[غناء على خارطة الدماء]
ـ[الخريص]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 03:04 ص]ـ
غزة الصبر ِ .. غزةُ الشهداء ِ = غزة المجد .. غزة الأنبياء
ِمِنْ دماها عبيرُها يتباهى = بين جمْع العطور ِ والأشذاء ِ
كم شهيد ٍ دمائُه تتغنّى = وغناء ُ الدماء ِ أشجى الغناء ِ
لست ُ أبكيك يا حبيبة قلبي = فبكائي ماذا يفيد بكائي
فمن الصبر صخرة تتلظى = ومن الصبر همة ُ الأتقياء ِ
فدعي الحزن لا تُطلّي وراءً= لا يفيد الرجوع ُ نحو الوراء ِ
غزة الحب .. فتنتي وغرامي = فهواها صهيله في دمائي
غزة العز .. شاهد ٌ للمعالي = للندى .. للجهاد .. للعلياء
فعلى وجهها سواطع عز = وعلى رملها هدى الانبياء
أي شيء أقوله ياعيوني = فقصيدي معتقٌ بالحياء
كل شيء ٍ يسير فيك فظيعا = أيّ فرح يكون للأشياء ِ
كل شيء دموعه تتمطى = تشرئب القلوب نحو السماء ِ
فالمنارات دمعها في انهمار ٍ = والدروب استقت كؤوس الإباء ِ
واليتامى لحومهم تتشظى = في فم الدهر .. لقمة الأعداء ِ
وبحار الأسى تحيط الأماني =موجها غاضب .. شديد العواءِ
وتمرين غزتي مثل طفل ٍ =يشتكي الخوف غارق في البكاء ِ
وتعيشين شمعة يتوارى =ضوئها من دواخل الأحياء ِِ
كلهم قد تغافلوا ياحياتي =تركوا بنتهم بسوق البغاء ِ
كلهم في حياتهم قد تناسوا=طفلة الطهر .. قبلة الأنقياء
شربوا في كوؤس ذل ٍ وباتوا=فوق فرش الجميلة الحسناء ِ
كلهم فالحون في الخداع _فنامي _ = فعلهم!!! من طرائف الجبناء ِ
سينال الجزاء ياروح روحي = كل وغد ٍ مصيره للجزاء
محمد خريص المرحبيِ
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 11:41 ص]ـ
الله الله اخي محمد، قصيدة جميلة، فيها ما يشفي الغليل، ادام الله قلمك لنصرة هذه الأمة.
ـ[عبده فايز الزبيدي]ــــــــ[01 - 01 - 2009, 10:31 م]ـ
غزة الصبر ِ .. غزةُ الشهداء ِ
غزة المجد .. غزة الأنبياء
اتفق علماء البديع على ان براعة المطلع عبارة عن طلوع أهلة المعاني.
و لقد وفق شاعرنا في إستهلاله قصيدته بما يطرب و يعجب!
لخص أخونا خريص قضية غزة في أربع جمل متساوية
اثنتين في الصدر و أخرى في العجز.
فغزة الحاضر هي: غزة الصبر (على لأواء الحياة و قلة الناصر) و غزة الشهداء (أرض لم تعد تنجب سوى الشهداء).
و غزة الماضي: غزة المجد (غزة هاشم) و غزة الأنبياء (ففلسطين هي مرقد الأنبياء عليهم السلام و على نبينا محمد أعظم صلاة و أكمل سلام).
و من الجميل أن يأتي الشاعر بشرح الحاضر في صدر بيت و ذكر الماضي في عجزه و هذه قدرة على الإيجاز التام فسبحان المعطي.
و هناك علاقة تناسبية بين مفردات الصدر و العجز.
1. فكلمة الصبر في قوله: غزة الصبر (صدر)
تناسب المجد في قوله: غزة المجد (عجز)
و هل ينال المجد إلا صابر؟ أوليس الصبر هو مفتاح كل نصر و تمكين و نجاح؟
2. كلمة الشهداء (صدر)
كلمة الأنبياء (عجز)
و هل المفلحون إلا نبي أو شهيد من أجل دين أُرسل به نبي.
أخيرا:
هنا تكرار في قوله: غزة الصبر , غزة الشهداء , غزة المجد , غزة الأنبياء
فقد كرر كلمة غزة أربع مرات باللفظ و المعنى و أرى انه جاء بهذا التكرار لتهويل الحال الذي يحل بغزة و أهل غزة و ليعبر عن مدى تفاعله مع الأحداث الدموية التي تكاد تذهب بباقية الجهاد في أرض الجهاد.
لا أطيل و أسأل الله لنا و لكم التوفيق.
ملاحظة: ما كتبناه هو مجرد وجهة نظر لا توجيه لما كتبه أخونا خريص.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 01:30 م]ـ
أحسنت
بارك الله فيك
وسددك
ـ[أم أسامة]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 02:02 م]ـ
بوركت أخي الكريم ..
أبيات عبرت بكل صدق وروعة عن حال غزة ...
وبحار الأسى تحيط الأماني =موجها غاضب .. شديد العواءِ
وتمرين غزتي مثل طفل ٍ =يشتكي الخوف غارق في البكاء ِ
يال هذين البيتين .. !
بالغة في التأثير على من يقرأها ..
وتحريك مشاعره ..
توقفت دون وعي مني أرددها ...
أغزة كطفل وكيف طفل خائف غارق في البكاء؟؟
يالها من صورة مشجية تعدت إلى أعماق النفس ..
وكيف لليأس أن يكون كالبحر تلج أمواجه بشدة شديدة العواء تحيط الأماني .. !
لم استطع أكمال القصيدة توقفت عند هذا البيت لعل لي عودة ..
فرج الله كرب أخوتنا في غزة ونصرهم على عدوهم .. وهو على ذلك لقدير
ـ[سامح]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 11:08 م]ـ
.
محمد
لم أقرأ شعراً حقيقياً كهذا منذ زمن
جعلتني أرى وأسمع وأشم وأتذوق
جعلتني أغني , وأبكي , وأضحك
جعلتني أتألمُ , ثم أصبر , وأمارسُ كل طقوسِ الشعور
لقد أبدعتِ حين وصفتَ (غزة) بالطفلة , التي لم تبلغ سوى 3000 كم
ومع ذلك فإنها تقصفُ وتباد دون رحمة أو توقف.
الجمالُ في قصيدتك ممتدٌ , ومطرد
ولكني لي بعضُ الملاحظات:
كل شيء دموعه تتمطى
تشرئب القلوب نحو السماء ِ
التمطي التبختر , فهل أدت منى غزارة الدموع في ظل حزنٍ شديد؟
كم شهيد ٍ دمائُه تتغنّى
دمائه > الصحيح (دماؤه)
ضوئها من دواخل الأحياء
ضوئها > الصحيح (ضوؤها)
غزة الحب .. فتنتي وغرامي
فهواها صهيله في دمائي
أظن (الصهيل) صوتٌ لايناسِبُ هذه الرقة.
كثيرٌ هو الجمالُ هنا , لذلك اعذرني تطفلتُ بذكر هذه الزلات
التي لم تشوه جمال قصيدتك الأخاذ.
وفقك اللهُ لكل خير ..
¥