تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مُهَنّد]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 01:52 ص]ـ

أشكركم الشكر الجزيل لا سيما عبد القيوم. فإنه لو لم يكن من كلامك إلا قولك: ((ككلمة فتهلل مثلا أفعل ماض هي أم فعل أمر؟)) لعلمت أنك عالم بعلم المعاني. غير أنك أخللت بذلك حين قلت: ((أهي صفة حسن أم قبح؟)) ولعله خطأ لا يقع لمثلك إلا سهوًا.

بل أنت تملك من أدوات الشعر العربي أهمها: النحو والعروض. أما النحو فهو كما قلت، وأما العروض فلا، ولكني ألحن الأبيات فما وافق اللحن أثبته وما نافره غيرت فيه.

المتجندل، المتضلل، تعطل، أوافقك على ركاكة الأوليين لأن الأولى أن يؤتى باسم المفعول (المجندل) (المضلل). أما الثالثة فمصدر لا غضاضة من استعماله في موضع الحال.

ركاكة في الاستخدام ككلمة فتهلل مثلا أفعل ماض هي أم فعل أمر؟ لو كانت فعلا ماضيا أخللت بحركة الروي، ولو كانت فعل أمر أخللت بالمعنى. لم أكن لأستخدمها على الماضية لعدم جواز خفض الماضي ولو لضرورة الشعر.، إن هي إلا أمر للسامع بأن يتهلل وجهه لهذه الخصيصة التي امتاز بها المحبوب.

أما غثاثة المعنى، أهناك أغث من ذكر حوة وخواء فم الميت في موضع الغزل، وذكر المحبوبة. أتجلس مع محبوبتك فتكلمها عن الجثث المتعفنة، وعن حالات الصرع التي تصيبك من حسن وجهها، بئس الحسن إذا.

أما الصرع فمجازي غير حقيقي، وأما ذكر فم المتجندل فهو لتشبيه نفاد عطاء قلبي للإيمانيات والروحانيات بعد معرفة المحبوبة، وليس الموضع موضع غزل.

أما برودة العاطفة فلتكلف الصور وانفراط عقدها، وضعف الرابط الشعوري بينها، مما ينفي عنها صدق التجربة. خذ البيت الأخير مثلا: ما الكلا المتخضل؟ أهي صفة حسن أم قبح؟ أظن أنها الكلأ الخضل صفة حسن، أنت تشبه عزوفك عن -لنقل- العذَّل كعزوف السبع عن الكلأ الخضل، تشبه عزوفا بعزوف لكنك لا تراعي التناسب. عزوف السبع عن الكلأ الجميل عزوف طبع لا لعيب في الكلأ، وعليه فمن عزفت عنهم قد لا يكون العيب فيهم بل فيك. إنما أردت أن الكلأ المخضوضل على حسن صورته وجاذبيته للبهائم إلا أن الأسد غير مكترث به ... كذا كلام العذال فيه لغيري إقناع، لكني أنا المحب في صمم تام عنه.

والله تعالى أعلم.

بارك الله فيك على ملاحظاتك القيمة.

ـ[مُهَنّد]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 01:56 ص]ـ

ويبقى العشق هو الداء الذي لا شفاء له .. إلا الموت والحماقة.

ليتني لم أعرف العشق ولا صرت من أهله.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[12 - 03 - 2009, 12:44 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أما النحو فهو كما قلت، وأما العروض فلا، ولكني ألحن الأبيات فما وافق اللحن أثبته وما نافره غيرت فيه.

.

هذا هو ما يحتاجه الشاعر من العروض، الإحساس بإيقاع البحر، والقدرة على إنشاء الكلام الموزون على البحور المستخدمة، ولا يضره عدم معرفته بمصطلحات العروضيين، فكم من عالم بها لا يقدر أن يقيم بيتا واحدا، وكم من شاعر مجيد لا يعرف ما المتكاوس ولا الخرم ولا الثرم. وحبذا لو جُمِع الاثنان.

ويبقى العشق هو الداء الذي لا شفاء له .. إلا الموت والحماقة.

ليتني لم أعرف العشق ولا صرت من أهله.

.

لا شك أن العشق داء، وشفاؤه التعفف والزواج. فمن لم يستطع فعليه بعلو الهمة وملء الفراغ بمعالي الأمور.

واسمح لي أن أقول إن من كان تخصصه شرعيا قرآنيا وبلده فلسطين المحتلة، يسخف به ويعيبه (واعذرني لجلافة ألفاظي) أن يصرح بمثل هذا الكلام، وإذا بليت فاستتر، بل يجدر بك أن تكون كما قال الأخطل:

قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم ** عن النساء ولو باتت بأطهار.

أو كما قال الصمة القشيري:

إذا زفرات الحب صعدن في الحشا ... رددن ولم يفتح لهن طريق.

أخي الحبيب أرجو أن تأخذ هذا الكلام على أنه نصح من أخ أكبر، ولا أنكر العشق بل أنكر التهافت فيه، وأكتفي بهذا.

ولك كل ود واحترام

ـ[مُهَنّد]ــــــــ[13 - 03 - 2009, 04:47 ص]ـ

جزاك الله خيرًا كثيرًا وفيرًا أبا عبد القيوم.

من ابتلي فإن له زفرات تنفس عنه بعض ما هو فيه.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير