تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بسمة الكويت]ــــــــ[23 - 01 - 2009, 10:46 م]ـ

مخاطبة جميلة للنفس ..

جزاك الله خيرا

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 04:32 ص]ـ

أحييك أخي أبا سهيل على هذا اللحن الشجي، والبوح النقي؛ وإن اكتسى بثوب من الحزن الشفاف؛ ولكنما هو الحزن النبيل!

لا أخفيك أخي أني أطرب لمثل هذا الشعر؛ ما لم يتلفع برداء السواد، حاشا شعرك منه!

مع دعواتي لك يا أبا سهيل بدوام السرور والحياة الهانئة الرضية.

سلمك الله يا أبا يحيى ولك بمثل دعواتك الصادقة

يقولون الحزن أصدق لهجة

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 04:36 ص]ـ

ما قولكم في هذا التعديل؟

لكنها لاتحيي مرهون القبور

ما رأيك أنت: لكنها لم تحي ... ؟ حتى لا ينكسر الوزن.

الرأي رأي العروض إذا:)

لا حرمنا إطلالتك يا أبا ندى

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 04:39 ص]ـ

مخاطبة جميلة للنفس ..

جزاك الله خيرا

وجزاك أيتها الفاضلة

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 01 - 2009, 05:49 ص]ـ

الحزن يكاد يدمي السطور قبل القلوب، عبرت عنه بإبداع في الألفاظ والتراكيب والبلاغة

وهنا يستوقفني السكون في القافية إذ عبر عن توقف الكلمات عاجزة عن التعبير عما يعتلج في النفس من حزن وأسى

كَمْ تَعْجَزُ الكَلِمَاتُ حِينَ نَبُثُّهَا **** نَجْوَى مَعَانٍ فِي الفُؤَادِ تَمُورْ!

كم هو جميل أن تختم القصيدة ملخصاً فوران القلب حزناً بعجز الكلمات رغم روعتها عن التعبير فكانت القصيدة حقاً قصيدة تأبين الفرح والسرور وهنا أجدك عللت وأفصحت عن السبب الذي دعاك للعجز عن التعبير

يَا شِعْرُ سَطِّرْ لَحْنَ تَأْبِينِ السُّرُورْ ****وَاسْكُبْ دُمُوعَكَ فَوْقَ هَاتِيكَ السُّطُورْ

جَيْشُ الهُمُومِ اغْتَالَ فَرْحَ قََصَائِدِي*****وَأَنَاخَ كَلْكَلَ حُزْنِهِ فَوْقَ الصُّدُورْ

رائع أخي أبا سهيل

أحسنت وأجدت بارك الله فيك

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 12:48 ص]ـ

أستاذتنا الباحثة المتذوقة

مشاركتك إثراء للنص الفقير

أعتذر عن التأخر

ـ[أحاول أن]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 05:41 م]ـ

ما أسعد الشعراء!

أحزانهم ألحان، ودموعهم رواء، وتجاربهم ثروة يتقاسمها الناس ..

شاعرنا قيَّده الحزن فجاءت قافيته مقيَّدة .. فاستنجد: يا شعرُ! ..

يَا شِعْرُ سَطِّرْ لَحْنَ تَأْبِينِ السُّرُورْ

وَاسْكُبْ دُمُوعَكَ فَوْقَ هَاتِيكَ السُّطُورْ

يشرح له الأعراض، ويصف له الأوجاع؛ لعل الشعر يشخِّص الداء ويحدد السبب بيد أن القصيدة انتهت دون أن نعرف مسمى الداء أو سبب الغارة، غارة الهموم على أفراحه ..

جَيْشُ الهُمُومِ اغْتَالَ فَرْحَ قََصَائِدِي

وَأَنَاخَ كَلْكَلَ حُزْنِهِ فَوْقَ الصُّدُورْ

كآبة الشاعر لم تمنعه من دقة اختيار مفرداته، وإن استمدت كثيرا من ذخيرته اللغوية الدينية أو ضمنت الصور الشعرية القديمة فحين يقول:

تأبين السرور:

التأبين الثناء على الميت بعد وفاته دون تمجيد له أو حرقة عليه وإلا كان رثاء، وهذا مناسب جدا لأنه طوال النص لم يستمتع بسرد تفاصيل سرور كان، أو يتلذذ بتذكر سعادة ولَّت، أو يبتهج بالحنين إلى أفراح قضت نحبها ..

