مما جاء به الإسلام - ذكر المؤمن والمسلم والكافر والمنافق. والعرب إنَّما عرفت المؤمن من الأمان والإيمان وهو التصديق. ثُمَّ زادت الشريعة شرائطَ وأوصافاً بِهَا سُمِيَ المؤمن بالإطلاق مؤمناً. وكذلك الإسلام والمسلم، إنّما عَرَفت منه إسلامَ الشيء ثُمَّ جاء فِي الشَّرع من أوصافه مَا جاء. وكذلك كَانَتْ لا تعرف من الكُفر إِلاَّ الغِطاء والسِّتْر. فأما المنافق فاسمٌ جاء بِهِ الإسلام لقوم أَبْطنوا غير مَا أظهروه، وَكَانَ الأصل من نافقاء اليَرْبوع. وَلَمْ يعرفوا فِي الفِسْق إِلاَّ قولهم: "فَسَقَتِ الرُّطبة" إذَا خرجت من قِشرها، وجاء الشرع بأن الفِسق الأفحاش فِي الخروج عن طاعة الله جلّ ثناؤه. ومما جاء فِي الشرع الصلاة وأصله فِي لغتهم: الدُّعاء، وكذلك الصيام أصله عندهم الإمساكُ، ثم زادت الشريعة النِّية، وحَظَرَت الأكلَ والمُباشَرَة وغير ذَلِكَ، وكذلك الحَجُّ، لَمْ يكن عندهم فِيهِ غير القصد. [2]
(ج) الحاجة إلى التسمية: اللغة وسيلة للتواصل قائمة على استخدام علامات لاستحضار الأشياء والأفكار. ومتى جد شيء احتاج إلى علامة تفصح عنه وتشير إليه. واللغة بها شيء من المحافظة؛ لذا قلما نجد لفظا وضع وضعا من غير سابق، والأكثر أن نجد اللفظ مشتقا من جذر يدور حول معان تشارك الشيء المراد تسميته في معناه، أو نجده مستعارا من معنى آخر يشبهه في وجه من الوجوه ومن أمثلة تغير دلالات الألفاظ بسبب النقل من معنى إلى آخر:
اصطلاحات العلوم والفنون:
رفع، نصب، جر، جزْم، تنازُع، اشتغال (نحو)
معتل، صحيح، سالم (صرف)
بيت، عمود، خبْن، وتد، سبب (عروض)
نافذة، ملف، مجلد، فأرة (حاسوب)
أسماء بعض أعضاء البدن:
ضفدع: عظم في جوف الحافر من الفرس.
الذباب "إنسان العين."
العصفور: "أصل منبت الناصية" و"عظم ناتئ في الجبين."
الحِدأة: "طائر من الجوارح،" والحِدأة من الفرس والإنسان: "أصل الأذن"، وقيل: الحدأة من الفرس "سالفة عنقه."
أجزاء الآلاات: أجزاء القوس.
رِجل: الجزء الأسفل من القوس.
يد: الجزء الأعلى من القوس.
كبِد: وسط القوس.
ظُفر: طرف السية.
(د) كثرة استعمال الكلمة: هناك كلمات يكثر استخدامها في مجالات كثيرة مما يؤدي إلى تغير معناها عن طريق التخصيص، مثل:
جذر: أصل النبات تحت الأرض.
جذر: الحروف الأصول في الكلمة.
جذر: رقم رياضي.
ومثل:
زراعة (نبات)
زراعة (طب)
زراعة (مختبر وبكتيريا)
ومثل:
عملية (عسكرية)
عملية (طب)
عملية (حساب)
عملية (اقتصاد)
(هـ) أسباب عقلية: من أسباب التغير الدلالي وجود علاقة بين شيء وآخر مما يؤدي إلى نقل اللفظ من شيء إلى آخر وقد تكون تلك العلاقة المشابهة أو غيرها.
علاقة المشابهة: تؤدي إلى استعارة لفظ من شيء إلى آخر، ومن أمثلتها:
عين: عضو الإيصار> بئر، قرص الشمس، ثقب الباب، السيد، الذهب.
فم: الثغر، فتحة القربة، فتحة القارورة.
رجل: رِجل القوس: سِيَتُها السفْلى، ورِجْلا السَّهم: حَرْفاه، ورِجْلُ البحر: خليجه.
عنق: عُنُق الدهر أَي قديم الدهر، وعُنُق الصيف والشتاء: أَوّلهما، وعُنُق الجبل: ما أَشرف منه، والأَعْناق: الرؤساء، وعُنُقٌ من النار: قطعة تخرج منها.
علاقات غير المشابهة: وهي ما يطلق عليها علاقات المجاز المرسل، مثل:
الجزئية: عين > جاسوس؛ رقبة > مملوك.
الحاليّة: حمة العقرب: سمها > إبرتها (محل)
الآلية: لسان > لغة.
المجاورة: خرطوم (أنف) > فم؛ خشم > فم.
(و) أسباب نفسية: ومن مظاهرها:
التفاؤل والتطير: وهو استخدام اللفظ الجميل للمعنى القبيح:
سليم: لم يصبه سوء > ملدوغ.
يسرى: اليد التي يسهل العمل بها > اليد الشمال، العسرى.
حُباب: محبوب > حية تدعى الشيطان.
بصير: قوي البصَر > الأعشى، ولذا كُني الشاعر المعروف الأعشى بأبي بصير.
كريمة: مكرمة > العين العوراء.
العافية: الصحة والسلامة > النار.
الخوف من العين: قد يؤدي الخوف من الإصابة بالعين إلى تسمية الشيء الجميل باسم قبيح، مثل: شوهاء: القبيحة > المرأة الجميلة.
المبالغة: قد يشعر الإنسان في بعض الأحوال أن الألفاظ العادية لا تفي بالتعبير عن انفعالاته فيعمد إلى استعمال الألفاظ الدالة على الخوف والرعب للتعبير عن جمال الأشياء، من ذلك:
رائع: جميل، مشتق من الروع وهو الخوف.
هولة: المرأة الجميلة، أُخذت من الهوْل وهو الخوف. وفي اللهجة المصرية يستخدم لفظ هايل بمعنى ممتاز.
رهيب: مخيف، تستعمل الن بمعنى جميل، ممتاز.
فظيع: شنيع، ويستخدم في الحاضر أحيانا بمعنى ممتاز.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 07:30 م]ـ
بوركت
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 12 - 2009, 07:35 م]ـ
بورك نقلكِ الطيب أخية
ـ[عبد الله إسماعيل]ــــــــ[27 - 12 - 2009, 10:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
شكرا على الجهود ............