تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[متى أغرد]

ـ[غالب الكافور]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 09:20 م]ـ

[متى أغرد]

لماذا كل هذا التكتل من الهموم؟ لماذا الرضوخ للأوامر المرهقة؟ لماذا الأجوبة المحيرة؟ أسئلة ترد وإجابات غير صريحة ومقنعة.

هل هناك إنسان لا تأته أحزان، ولا تلامسه مضايقات وأسقام أم إن الخلق مستوون في ذلك أو هذا في صعود يعقبه انحدار وذاك في انحدار ينتهي إلى الرضا والقرار، والبلاء على قدر الإيمان، والذي يُلقّاها هم الصابرون.

إن الإنسان في حلقة من العنت والكبد لذلك قال عز من قائل: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد))

إن الحياة تتجاذبها الصراعات، وتلاحقها الأحداث تلو الأحداث فهذا حدث مفرح وذلك مفجع ومحزن، والآخر بين سعادة يغمرها نشوة ثم تأتيها الأكدار ويرتكبها الشيطان فهي لما قبلها ساحقة ولكن السعيد من صبر فالمقادير بيد مقدرها ولذلك قال الأول:

هون على نفسك من سعيها

وارض بحكم الله في خلقه

فليس ما قدر مردود

كل قضاء الله محمود

متى أغرد والساعي للشر له في كل جدار باب ينفذ سمه إليه ومع كل شخص لون يتلون به وعليه، ومع كل بساط يمشون، ومن الخلق وباسم الحرية يطعنون كلماتهم تبرق يبث أسطرها السموم، ونباتهم لا يثمر إلا حنظلاً زؤوم وقد قيل:

وكم من صديق وده بلسانه

يضاحكني كرهاً لكيما أوده

خؤون بظهر الغيب لا يتندم

وتتبعني منه إذا غبت أسهم

متى أغرد والهموم تتوالد من أناس بلغوا من العلم درجة عليا، ولكن للآسف ليسوا من أهل الأخلاق، ولكن أضيفوا إلى العلماء وأرباب العلوم، نعم لهم علم ودراية، ولكنه مكرور وأشبع درس ورواية.

تجد بعضهم يتزوق برحابة الصدر وحلو اللسان، ولكنك ما إن تلبث حتى يستميز بشر خافت وكلام في ريقه لدغ ومخالف للمخبر والمنظر.

متى أغرد يا مالك وقلبي بات لا يتمالك الأجوبة في ضبابية صارخة ما تخرج من دائرة إلا وتكتنفك أختها تريد تحطيمها وطرقها لتصبح حلقة واحدة فلا تستطيع لما لها من ترسيخ في العقول وتماسك كشجر الصنوبر في الصمود الكل يلف رأسك لينجوا وما علم أنه مفتون.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير