يا حسرة فؤادي إن كنت قد وقعت في شبكتهم ..
هل أنا صيدة ثمينة لهذه الدرجة .. !! هل أنا الآن بينهم؟
ماذا لو علم عني أبي .. ؟ ماذا لو .....
قطع هذا الحوار الذاتي صوت غاضب للأستاذ فهد: إرهابية!! نحن إرهابية يا أخي ياسر هذه تهمة لا يحق لك أن تقذفنا بها من غير بيّنة.!!
الأستاذ ياسر: يا مطوع كلكم أتباع لابن لادن والظواهري والزرقاوي .. !!
قام الأستاذ فهد من مكانه متوجها للأستاذ ياسر ..
المكان والزمان .. يرتجفان .. يترقبان .. يلاحظان ..
ماذا سيحدث.؟
ماذا سيحصل.؟
هدوء .. سكون .. لا حركة .. لا نفس ..
أعيننا تتقلب من الأستاذ ياسر إلى الأستاذ فهد .. ! والعكس .. !
أكفنا على قلوبنا .. دموعنا على خدودنا ..
خطوات .. خطوات ويقترب الأستاذ فهد من قرينه الأستاذ ياسر.!
حذر وخوف .. اللحظة مريبة .. مرعبة .. !! ليت أمي لم تلدني ..
ليت أبي لم يحضرني اليوم إلى المدرسة .. ليت أيمن لم يناديني إلى هنا .. !
ما هذا اليوم المخيف .. المليء بالنكبات .. والمواقف المهيبة .. !!
اقترب الأستاذ فهد .. حتى وقف مقابلا لزميله ياسر .. وقال: الآن قف عند حدك يا هذا .. والله ما عاد ينفع معك الأدب .. !
اخرج من هنا .. وعند المدير نتفاهم .. !
الأستاذ ياسر: لن أخرج حتى يخرج الطلاب إلى فصولهم .. لأني أخاف أن تشوه أفكارهم .. وتدس السم بالعسل .. وتصنع منهم قنابل بشرية .. لخدمة أسيادك الإرهابيين .. !!!
الأستاذ فهد: وبصوت حراري جزاك الله خير ..
الأستاذ ياسر: هيا يا طلاب انصرفوا إلى فصولكم .. وآخر مرة أراكم تتأخرون عن الحصص .. وإلا سأخبر ولي أمرك أنت وياه .. !! واحذرهم من أفكار بعض الناس .. !!
أيمن: وهو على الأرض .. وجهه غارق بدموعه .. ينطق بصوت باكي ..
بل أنا من سيخبر أبي عنك .. وسأشتكي عليك .. فأنت لا تستحق مهنة التعليم الشريفة .. أليس في قلبك رحمة.؟ لم تضربني بهذه القسوة والغلظة .. !!
الأستاذ ياسر: ما شاء الله .. بدأت تظهر عليه أثر سمومك يا فهد ..
الأستاذ فهد يلتفت إلى أيمن ويتحدث: تأدب مع أستاذك .. وعيب عليك يا أيمن .. !!
أيمن: سم يا أستاذي ..
الأستاذ ياسر: بل دعه يكمل يا فهد أم أنك خائف أن يكشف حقيقة جماعتكم هذه .. !! ويفضحكم .. !!
الأستاذ فهد: ألا تستحي يا هذا .. ألا تخجل.؟ أليس في وجهك ذرة حياء .. ؟ اتق الله في نفسك .. اتق الله في نفسك .. اتق الله في نفسك ..
ابقوا يا طلاب في أماكنكم ولا تتحركوا ..
بل يخرجوا إلى فصولهم .. ألا تفهم .. !
بل يبقوا في أماكنهم ..
بل يخرجوا ..
بل يبقوا ..
يخرجوا ..
يبقوا ..
وارتفع الصوت .. ونحن الضحية .. لا ندري هل نغادر إلى فصولنا .. أم نبقى مع الأستاذ فهد في التوعية الإسلامية ..
يخرجوووووا ..
والله ما يخرجوا ..
ألا تفهم أنا وكيلهم وأنا المسئول عنهم ..
ومن قال لك أنك مسئول عنهم ..
في موقف لا نحسد عليه .. بين قولين لا ثالث لهما .. بين أستاذ وأستاذ ..
من ينفذ رأيه علينا .. ! من سيكسب التحدي .. !!
دموعنا .. ومن غير شعور تسير بحرارة على خدودنا خوفا من هذا المشهد العظيم .. ما عادت أقدامنا تقدر على حملنا ..
ننتظر أن يأتي مدد من السماء وينهي القضية ..
نترقب أن يدخل علينا أحدا يملك شجاعة ليفصل بينهما ..
خرج أحد الطلاب الصغار جدا من التوعية وهو يبكي وينادي بأعلى صوته يا مدير .. يا مدير .. يا مدير .. يا مدير .. يا مدي1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر .. والطالب يصيح كأنه قد فقد أحد أبويه .. !!
وبدأ يدور في فناء المدرسة يتمتم ويعلو صوته بالنداء كالمجنون ..
يبحث عن المدير .. ! يا مدير ..
صوت الطفل البريء أصبح يضج بين جدران الفصول .. ويعج في ساحات المدرسة .. !
خرج المعلمون من فصولهم .. وتسرب التلاميذ من قاعاتهم ..
الكل خائف من هذا المزمار الباكي .. ما مصدره.؟ ما سببه.؟
ما بهذا الطالب .. يصيح .. يبكي .. يتوجع .. يصرخ ..
المعلمون يحيطون بالطالب .. يريدون أن يستقصوا أمره ..
يريدون أن يتفهموا مصابه ..
وبذكاء من الأستاذ عادل وشجاعته .. ركض خلف هذا الطفل .. رمى شماغه وعقاله وأدواته خلفه .. يجري خلف الطفل المسكين ..
أمسك بالطالب .. يسأله فما يرد إلا بكلمة واحدة: يا مدير .. يا مدير ..
حاول أن يهدئ من روعه .. فما استطاع ..
الطالب .. يبكي .. يرتجف .. يصيح .. ضيق في تنفسه ..
ما الذي ألمّ به.؟
ما يردد إلا كلمة واحدة يا مدير .. يا مدير ..
تجمعت الجموع عند الأستاذ عادل .. العشرات خرجوا من فصولهم (معلمون وطلاب) مشهد يختنق فيه صوت الطالب ويضمحل .. !!
لو رأيتم بعض الطلاب وهم يبكون لبكاء زميلهم لتعجبتم .. رغم أنهم لا يعلمون ما سبب بكاء وصياح زميلهم ..
الطفل وهو في أحضان الأستاذ عادل يردد: يا مدير .. يا مدير ..
والمدير في غرفة ....... مع ................ من أجل .......................
نراكم في العدد الخامس ..
رحيل ..
¥