[ملحمة الشهيد]
ـ[هتاف القلم]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 01:00 ص]ـ
سألَ العذولُ وليتَه لم يسألِ = مالي أراكَ عن الغرامِ بمعزلِ
أين الهوى؟ أو ما عرفتَ صبابةً؟! = ما لي أراك كراهبٍ متبتل
هات القصائدِ مثلما فعلَ الألى = أنشدْ لنا في حبِّها وتغزَّلِ
فأجبتُه والقلبُ يكويه الجوى = والدمعُ يجري مثلَ ماء الجدول
أنا عاشقٌ كتمَ الصبابةَ والهوى = آهٍ لقلبِ العاشقِ المتململِ
أنا عاشقُ الحسناءِ تسبي قلبَه = بتمايلٍ وتغنجٍ وتدلُّلِ
والطرفُ ويحَ الطرفِ أدمى مهجتي = فكأنه سهمٌ هوى في مقتل
حوراءُ ساحرةُ العيونِ بلحظِها = واهٍ لطرفٍ ناعسٍٍ ومُكحَّل
والوجهُ من بين الجدائل قد بدا = كالبدرِ في ليلٍ بهيمٍ أليل
والقدُّ كالبانِ الرطيبِ تمايلاً = لعبتْ به ريحُ الصبا والشمأل
والخدُّ يلمعُ بل يشعُّ نضارةً = والثغرُ مثلَ البارقِ المتهلل
طوبى للاثِمِ ذلك الثغرِ الذي= في لثمِِه رشفُ الرحيق السلسل
والعرفُ ما المسكُ المفتتُ عنده؟ = لا تعرضنَّ بعبهرٍ وقرنفل
وإذا تغنَّتْ ذاب قلبُ متيمِ = من حسنه أزرى بصوت البلبل
دعني فما هامَ الفؤادُ بغيرها = (ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأول)
والله إنَّ وصالها أغلى المنى = وشفاءٌ قلبٍ بالغرامِ مُعلَّل
مهلاً فلا تسئ الظنونَ فإنني = لستُ الأسيرَ لكلِّ طرفٍ أكحل
لستُ المتيمَ باللواتي والتي = خلِّ الغواني فالفؤادُ بمعزل
لشهادة في الله أمنيتي وأن = ألفى شهيداً تحتَ ظلِّ القسطل
أنا عاشقٌ أهوى الشهادةَ إنها = نبضُ الفؤادِ وغايتي ومُؤملي
أنا عاشقٌ أهوى الشهادةَ فالمنى = سهمٌ مصيبٌ قد هوى في مقتل
أو صارمٌ يهوي فيقطفُ هامتي = طوبى لجسمٍ في الفلاةِ مجندل
أو طعنةٌ بالرمحِ تنفذ أضلعي = واهٍ لذاك السمهري المرسل
أنا قد سمئتُ حياتَكم والعيشَ في = زمن بثوب للهوان مزمل
لا أرتضي عيشَ الهوانِ وأن أرى = كالفأر يهرب من براثن خيطل
جُدْ بالدما واحمل بكفك حفنةً = وانضح بوجه الخانع المتذلل
أيقظ فقد طال السبات بأمتي = واصرخ بصوت كالرعود مجلل
(يا نائمين على الحريرِ وما دروا) = قوموا لمجدٍ خالد ومؤثل
هيا ارفضوا هذا الهوانَ ورددوا = بيتاً قديماً في الزمان الأول
(لا تسقني ماءَ الحياةِ بذلةٍ = بل فاسقني بالعز كأس الحنظل)
يا عاذلاً في حبها ومثرباً = لو كنت تدري ما الهوى لم تعذل
هيا اتركوني أرتمي في حضنها = فكوا سراح العاشق المتعجل
فإذا أتى وقت الوصال رأيتني = في ثوب عرس ضاحكاً لا تسأل
خذ يا إلهي من دمي قرباننا = واحشرني من بين البطون وحوصل
واجعل دمي يروي غراس شموخنا = والجسم زاداً للبزاة وجيأل
واجعل ثوائي أنت أكرم من رجي = في جنة الفردوس أكرم منزل
ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 08:48 م]ـ
أحسنت ..
بل وأجدت ..
قد خلت أن هذا الأسلوب ما أن ظهر اندثر ..
حتى قرأت هذه القصيدة ...
وقد زاد جمالها عندي هذا الروي .. - اللامية - .. !
أخي / هتاف القلم
وأحب أن أتدخل فيما يعجبني ..
وفضولي هنا حول عجز هذا البيت:
خذ يا إلهي من دمي قرباننا ... واحشرني من بين البطون وحوصل
وزناً لا معنىً ..
يالعظيم ما عشقت ...
أصارم يقطف الهام؟! أم طعنة تنفذ من الأضلع؟!
ما أعظمها تحت ظل الشهادة ...
لقد عشقت السنام ..
جعل الله ثواءك .. في جنة الفردوس أكرم منزل
بوركت وبوركك قلمك
ـ[هتاف القلم]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 12:28 ص]ـ
أشكرك أخي الحبيب حيث تجاوبت وتفاعلت مع هذه القصيدة،
وأما البيت فأظن أنك تقصد كلمة (واحشرني) تقرؤه باختلاس الياء كأنك تقرأ نون مكسورة وشكراً.