فمجرد العلم بالأمر لا يعني بالضرورة أن صاحب العلم أسلم لما عَلِمَ، لأنه ممكن أن لا يسلم لما علمه ويكفر به (التغطية والإنكار) فالعلم هو الخطوة الأولى لعملية الإسلام الطوعي، وهو الباب للدخول منه إلى الإسلام دين الله عز وجل. إذاً يلزم لعملية الإسلام (الطوعي) العلم والإرادة الواعية الحرة ابتداء، فإذا أسلم الإنسان صار مؤمنا، وإذا لم يسلم صار مجرماً كافراً بالعلم بنوعيه الآفاق والأنفس. قال تعالى: [أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون] فمقابل الإسلام يكون الإجرام، ومقابل الإيمان يكون الكفر.
أما الاستسلام فهو عملية تأتي بعد الإسلام وليس قبله أو معه، وإنما نتيجة لفعل الإسلام،فيكون الاستسلام الانقياد التام لما أسلم له ابتداءً. وإذا حصل الاستسلام ابتداء دون إسلام يكون عملية انقياد ناتجة عن قهر وعجز أو عن انتفاء العلم وغياب المسؤولية, ومن ذلك الوجه نقول: استسلم الأعداء في المعركة. إذا انقادوا قهراً وعجزاً وضعفاً. أما الاستسلام ابتداء لفكر أو قائد دون أن يسبقه عملية الإسلام فهو انقياد أعمى مذموم قد يورد بصاحبه المهالك غالباً.
قال تعالى: [فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى] فعملية الاستمساك بالعروة الوثقى أتت نتيجة الكفر بالطاغوت انطلاقاً، والإيمان بالله عز وجل ابتداءً، والكفر موقف براء وانخلاع، والإيمان موقف ولاء وانتماء، وإذا حصل هذا الأمر في الإنسان يكون قد استمسك بالعروة الوثقى. نحو أن نقول: من أمسك بالإيمان فقد استمسك بالعروة الوثقى. فتكون عملية الاستمساك بعد فعل (أمسك) وليس قبله أو معه. فالاستسلام نتيجة للإسلام ما ينبغي أن يَسبقه، لأنه إذا سبقَهُ صار الإنسان منقاداً بصورة عمياء دون علم ووعي لما استسلم له. والخالق تبارك وتعالى طلب من الناس فعل الإسلام وليس الإستسلام.
قال تعالى: [فإلهكم إله واحد فله أسلموا وبشر المخبتين] الحج 34
وقال: [إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين] البقرة 131
وقال: [وأمرت أن أسلم لرب العالمين] غافر 66
وقال: [فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ] آل عمران 20
وقال: [ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن] النساء 125
وقال: [إن الدين عند الله الإسلام] آل عمران 19
وقال: [قالوا نعبد إلهك وإله آبائك ابراهيم واسماعيل واسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون] البقرة 133
لنصل في النهاية إلى أن من أسلم لله عز وجل فقد استسلم لأوامره وانقاد له بصورة واعية وإرادة حرة. بينما من استسلم ابتداء دون إسلام يكون قد انقاد بصورة عمياء دون علم أو إرادة واعية. وشتان ما بين الإسلام والاستسلام.
منقول ...
ـ[_الساجد_]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 01:09 ص]ـ
لنصل في النهاية إلى أن من أسلم لله عز وجل فقد استسلم لأوامره وانقاد له بصورة واعية وإرادة حرة. بينما من استسلم ابتداء دون إسلام يكون قد انقاد بصورة عمياء دون علم أو إرادة واعية. وشتان ما بين الإسلام والاستسلام.
شكراً لاهتمامك سيدتي الكريمة ..
قرأته سابقاً ..
وصلنا فى النهاية إلى أن الإسلام هو الاستسلام لله بلا قيد أو شرط ..
هل من مزيد؟