تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[غنى اللغة والعصر الجديد]

ـ[المزمجرّ]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 02:39 ص]ـ

العربية غنية بالمرادفات والتعدد في أنواع أو مراحل الأشياء والأجزاء الدقيقة لجسم الإنسان والحيوان والنبات وأسماء أخرى كثيرة إلى درجة العجب.

فقد نسأل ولماذا يوجد للضحك أربع أو خمس مراحل، ولماذا النوم والحب مراحلهما أكثر؟ وما فائدة وجود اسم لابن الثعلب والذئب وأنثى التمساح وأنثى النمر وصوت العقرب وذكر السلحفاة بل إلى درجات أخرى عجيبة جدا: ابن الذئب من الكلبة (طبعا لو صار بينهما تلاقح) وخرء الفأر وعنق الأسد (نعم، عنق الأسد له اسم في العربية!) وعين الفيل وجلد الفيل وبيض النمل و .... هناك مراحل الشرب والعطش والنوم والجوع والحب والبغض، وأنواع الضرب حسب الأداة والموضع وقوة الضربة إلخ. وتوجد كلمة تعني الشخص الذي لا يستيقظ ليلا ولا نهارا! وكلمة للشخص الذي لا ينجب (ليس كلمة عقيم بل كلمة أخرى مختصة بالرجل، كما يقال عاقر للمرأة فقط). ونعرف طبعا الفرق بين اليتيم واللطيم والعجي وغيرها من التنوعات والمراحل والتعددات والمرادفات الكثيرة مما يعجب حقا!

وطبعا ليس هذا كل شيء بل هناك الفراغات! أي أن ذلك لا ينطبق على كل الحيوانات مثلا فعرف العرب ذكر النعامة ولكن لم أسمع عن ذكر الزرافة أو ذكر الوزة أو أنثى الكركدّن! يوجد اسم لصغير الدب والثعلب والكلب والأسد والنمر لكن لا يوجد اسم لصغير العقرب والعنكبوت والزرافة والثيتل والأيّل إلخ. يوجد اسم لوسط الجبهة، ولكن لم أسمع عن اسم لوسط البطن مثلا. ويوجد اسم لما فوق الخاصرة واسم لأسفل الظهر وأسماء أجزاء اليد والرجل جزءا جزءا وأسماء أصابع اليد واحدا واحدا، لكن لا توجد أسماء لأصابع القدم! عرفوا كما قلت اسما لابن الذئب من الكلبة أو لابن النمر من الضبع (الضبع أنثى بالمناسبة) وهذا ممكن بينهما تلاقح، لكن لم أسمع عن اسم لابن البطة من الديك مثلا (والتلاقح وارد ومشهود عند علماء الحيوان والمربين)! بل إن ذكر البطة غير مشهور فيقال علجوم: أهو ذكر الضفدعة أم ذكر البطة؟!

ما الوضع هذا؟ باختصار تبرز ثلاثة أسئلة:

1 - ما سبب هده الدقة العربية الشديدة في تحديد هذه الأمور؟ مل الفائدة في التدقيق ونحن من الممكن أن نقول مثلا: يؤلمني باطن فخذي ولا داعي لأن نقول يؤلمني بادّي! (البادّ هو باطن الفخذ).

2 - لماذا لا توجد أسماء لكل شيء، فمثلا ما دام هناك اسم لعين الفيل فلماذا لا يوجد اسم لعين الفهد وأنف الثعلب وفم الأسد؟ ولماذا فقط عنق الأسد له اسم وليس لعنق التمساح اسم؟ لم الفراغات ما دامت اللغة تتحرّى الدقة؟ هل كان هناك كلمات لهذه المعاني لكنها اندثرت ولم يعرفها جامعو المعاجم عندما بحثوا؟! لماذا يوجد كلمة عربية تعني الذي يتخبطه الشيطان من المس! ولا توجد كلمة تعني مثلا الذي يتخبطه الشيطان من أمور أخرى كالشهوة والسحر والعين إلخ؟ يوجد اسم لباطن الفخذ وباطن الركبة ولكن ما اسم باطن المرفق؟ لم أجد!

3 - ماذا نفعل الآن في عربية العصر الحاضر؟ هل نستخدم هذه الكلمات ونُحييها أم أن أحدا لا يريدها ونكتفي نحن اللغويون بمعرفتها ودراستها بدون واقع عملي لها؟!

أرجو المشاركة بالآراء والمصادر.

طبعا من الجميل ذكر المرادفات للكلمات المذكورة لكن المجال لا يتسع لها، ومعاجم اللغة الهجائية والموضوعية (المخصّص وفقه اللغة للثعالبي والقطيفة والتعريفات والرائد والألفاظ الكتابية وغيرها تمتلئ بهذه المفردات).

ـ[المزمجرّ]ــــــــ[30 - 10 - 2009, 01:35 ص]ـ

أكثر من 50 مشاهدة، وحتى الآن لا أجد رأيا واحدا. هل هناك سبب؟ أم أن هذا الموضوع من الدقة بمكان لا أحد يهتم به؟ أم أن لا أحد لا يرى مناقشته ذات طائل. حقا هو موضوع دقيق وتساؤلات عن غموض يكتنف لغتنا بل اللغات كلها. إنني أرجو التعليق مع ذلك.

ـ[المستعين بربه]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 09:31 ص]ـ

الأستاذ المزمجر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرى أنّ من اسباب التفاعل مع موضوعك المثري. أن تقوم بطرحه مجزأ على فقرات مثل:

مراحل الشرب والعطش في اللغة العربية. هي ...

ماذا تسمي العرب الضرب بالسوط.؟

وهكذا

وقدجربت الطرح بطريقتك هذه فلم أجد تفاعلا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 02:55 م]ـ

موضوع جدير بالبحث والنظر

ومع ذلك فلا ينبغي أن نعجب من هذه الأمور؛ لأنها تكاد تكون موجودة في جميع اللغات، بل لا نبعد إن قلنا إنها مرتبطة بالإنسان نفسه من حيث إن الحاجة أم الاختراع، ونحن نعلم أن كثيرا من الألفاظ العربية أميتت ولم تصل إلينا، وكثير مما وصل إلينا لا يكاد يستعمل، لأن الحاجة هي التي تؤثر في شياع لفظ وحياته، وكذلك هي التي تؤثر في ترك لفظ وإماتته، بل الأمر أكبر من ذلك؛ إذ يشمل التطور الدلالي والتطور اللفظي وما يتعلق بهما من أسباب متعددة.

وقديما كان الأمريكان يستعملون مع (الولايات المتحدة) الفعل ( are) باعتبارها جمعا، ثم تطور الأمر فصاروا يستعملون الفعل ( is) لأنها صارت علما على هذه الدولة، واستعمال الاختصارات كثير جدا عند الغرب بسبب كثرة الاستعمال، فكثرة الاستعمال هي الحاجة التي تؤدي إلى الاختصار في استعمال الألفاظ بدلا من كثرة الإضافات.

ومن تأمل كتاب سيبويه وجد أكثر فقه كلام العرب فيه مبنيا على هذا الأصل، وهو الجنوح إلى الأسهل، والاختصار فيما كثر من كلامهم، وحذف ما فهم من المعنى، إلى غير ذلك مما يندرج تحت هذا الأصل الكبير.

والموضوع شائق ويحتمل كثيرا من البحث والدرس.

وجزاكم الله خيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير