تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجِيدُ العنق وقيل مُقَلَّده وقيل مقدَّمه وقد غلب على عنق المرأَة ...

أقول: وبالنظر إلى تقليبات الألفاظ فإننا نراهم قد استعملوا مادة (عنق) وفسروها في أحد صورها بالرقبة،وأهملوا لفظ (عقن)،قال الأزهري: فإنه مهمل، إلا أن يكون العِقْيانُ فعيالاً منه، وهو الذَّهب، والأقرب أنه فِعلان من عَقى يعَقِي، والنون زائدة.

أقول: مرة يريد ابن فارس بالأصل الأصل المعنوي ومرة يريد به الأصل الحسي الذي تنطبق عليه الدلالة،فقد ذكر أن الأصل في (عنق) هوالامتداد وذكر أن الأصل في (رقب) هوالانتصاب لمراعاة شيء وتلك معان، لكنه ذكر أن الأصل في (جيد) هوالعنق وبهذا خالف المنهج السابق وهو فيما أحسب-أعني المنهج السابق- منهج يجعل من المعنى أصلا لاالحس،لكنهم قد يجعلون المحسوس أصلا، قال الدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه (معجم الفرائد) في مادة (بوأ): "تعليق ـ هذه مادة مفيدة ممتعة تعتمد على أصل مهم من أصول العربية، هو أن المواد الحسية الجامدة أساس لثروة لغوية كبيرة تتفرع فروعاً وتتوزع شعباً في معارف شتى ... "

عود: واستعملوا لفظ (نعق) وجعلوا الأصل فيه الصياح -كما قال ابن فارس في هذه المادة من المقاييس-غير أننا نلاحظ أن الامتداد من صفات الصياح –أي امتداد الصوت في ارتفاع-وانظر كيف أن محل هذا الصياح هو العنق وهو نعيق فانظر كيف التبسا.

واستعملوا لفظ (نقع) وجعلوا الأصل فيه الاستقرار-كما قال ابن فارس في مقاييسه-والاستقرار امتداد كما هو واضح.

واستعملوا لفظ (قنع) والأصل في الإقناع كما يظهر لي هو الإقناع وهو: مَدُّ البَعيرِ رأسَه إلى الماء للشّرْب (انظر مادة (قنع) في المقاييس).

واستعملوا مادة (قعن) ويظهر لي مما ذكر فيها من المعاني أن الأصل فيها هو الامتداد، قال ابن منظور في اللسان (مادة قعن):

قال ابن دريد القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ في الأَرْنَبةِ قال والقَعَنُ انفِجاجٌ في الرِّجْلِ

وقال أيضا في المادة نفسها:

والقَيْعُونُ نبت والقَيْعُون على بناء فَيْعُول معروف وهو ما طال من العُشْبِ.

أقول:فالأصل إذن في العنق هو الامتداد.

والله أعلم،وتتمة البحث إن أسلس لي قياد الوقت.

ـ[إيمان قلب]ــــــــ[31 - 12 - 2009, 06:54 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لابد قبل معرفة الفرق بين العنق والرقبة والجيد من ملاحظة أمرين هما:

الأول: أن الفرق يدرس من خلال تتبع تقليب المادة ليعلم أصلها فننظر مثلا في عنق وعقن وقنع وقعن ونعق ونقع لنعرف أي معنى تدور حوله إن كان هذا متحققا فيها مع التفاتنا للمواد المستعملة فحسب وندع المهملة. وقد لايمكن استعمال هذا المنهج لتعذره في بعض المواد وعدم وضوحه

الثاني: أن ننظر في استعمال القرآن الكريم للمادة أو للفظة ونتتبعه لنكتشف أسرار استعماله له وخصوصياته

الأصل اللغوي للفظة (عنق):

قال ابن فارس في المقاييس:

العين والنون والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شيء، إمَّا في ارتفاعٍ وإمَّا في انسياح. فالأوَّل العنُق، وهو وُصْلة ما بين الرّأس والجسد، مذكّر ومؤنَّث، وجمعه أعناق ...