وحين يقول:

جيش الهموم:

إذا عرفنا سيرة الشاعر الذاتية وأنه يقول هذا في عنفوان الشباب وأن الهموم ما يكدر القلب من شأن المستقبل –الغموم ما يكدره من شأن الحاضر والأحزان ما يكدره من شأن الماضي - عندها سنعرف كم كان الشاعر صادقا حيث أرق المستقبل أقوى ما يجثم على صدور الآمال الفتيّة السعيدة ..

أَوَّاهُ يَا قَلْبِي فَدَيْتُكَ مُهْجَةً

يَنْتَابُهَا مَا مِنْهُ تَنْصَدِعُ الصُّخُورْ

زَفَرَاتُكَ الحَرَّى تَفُتُّ بِأَضْلُعِي

وَأَنِينُ جُرْحِكَ صَرْخَةٌ تَدْعُو الثُّبُورْ

نَبَضَاتُ شَوْقِكَ لِلحَيَاةِ تَهُزُّنِي

لَكِنَّهَا لَا تُسْمِعُ الأَمْوَاتَ فِي صَمْتِ القُبُورْ

ضَاقَتْ فَلَمََّا اسْتَحْكَمَتْ سَاءَلْتُهُ

يَا قَلْبُ صُبْحُكَ مَالَهُ يَأْبَى السُّفُورْ؟

يتأرجح النداء من أعلى الشعر إلى أقصى القلب ..

وتترنَّح المرارة بين مواساة المهجة الحزينة ومساءلتها ..

ولا عجب؛ لأن الأراضي ضيقة، والآفاق منسدَّة، والأفراح منخنقة ..

ولا أوحش من اجتماع الظلام والظلم مع حليفهما:الوحدة وأليفهما: الاحتياج!

في هذا الانفراد من سيحاور غير فؤاده يتعاطف معه تارة، وأخرى يسائله –وهو الضحية -: متى يأتي الصباح.؟

جدير بالقلب أن يكون المؤنس حيث لا نديم جراح ولا رفيق تجارب ..

من سيشعر بضيق الحلقات المُحكَمة حوله إلا هذا النابض؟

من سيستمع إلى ضجيج هذا السكون سوى هذا الخافق؟

بينهما كانت اللغة منسابة .. ثرَّة .. ومفهومة ..

ولكن حين خرجت عن أسوار الذات صارت أجنبية ً،

لها أحرف ٌ طيَّارة لا يقوى على ضمِّها في كلمات .. فقال:

كَمْ تَعْجَزُ الكَلِمَاتُ حِينَ نَبُثُّهَا

نَجْوَى مَعَانٍ فِي الفُؤَادِ تَمُورْ!

عجز الكلمات ليس وَهْنا في الدافع، ولا قلة في وقود المعنى، بل قد يكون العجز هو الأبلغ والأقوى والأقدر على التعبير؛ فكلمات المجامع والقواميس أعجز من أن تصف دمعة في عين يتيم، أو بسمة على ثغر مجاهد، أو غصة في حلق ثكلى ..

إذا عجزت الكلمات عن التعبير والتقدير، والتصوير والتفسير، والتصغير والتكبير

فإنها ترفع المعاني إلى ما وراء الكلام وتبسُط أمام سامعها فُسَحا لا يحدها مدى ..

إذا عجزت الكلمات عن إسماع الناس بيانها ومرادها فإنها تستودع أسرارها خزائن الأنهار وصناديق الأقمار التي يطيل الشاعر وقوفه أمامها ويستعذب حديثه إليها ..

إذا عجزت الكلمات عن الوصف وهبت الصور شلالات وأطيافا وظِلالا ..

إذا عجزت الكلمات هدأت المشاعر والمعاني التي تمور، وحوّلتها إلى شكل آخر من أشكال التأمل؛ لأن الحزن طاقةٌ لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل إلى آخر ..

كان نصا حزينا في جمال .. قصيرا في امتداد .. مقيَّدا في حرية وانطلاق ..

لا فض فوك شاعرنا أبا سهيل ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير