بوصف الأولى بأنها فاصلة صغرى والثانية بأنها فاصلة كبرى.
إذن فالفاصلة الصغرى هي ما اجتمع فيه السببان الثقيل فالخفيف ويأخذ الرمز: ///5،
والفاصلة الكبرى هي ما اجتمع فيه السبب الثقيل فالوتد المجموع ونرمز إليه بالشكل: ////5
...... ومن الطريف أن بعض العروضيين جمع أمثلة لهذه المصطلحات في قوله:
لم أر على ظَهْرِ جَبَلٍ سَمَكَةً
/5 // //5/ 5/ ///5 ////5
سبب سبب وتد وتد فاصلة فاصلة
خفيف ثقيل مجموع مفروق صغرى كبرى
بحور الشعر العربي
البحر الطويل:
يأتي البحر الطويل على ثلاث صور متنوعة , و غالبا ما يكون السبب في تنوع صور البحر الواحد
اختلاف شكل التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول و التي سوف نسميها بالعروض والتفعيلة الأخيرة
من الشطر الثاني و التي سنسميها بالضرب ...
و تلك هي صور البحر الطويل:
الصورة الأولى:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
//5/ 5 //5/ 5/5 //5/ 5 //5//5 //5/ 5 //5/ 5/5 //5/ 5 //5/ 5/5
العروض الضرب
مقبوضة صحيح
قلنا إن البحر الطويل يتألف من تفعيلتين أساسيتين هما:
فعولن مفاعيلن
وتتكرر هاتان التفعيلتان مرتين في كل شطر , لكنك تلاحظ أن تفعيلة العروض جاءت على مفاعلن
ورموزها كالتالي //5//5 ومن ثم فقد نقص منها حرف ساكن هو الباء التي بعد العين , وبالتالي نقصت
من رموزها دائرة صغيرة بعد الحركة الثالثة.و هذا نسميه القبض وهو من الزحافات أي التغييرات التي
تدخل على بعض التفاعيل مثل مفاعيلن , و فعولن فتحذف ياء مفاعيلن و نون فعولن , إذن فالقبض هو:
حذف الحرف الخامس الساكن من التفعيلة.
وهذه التغييرات التي تحدث في التفاعيل منها ما يكون لازما في القصيدة كلها و هذه نسميها العلل, ومنها ما يكون غير لازم ,
أي إذا جاء في بيت فليس من الضروري أن يأتي في البيت التالي , وهذه نسميها الزحافات.
ويمكنك التفريق ببساطة بين ما هو مجرد زحاف وما هو علة ملتزمة بمكان التغيير , فإذا دخل التغيير على تفعيلة العروض
أو تفعيلة الضرب والتزم به الشاعر في قصيدته كلها فتلك هي العلة , وإذا دخل التغيير نفسه على أي تفعيلة أخرى من التفعيلات
التي تسبق العروض و الضرب فذلك هو الزحاف.
الصورة الثانية:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
//5//5 //5//5
العروض الضرب
مقبوضة مقبوض
الصورة الثالثة:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي
//5//5 //5/ 5
العروض الضرب
مقبوضة محذوف
وقد نتجت هذه الصورة عن دخول علة الحذف في الضرب , والحذف ي عني إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة , فالتفعيلة الأساسية كانت تتكون من مفاعيلن ورموزها //5/ 5/5
فلما حذفنا السبب الخفيف الأخير (أي الحركة و السكون) بقي من التفعيلة: مفاعي ورموزها //5/ 5
وإذا عدنا إلى جدول التفعيلات التي تتكون منها بحور الشعر العربي تبين لنا أن وزن (مفاعي) ليس ضمن الأوزان المذكورة , غير أن رموز هذا الوزن (وهي //5/ 5) تشبه رموز وزن (فعولن) , ولذلك يفضل العروضيون تسميتها , فعولن , و بالتالي يمكننا قراءة تفعيلات هذه الصورة كما يلي:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن فعولن
الصورة الرابعة:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
//5/ 5/5 //5/ 5/5
العروض الضرب
صحيحة صحيح
وقد نتجت هذه الصورة عن موافقة العروض للضرب, أي مجيء تفعيلة العروض مثل تفعيلة الضرب،
وهذا هو ما يسمى بالتصريع. وتعرفه كذلك من مماثلة الحرف الأخير من تفعيلة العروض للحرف
الأخير من تفعيلة الضرب، وهذه الصورة توجد في مطلع القصائد فحسب، أما بقية أبيات القصيدة
فتأتي على أي صورة من الصور الثلاث السابقة.
الصورة الخامسة:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي فعولن مفاعيلن فعولن مفاعي
//5/ 5 //5/ 5
العروض الضرب
محذوفة محذوف
وهذه الصورة تنشأ أيضا من التصريع.
البحر المديد:
هذا هو البحر الثاني ,وسوف تتنوع صوره, والزحافات والعلل التي تدخل في تفعيلاته على النحو التالي:
الصورة الأولى:
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
/5//5/ 5 /5//5/ 5//5/ 5 /5//5/ 5 /5//5/ 5//5/ 5
العروض الضرب
صحيحة صحيح
ولعلك تذكر أن البحر الطويل يدخله زحاف (القبض)، أما الزحافات التي تدخل في أبيات البحر
المديد فمنها (الخبن) وهو يعني حذف الحرف الثاني الساكن من التفعيلة.
¥