الأصل اللغوي للفظة (رقبة):قال ابن فارس في المقاييس:

الراء والقاف والباء أصلٌ واحدٌ مطّرد، يدلّ على انتصابٍ لمراعاةِ شيءٍ. من ذلك الرَّقِيب، وهو الحافِظ. يقال منه رَقَبْتُ أرْقَُب رِقْبة ورِقْباناً. والمَرْقَب: المكان العالي يقِفُ عليه النَّاظِر. والرَّقِيب: الموكَّل في الميْسِر بالضَّريب. ومن ذلك اشتقاق الرَّقَبةِ، لأنَّها منتَصِبة، ولأنّ النّاظرَ لابد ينتصبُ عند نظره.

الأصل اللغوي للفظة (جيد): قال ابن فارس في المقاييس:

الجيم والياء والدال أصلٌ واحد، وهو العُنُق. يقال جِيدٌ وأجْيادٌ

وفي لسان العرب لابن منظور:

الجِيدُ العنق وقيل مُقَلَّده وقيل مقدَّمه وقد غلب على عنق المرأَة ...

أقول: وبالنظر إلى تقليبات الألفاظ فإننا نراهم قد استعملوا مادة (عنق) وفسروها في أحد صورها بالرقبة،وأهملوا لفظ (عقن)،قال الأزهري: فإنه مهمل، إلا أن يكون العِقْيانُ فعيالاً منه، وهو الذَّهب، والأقرب أنه فِعلان من عَقى يعَقِي، والنون زائدة.

أقول: مرة يريد ابن فارس بالأصل الأصل المعنوي ومرة يريد به الأصل الحسي الذي تنطبق عليه الدلالة،فقد ذكر أن الأصل في (عنق) هوالامتداد وذكر أن الأصل في (رقب) هوالانتصاب لمراعاة شيء وتلك معان، لكنه ذكر أن الأصل في (جيد) هوالعنق وبهذا خالف المنهج السابق وهو فيما أحسب-أعني المنهج السابق- منهج يجعل من المعنى أصلا لاالحس،لكنهم قد يجعلون المحسوس أصلا، قال الدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه (معجم الفرائد) في مادة (بوأ): "تعليق ـ هذه مادة مفيدة ممتعة تعتمد على أصل مهم من أصول العربية، هو أن المواد الحسية الجامدة أساس لثروة لغوية كبيرة تتفرع فروعاً وتتوزع شعباً في معارف شتى ... "

عود: واستعملوا لفظ (نعق) وجعلوا الأصل فيه الصياح -كما قال ابن فارس في هذه المادة من المقاييس-غير أننا نلاحظ أن الامتداد من صفات الصياح –أي امتداد الصوت في ارتفاع-وانظر كيف أن محل هذا الصياح هو العنق وهو نعيق فانظر كيف التبسا.

واستعملوا لفظ (نقع) وجعلوا الأصل فيه الاستقرار-كما قال ابن فارس في مقاييسه-والاستقرار امتداد كما هو واضح.

واستعملوا لفظ (قنع) والأصل في الإقناع كما يظهر لي هو الإقناع وهو: مَدُّ البَعيرِ رأسَه إلى الماء للشّرْب (انظر مادة (قنع) في المقاييس).

واستعملوا مادة (قعن) ويظهر لي مما ذكر فيها من المعاني أن الأصل فيها هو الامتداد، قال ابن منظور في اللسان (مادة قعن):

قال ابن دريد القَعَنُ والقَعَى ارتفاعٌ في الأَرْنَبةِ قال والقَعَنُ انفِجاجٌ في الرِّجْلِ

وقال أيضا في المادة نفسها:

والقَيْعُونُ نبت والقَيْعُون على بناء فَيْعُول معروف وهو ما طال من العُشْبِ.

أقول:فالأصل إذن في العنق هو الامتداد.

والله أعلم،وتتمة البحث إن أسلس لي قياد الوقت.

بارك الله فيكم أخي على هذا البحث اللطيف ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير