[سليل العلم والحكمة؛ أ. د.: محمد سيد أحمد المسير]
ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 11:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********
خِلالُك الزُّهْرُ: ُطيب الذكر يتلوها=وتزدهي بسناها" كفرُ طبلوها"
ودرْبُ فكركَ، لا زالت ملامحه = غناءَ باسقةً، طابت مغانيها
علامةٌ، من جلال الحقَّ متشحٌ = بسيرةٍ عبقُ التقوى يزَكِّيها
ومفعَمٌ بشذا الإيمان، يغمره = وضاءةً، كانبلاج الصبح، يجلوها
وفيلسوفٌ، تسامى في معارفه = عن هرطَقاتٍ كساها الغيُّ تشويها
سليلُ أهلٍ كرامٍ، ذكرهم عطِرٌ=يفوحُ بالعلم بين الناس تنويها
وفرعُ أصلٍ على أفنانه غردت = بيضُ السرائر للقربى وداعيها
غُرٍّ،أماجدَ، راموا العلم فاقتعدوا = منه الذرى، بتدانٍ وارتَقَوْا فيها
يزيدهم علمُهمْ بين الورى شرفا = ودون تيهٍ يزيدون العُلا تيها
على رُبَى الأزهر المعمور صادحةٌ= لهم مكارمُ كانوا خيرَ أهليها
وفي حماهُ مساعٍ منهمُ سكبتْ= نفعا، كريح الصَّبا تزكو سواقيها
كم فجَّروا من زواياه بقريتهِمْ = منابعَ الخير: تعليما وتوجيها
وكم تلاقتْ لدين الله وجهتُهُمْ = تجرُّدا، ما تَغَيَّا الحق ترفيها
ولم تزلْ في حنايانا مآثرُهمْ = تعيدُ أيامَهم ذكرى نوافيها
آلُ " المُسيَّرِ" و " المسلوتِ " سادتُنا= على طريق الهدى: فضلا وتنبيها
بيضُ القلوب؛ كأنَّ الله ميَّزَهُمْ = من بيننا بمَعانٍ همْ مبانيها
لا زلتَ – أستاذَنا – ما بينهم غَدقا =يفيض نُعْمَى: أريجُ العلم راويها
إذا تحَيَّر عند الموت ذو كُرَبٍ= وصيرتْه المنايا – ثَمَّ – مشدوها
فكم تجَهَّزْتَ للأخرى بما صنعتْ = يداك من صالح الأعمال تُخفيها
ونافعِ العلم كالأنوار تنشرُه = حبا لِدينٍ نرى في غيره التيها
رحيلك الهاديءُ: الوجدانُ يحمله= أسى تطوف به السلوى فيَجْفوها
وكيف ننساكَ والأيامُ ذاكرةٌ= عزيمةً كنتً بالإجلالِ تكسوها
وهمةً كالرواسي كنتَ تحملُها= حزما، ومن طيِّبات الرفقِ تَسقيها
أبا حذيفةَ، والأحزانُ تُغرقني = أمواجُها في بحارٍ لستُ أدريها
ما ذا تضيف القوافي، وهْي مقفِرَةٌ= مثل الفيافي، وما نجوايَ أزجيها؟
غرستَ فينا بحسن الفعل ما تعبتْ = فيه المواعظُ: تمثيلا، وتشبيها
ولم تكنْ بجميل القول محتفِلا= إن كان كالكفر والعصيان مكروها
فما الجمالُ إذا ما حل في جسد= والنفس كلُّ صنوف القبح تعروها؟
وما الملاحةُ في أثواب من برزتْ = منه الوقاحة في أردى مجاليها؟
حار الأُلى عن طريق المصطفى انحرفوا = مستمرئين لغير الله تنزيها
وخاب منهم ذوو الأهواء حين مضَوْا= ينزِّهون ضلال الفكر تنزيها
توهَّموا الدين أفيونا يخدِّرنا = والحقَّ أكذوبةً تحتاجُ تسفيها
وهم أضلُّ الورى نهجا ومنطلَقا = وأبرعُ الخلق تزويرا وتمويها
هدمتَ فيهم دعاوى لا تُدل بها = إلا الحماقةُ شابت في نواصيها
وقمتَ للرؤية الحولاء مصطحبا = أمانةَ النصح تأسو من يجاريها
فلم تعد بسوى فوزٍ تعززه = رعاية الله، والقسطاسُ يحميها
عقيدةُ الحق لا تحيا بفلسفةٍ =إلا إذا أثمرتْ فهمًا مجانيها
ألست نجلَ من انهلت بمنبره = نصيحةٌ كان بالتَّحنان يُلقيها؟
تُرغِّبُ الناسَ في التقوى بتذكرةٍ = رقيقةٍ كخيوطِ الفجر يُهديها
إمَّا تلاغطتِ الأفهامُ وجَّهَهَا = ودادُهُ، وثقوب الفهم يرفوها
برُّ البُنُوَّة كم جسدتَّ روعته = بلا افتعال، وعشتَ العمرَ تُعليها
وخالطتْكَ مع الأرحامِ مرحمةٌ =جُلَّى التواصل، دين الله حاديها
ولم يفارقْ ندى الفصحى حديثَُك، إذ = بغيرها أغرقَ القولُ الأفاويها
كأن نشأتكَ الأولى ببادية = يُرْوَى البلاغة من " سحْبانَ" راجوها
فما عسى أن يقول الشعر، وهْو على=جمرِ المدامعِ تشويهِ مآقيها؟
منحتَ قريتَكَ العلياءَ فازدهرتْ= وغردتْ باسقاتُ الفكرِ تشدوها
كأنما في القرى أمُّ القرى غمرتْ = حقولَها، وأتَتْ بالخير تحبوها
فضلٌ من الله، جل الله، منَّتُه = تختصُّ منْ بصفاء الروح يدعوها
أبكيك؟ لا، كيف أبكي من ببسمته = شمسُ التفاؤل مثل العطر أحسوها؟
لو أن دمعي دما ينصبُّ لا حترقت = مدامعٌ: طرقاتُ الموت تُدْميها
مصابُنا فيك – يا استأذنا- جللٌ= وحكمةُ الله أبقى من مُريديها
وهلْ يدُ الموت في الأكوان تاركةٌ = حيا، ومثلُ أضاحيها أماسيها؟
هي المقادير لا تنفكُّ نافذةً = ومن سوى الله يدري ما الذي فيها؟
نرضي بها، وجميلُ الصبرِ مرتَفَقٌ= ولوعةُ الفقدِ بالإيمان نُطفيها
عشْ في الفراديس: طيرا، صادحا،غردا = فالخلدُ فيها يوافي من يناجيها
وفزْ بمقعدِ صدقٍ عندَ مقتدرٍ= مرضاتُه غايةٌ تحلو مراميها!!