر في ذمتي ... كشعرة في مفرق
وقال ابن هانئ يمدح المعز الفاطمي:
ما شئت، لا ما شاءت الأقدار ... فاحكم، فأنت الواحد القهار
فكأنما أنت النبي محمد ... وكأنما أنصارك الأنصار
والذي أريد أن أخلص إليه هو أن نهتم بالنص، منحيث قيمته الفنية والجمالية ونضعه داخل إطاره الأدبي والتاريخي والفني، دون تناسي أهمية تقيده بميدإ الالتزام الذي يراعي القيم الدينية والاجتماعية والثقافية.
لا أن نركز فقط على القيمة الدينية والثقافية للنص مهملين النواحي الفنية والجمالية وغيرها.
ولكم مني ـــ إخوتي الكرام ـــ الشكر.
ـ[الحامدي]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 09:35 م]ـ
منحيث قيمته الفنية والجمالية ونضعه داخل إطاره الأدبي والتاريخي والفني، دون تناسي أهمية تقيده بميدإ الالتزام الذي يراعي القيم الدينية والاجتماعية والثقافية.
لا أن نركز فقط على القيمة الدينية والثقافية للنص مهملين النواحي الفنية والجمالية وغيرها.
ولكم مني ـــ إخوتي الكرام ـــ الشكر.
معذرة على الخطإ "منحيث" وإنما أعني "من حيث".
لتأكيد كلامي السابق، أشدد على أنني من أشد المناصرين للعقيدة الصحيحة، بل إن لدي منظومات عقدية: (نظم الطحاوية، ونظم في أحكام التوسل)، ولكن مجال الدراسات النقدية والأدبية شيء، ومجال العقيدة السلفية شيء آخر.
وإنما أعنى بكلامي في المشاركة السابقة التجاوزات الخفيفة التي يمكن تأويلها أوفهممها داخل السياق العام بطريقة صحيحة. ولا أقصد الخروقات الكبيرة والتجاوزات الواضحة فهذه كما قلت يجب التنبيه عليها والتحذير منها.
وللتنبيه على موقفي جرى تحريره.
ـ[ضاد]ــــــــ[09 - 01 - 2007, 10:11 م]ـ
في معرض نقاش هذا البيت,
فأنا من بلد نشيده الوطني أبيات هذه القصيدة, والبيت ليس كما تظنه, وليس ذلك دفاعا أو تورية, فأنا لا أدافع عن الباطل, ولأن الشابي لم يكن منحرف العقيدة.
هذا البيت:
إذا الشعب يوما أراد الحياة - فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي - ولا بد للقيد أن ينكسر
ومعنى البيت أن إرادة الشعوب تتبعها إرادة "القدر", أي أن "القدر" يعطي للشعوب ما تريده من "حياة" إذا هي "أرادتها".
وفي هذا المعنى معنى التحقيق والتوافق بين إرادة السماء وإرادة الشعوب. فالله يعطي لطالب الدنيا بحق دنياه ولطالب الآخرة بحق آخرته. وهذا هو العدل, من أراد الدنيا فله الدنيا ومن أراد الآخرة فله الآخرة. وهذا المعنى مطرد في القرآن الكريم. هذا الذي درسونا في معنى البيت وهذا الذي رأيته. والله أعلم بنية قائله حينما قاله.
ـ[أبو-أحمد]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 01:03 م]ـ
السلام عليكم،
التسرع في الحكم على الأمور ربما يجرنا إلى الوقوع في الخطأ.
إن فهمي للمعنى هو ما بينه الأستاذ ضاد. وأذكّر بأن ما من مخلوق يمكن ان يتحدى أو يتصدى لما ليس في مقدوره ومكنته، فكيف للشابي ان يقصد المعنى الذي اتهمه به بعض الإخوة؟!.