[الأعلام الأجنبية وحرف الهاتاء المربوطة]
ـ[المزمجرّ]ــــــــ[29 - 10 - 2009, 11:20 م]ـ
ما الصواب في الأعلام الأجنبية التي تكتب بالعربية، سواء كان صاحب الاسم عربيا أم غير عربي، ويوضع في نهايتها هاء أو تاء مربوطة (رغم أن الأصل ليس فيه ذلك)؟ هل الصواب التاء المربوطة أم الهاء المربوطة؟ وذلك تعويضا عن الصوت الممال الذي ليس له حرف في العربية والذي يكتب بحروف العلة في نهاية الجملة مثل é è e
أنا مع التاء لكن لا أجد سببا مقنعا للتفسير.
أمثلة من الأسماء
André ويكتب أندريه أم أندرية؟
René ويكتب رنيه أم رينيه أم رنية أم رينية؟
Bele ويكتب بيليه أم بيلية؟
Vicente ويكتب بيثنتة أم بيثنته؟ (هذا اسم إسباني وينطق هكذا)
Renate ويكتب ريناته أم ريناتة؟
Garschke ويكتب غارشكة أم غارشكه؟
والأمر يستخدم أيضا عند النقحرة أو كتابة أية عبارات أجنبية بالعربية من أجل الشرح اللغوي.
ـ[عابر السبيل]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 09:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. هذه القضية قديمة قدم الدهر، واجهها قبلنا الآراميون والعبرانيون وغيرهم حين أرادوا كتابة الكلمات اليونانية ومن بعدها اللاتينية؛ والحقيقة أن هؤلاء القدامى قد اتفقوا على بعض الأمور التي قد تبدو لنا غريبة الآن، ومنها كتابة حرف t الأعجمي بشكل ط، وحرف s بشكل ص إلخ ... وهذه الأمور تعود غالبا إلى الكيفية التي كانت تنطق بها الأصوات اليونانية والسامية في ذلك الوقت واختلافها عن بعضها، ولكنها عادات ثبتت وصارت تقاليد راسخة ورثها العرب وأقروها ...
أما بالنسبة لصوتي a و e في نهاية الكلمات، فهذان كانا يكتبان في الآرامية والعبرية إما بشكل ألف أو هاء، ويبدو أنه في الأزمان الأخيرة صار استخدام الألف لـ a أشيع من الهاء، والعكس بالنسبة لـ e.
وهنا خالف العرب من قبلهم، فالعرب قديما لم يستخدموا الألف ولا الهاء للتعريب وإنما استخدموا التاء المربوطة لتعريب معظم الكلمات المنتهية بهذين الصوتين، ومرد ذلك في رأيي (والله أعلم) إلى أن الكتاب العرب اعتقدوا أن الهاء في نهاية الكلمات المأخوذة من العبرية والآرامية هي تاء مربوطة، وذلك لأن تلك اللغات ليس فيها فرق بين التاء المربوطة وغير المربوطة في الشكل، والتاء المربوطة عندهم تكتب بشكل هاء طبيعية (مثلا مدرسة تكتب مدرسهـ)، ولذلك ظن المعرّبون أن هذه الهاء في نهاية الكلمات الأعجمية هي تاء مربوطة فنقطوها ...
وفي كل الأحوال، فإن العرف جرى على التعريب بالتاء، وأنا في رأيي أن هذا أقرب إلى بنية اللغة العربية من التعريب بالألف لأن الأسماء المنتهية بالألف هي أسماء مقصورة شاذة من حيث الإعراب، وكذلك التعريب بالهاء يسبب ثقل اللفظ إن أردت أن تعرب أواخر الكلمات، فالأفضل هو التعريب بالتاء لسهولة إلحاق علامات الإعراب بها. وأيضا فإن التعريب بالألف والذي شاع في القرن الأخير قد ساق إلى الخطأ في اللفظ عند معظم الناس، فمثلا كلمة سوريا صارت تلفظ بتسكين الراء بدل كسرها، وهذا لفظ خاطىء لا تجيزه اللغة العربية السليمة ... وأخيرا فإن حرفي a و e في نهاية الكلمات الأوروبية هما في الغالب علامتا تأنيث، ولذلك استقام تعريبهما بالتاء أكثر من الألف أو الهاء ...
والله أعلم ...