الروح التي كما يقول الأخصائيون " تركز على الفرق لتصنع الفرق "
وما كان عنديَ من قبل فرقٌ ولكنه العشقُ يُحْدِثُ فرقا
الفرق الذي لا يُرى بالعين المجردة، الفرق الذي لا تشعر به أكثر الكائنات الحية، الفرق الذي يمنح الأشياء اختلافا وتباينا واضحا قبل وبعد قرب الأحباب منها، الفرق أكبر من التوضيح والتفصيل والتعليل والتحليل،
الفرق في جمال النفس والأخلاق "المغيّب شعريا –غالبا –"
(وددتُ لو تقدَّم الخُلق على الخَلق وأن يكون الخَلق جمالا لا كمالا!)
وإنك عندي لأطيبُ نفْسًا وأكملُ خَلْقًا، وأحسنُ خُلْقا
أراكِ بعينين: عين مُحِبٍ وأخرى ترى الحُسْنَ حقًّا وصدقا
ترك العواذل جانبا، وتوجه لها فهي من يعنيه، وأجْمَلَ لها -بحذاقة - الدليل على صدقه: أنه يراها بعينين: عين راضية كليلة،وعين واقعية حقيقية:
فإن غفت عين المحب،تنبَّهت عين الإنصاف، فلا تبصران كلاهما إلا الفرق، ولا تتأملان إلا النادر ولا تقَعَان إلى على الرائع ما دامت لهما قدرة على الإبصار ..
دامت بصيرتك شاعرنا ..
ما شاء الله .. تبارك الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
أي إبداع هذا وأي إمتاع .. وأي تحليق وأي إقناع!
لفظ متأنق .. وأسلوب متعملق .. ونظر متعمق .. وتحليل متفوق
قراءة سنية من أديبة ألمعية
أحسنت ظنها بهذه المتواضعة فحلت جيدها من بعد العطل بأصناف من حلي البيان والحلل.
أستاذتي القديرة والأديبة النحريرة: "أحاول أن"، لست أدري ماذا أقول إلا أن أجازيك بخير الجزاء؛ فجزاك الله عن القصيدة وصاحبها خيرا
أشكرك أختي بالغ الشكر، وأهنئك التهنئة التامة. ولقد تفضلت على القصيدة وصاحبها بالفضل الأجزل، وإنك لقارئة شعر من الطراز الأول!
وقد كنت أعجب من هذا المعرف الممهور بـ "أحاول أن ... ! "؛ ما شأنه وما خبره، وأين لعله يكون مصدره! وها هو بحمد الله قد زال العجب وعرف السبب. وليس كثيرا على من قرأت لمالئ الدنيا وشاغل الناس، أن تقرأ لأحد عوام الناس!
ملاحظة / أدهشتني أختي الفاضلة ـ وكل صنيعك مدهش ـ أدهشتني قراءتك الفريدة للبيت الأخير من القصيدة؛ فقد تغلغلت فيه تغلغلا لا يسطيعه إلا الأفذاذ، ونفذت منافذ عميقة في الفكر والشعور معا.
فلله درك .. وما شاء الله كان!
ملاحظات على الهامش:
شاعرنا المبدع المحلِّق خارج السرب، ألجمت غزة نصرها الله وأحداثها الموجعة تأمل كل ما عداها حتى نصوص غزة فهي أكبر من التعليق والثناء ولا أقول إلا:هنيئا لمن استطاع التعبير عنها ..
صدقت أختاه، مصاب غزة العزة أكبر من الشعر والنثر، والكر بمهزول الكلام والفر؛ بل أين كفاء تلك الدماء المغدورة، وبأي ذنب قتلت تلك النفوس المهدورة، ومن يتحمل وزر تلك الأوزار الموزورة. لطفك يا الله ورحمتك، وعلى الظالمين أنزل غضبك ونقمتك.
ففي الأبيات الأولى استعصت على فهمي بعض الصور " مثلا نزع السهم فيشتد غرقا " أو " الخفض بؤسا "
بارك الله فيك أختي .. الصورة الأولى أخذتها من مشهد السهم وهو يبعد منطلقا حتى يصيب هدفه، والغرق من الإغراق بمعنى الإبعاد في مسافة الرمي. وقد زاد بقوله: "فإن جئت أنزعه اشتد غرقا" في أمد الخيال؛ فجعل مجرد محاولة نزع ذلك السهم المصيب زيادة في تغلغله وأمد إبعاده. والله أعلم
أما "الخفض بؤسا"؛ فعلى تقدير مضاف إليه وتعويضه بـ"ال"؛ أي: خفض العيش؛ بدلالة بؤس العيش بعده. والله أعلم.
وإنك عندي لأطيبُ نفْسًا وأكملُ خَلْقًا، وأحسنُ خُلْقا
(وددتُ لو تقدَّم الخُلق على الخَلق وأن يكون الخَلق جمالا لا كمالا!)
أوافقك ـ سددك الله ـ في مناسبة الجمال للخَلق، وألتمس العذر لنفسي في تأخير حسن الخلق؛ لتكون إليه الغاية وعنده المنتهى.
وفق الله الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 02:10 ص]ـ
بوركت اخي ........................... تقبل مروري
أشكرك أختى جزيل الشكر على مرورك الكريم
بورك فيك
ـ[أحاول أن]ــــــــ[21 - 01 - 2009, 06:18 م]ـ
أحسنتَ الظن كثيرا ياأبا يحيى غفر الله لك ولي للمسلمين! ..
وجزاك خيرا على ثنائك الذي قيمته الكبرى أنه يصدر من أمثالكم ..
. . .
إن كان من عودة: اتضحت صورة إغراق السهم وإن كان البعض يفضل ألا يوضح الشاعر معناه لتبقى الآفاق مفتوحة والأطياف متعددة لألوان الصورة .. ولكنها ظلت كذلك ..
راق لي تعليلكم أن حسن الخلق منتهى وختام التفضيل فبارك الله فيكم ..
شكرا جزيلا مرة أخرى ..