قد قلت حقا يا نزار!
رأيكم
ـ[الشيزاوي]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم. .
أتمنى أن أرى من الأساتذة الكرام تعليقات نقدية مفيدة لهذا النص الأدبي الذي أعددته، فأنا لا أقول أنني كاتب في القمة، بل أنني أسعى إليها و بشدة، و من خلال مآخذكم البارعة سأتطور إن شاء الله، فلا تخذولنا جزاكم الله خيرًا.
.
.
قد قلت حقا يا نزار!
/
\
/
\
الحب كضوء أبيض ينبثق من فتحة ضيقة متجها نحو غرفة حالكة السواد، فإذا ما نظرت إليه شعرت بالارتياب، فالبياض ممتزجا بالسواد، أنت تناظره دون قدرة منك على إعطاء غلبة لأحد اللونين. وبما أن المنظر خلابا يشد ناظريك، فلزاما عليك أن تسير و تستكشف هذا المنظر، ولن تبالي أبدا، إذا كانت الدرب سالكة أم هي صعبة منحدرة. فهكذا هو الحب، حكاية من الإبهام و الغموض، نبحر راغبين دحض الغموض عنها، ولسنا نبالي بما سيحل علينا من عواقب وخيمة.
فالحب ككومة من الحرير مجتمعة لامعة، إذا أتيت لتجلس فيها، فعليك ألا تأمن من شرها، فأنت ترى المكان مفروشا بالحرير نعم، ولكن ينبغي عليك أن تتقي أسنان السيوف المبطنة، التي تتوارى عن أنظارك، وتظهر لك خلسة فتذيقك بعدا و هلاكا، فتصبح أيامك، أيام أزف.
لست متحاملا على ما نسميه (حب)، فالعالم بهذين الحرفين يصبح باسما فرحا، فهذه الكلمة الصغيرة تعطي أوامر إجبارية للقلب البشري يقوم بتنفيذها مكرها لا تطوعا،فيصبح دمية خفيفة يعبث بها السيد " حب "، وليس لديه قدرة على فرض شخصيته، فالمحب كورقة تدحرجها الرياح إلى حيث لا تعلم، فلربما تنزلها في بحر واسع فتسبح بأمان، ولربما تنزلها في نار ملتهبة فتحترق ولا منجد لها في ذلك الوقت.
و الحب نوعان مختلفان، ولا توجد منطقة وسطى له، فإما أن يكون حبك حقيقيا مطعم بالإخلاص، أو أن يكون زائفا تعكره رغبة الخلاص. والنوع الثاني هو الأكثر شيوعا والأكثر انتشارا، ونهايته معروفة، وهي تتجلى لنا في سرعة الذبول. أما النوع الثاني فهو مشرق، منير، وفيه لحظات سعد كثيرة، كما أنه محور حديثي الأساسي.
ما أنقى الحب الحقيقي وما أصفاه، فهو عذب كماء زمزم، وهو جميل كوردة الأقحوان، وهو مدهش كلحظة الخسوف، فالفساد لا يقربه، والمكر والخداع لا يأتيان إليه إلا نادرا و دون قصد.
فإذا سكن قلب شاب فتاة ما، وحدث بينهما تبادل مشاعر قائما على الإخلاص اللامنتهي، فستجدهما أسعد مخلوقين في هذه الأرض،فالحب بطعم السكر، بل هو أكثر حلاوة. وقد يكتب لقصة الحب نهاية سعيدة، فيجتمع الشاب بالتي أحبها تحت سقف واحد، فيكونان عائلة قائمة على طهر المحبة. ولكن ليس شرطا أن يتحول التقاء الأرواح إلى التقاء الأجساد، فقد يرحل هذا الحب الحقيقي حاملا معه ذكريات كالإبريز جميلة، و كالماس صلبة، فلا تقدر عوامل التعرية الزمنية على دحضها.
فليست كل علاقة عاطفية قد تكلل بالنجاح، فكما قال الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني في قصيدة التلميذة:
الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال
وقد قلت حقا يا نزار، فالزواج بمن تحب مبتغى جل أن يسمى، لذا كن حذرا في الحب، لتتقي مهالك فراق مفاجئ، فعض أصابعك ألما لا يجدي و إن كان يشفي غليك. لا أقول اختاروا من تحبون بحذر، لأن الشاعر يقول:
أحبك لا تفسير عندي لصبوتي
أفسر ماذا والهوى لا يفسر
الفاروق
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 11:58 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته:
الحب كضوء أبيض ينبثق من فتحة ضيقة متجها نحو غرفة حالكة السواد، فإذا ما نظرت إليه شعرت بالارتياب، فالبياض ممتزج بالسواد، أنت تنظر إليه دون أن تقدر على تغليب أحد اللونين. وبما أن المنظر خلاب يشد ناظريك، فلزاما عليك أن تسير و تستكشف هذا المنظر، ولا تبالي أبدا، إذا كانت الدرب سالكة أم كانت صعبة منحدرة. فهكذا هو الحب، قصص مبهمة غامضة، نبحر راغبين في دحض الغموض عنها، ولسنا نبالي بما سيحل بنا من عواقب وخيمة.
¥