لم أفهم هنا: ماصلة الوصل بين الحزن والسهر والشاي قكأن لفظ الشاي ابتعد قليلاً عن الشاعرية إلا إن كان يرمز له بشيء ما، وكأنه يبعد التفكير عن الحزن والكرب بالضيوف وتقديم الشاي لهم
جمرُ الغضا -فيما أراهُ- مناسبٌ ... و الشايُ في الإبريق يُسْعِدُ بالقِرَى
تغير منحى القصيدة من الحزن والشاعرية المسترسلة إلى حديث جديد عن الشاي والضيف والكرم، أي أنني أحسست بانقطاع متعمد في الأفكار أو هروب من الاسترسال
وعدنا ثانية إلى أروع مافي القصيدة وهو المقطع الثاني:
أنا شاعرٌ ضاعتْ قصائدُهُ التي ... كانتْ كنورِ الصبح يُبْهِرُ مُسْفِرا
مزَّقْتُ كلَّ دفاتري وقصائدي ... وَعَزَمْتُ أنْ لا أستجيشَ الأبحرا
لكنّني و برغم بَأْسِ عزيمتي ... لم أستطعْ منعَ القريضِ منَ السُّرى
فوصلْتُ حبلَ الحرف بعدَ قطيعةٍ ... و عَلَوْتُ في ساحِ القصائدِ مِنْبَرَا
و جعلتُ شعريَ بالحقائقِ صادعًا ... مع أنّهُ خَلَبَ العقولَ وأسْكَرَا
و كَسَوْتُهُ حُلَلَ العفافِ من التُّقى ... و لبِسْتُ فيه حياءَ نفسيَ مئزَرَا
و الشِّعرُ إنْ لمْ يُلزَمِ التقوى غَوَى ... و الحرفُ إنْ لمْ يُلزَمِ الصّدْقَ افْترَى
و كتابةُ الأشعار محْضُ أمانةٍ ... منْ خانها يَلْقَ المَلامَ ويُزْدَرَى
هنا يتغلب الشاعر على حزنه ويعود لشخصيته الأصلية التي ترفض كما أعتقد الاستسلام للحزن والمآسي تظهر الثقة بالنفس، فما أروع قوله:
فوصلْتُ حبلَ الحرف بعدَ قطيعةٍ ... و عَلَوْتُ في ساحِ القصائدِ مِنْبَرَا
و جعلتُ شعريَ بالحقائقِ صادعًا ... مع أنّهُ خَلَبَ العقولَ وأسْكَرَا
ثم عاد ليقول:
ضيفي .. أظنُّ الشايَ أصبح جاهزًا ... قُلْ لي أترْغَبُ أنْ أزيدك سُكَّرا؟
وهنا ذكرتني ببيت نزار قباني: أأعجبك الشاي.
انقطاع في الافكار
أظنه متعلقاً ببقية القصيدة ولابد أن تتبع
شعر ينم عن شاعرية خلاقة وفكر رزين وتملك للقوافي والبلاغة
بانتظار بقية القصيدة أخي الباز بارك الله فيك مبدعاً متألقاً
الأديبة المبدعة الباحثة عن الحقيقة
سعدت أيما سعادة بهذا المرور و هذه القراءة الحصيفة المتأنية
أشكر لك تكرمك بهذا الفيض الرائع الذي زين القصيدة وأضفى
عليها بهاء و جمالا ..
أما ملاحظاتك فقد جعلتني أخشى أن تكون قصيدتي من شر الشعر
(أي الذي يحتاج إلى شرح وتفسير وهذا ما دعاني للفصل بين كلام
المُتحاوِرَيْن بسطور من الفواصل) ( ops
الإنقطاع في الأفكار مقصود و متعمد -كما تنبَّهتِ لذلك في ردك-
و لم أجد عنه بدًّا بسبب الحوار الذي برغم كونه حوارا متخيَّلا
إلا أنه قد يستقي من الواقع أحيانا ..
أما الضيافة والشاي فهي دعوة من شخص متخيَّل (قد يكون حقيقيا):)
لهذا المتثاقل الحزين ليرمي حزنه خلف ظهره ولو لأمسية واحدة
و يسلّي عن نفسه بجلسة شاي ويشاطره بعض ما في قلبه:)
أشكر لك مرورك الكريم أختي الباحثة وإن شاء الله سأحاول إكمال القصيدة
تحيتي و تقديري
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 01:58 ص]ـ
وتحيتي وتقديري لك أخي الباز
وعذراً إن أوحى كلامي بأنني أنتقص من شعرك، لا وألف لا، فنور الشمس لايغطى بغربال
وماقلته إلا دفعاً لك لتكمل قصيدتك وما تطرقت إليه هو تحليلي المتواضع لشخصية بطل القصيدة التي تدل تشير إلى الحزن والأسى ثم تتطور إلى مقاومة الاستسلام لتعود لقول الشعر
إن لم أفهم تفاصيل الحوار في البداية فلأنك لم تكملها وتوضح
لابد أنها ستصبح أروع لو تم الحوار الشعري
طريقة حوارية في الشعر أحبها جداً
تابع لله درك ودر ماتخط
بارك الله فيك وشكراً لحسن الظن بي
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 03:01 ص]ـ
لا عليك أختي الباحثة فأنا لم أقصد أنك انتقصت من القصيدة ..
تحليلك كان رائعا ..
وأنا يسعدني هذا التعمق و هذه القراءة العميقة
و إنما خشيت فقط أن أضطر للشرح و التفسير مما سيدرج شعري ضمن
شر الشعر كما قال بذلك الأولون .. فقد قالوا:
شر الشعر ما احتاج لشرح و تفسير:)
ألف شكر لاهتمامك
إن شاء الله سأكمل القصيدة فور استيقاظ قريحتي التي تمر
بمرحلة بيات (لست أدري هل هو شتوي أم ربيعي:))
تحيتي
ـ[الباز]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 09:13 م]ـ
قصيدة رائعة حقاً أخي الباز
قصيدة لشاعر حقيقي اسمه الباز
استمر أخي الباز ولا تقل "قد" وقل "سـ" بمشيئة الله ...
لا تتوقف عن كتابة الشعر ... استمر , صدقني والله إنك أشعر من شعراء كثر أصبح لهم اسم وشهرة وبصمات في عالم الشعر والأدب الحديث .. ولا يستحقون أن تقارن بهم ..
بارك الله فيك وفي قلمك الذهبي.
أخي الحبيب رعد أزرق2
ألف شكر لما أضفيته على صفحتي من جمال ردك الكريم ..
خطك يقول أنك أنت رعد أزرق دون 2:)
لكن لا يهمّ ..
أشكر لك هذا الفيض الرائع و هذا الإطراء الذي هو من طيب خلقك
و سمو ذوقك ..
بارك الله فيك
تحيتي و تقديري
ـ[محمدعبدالله]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 06:19 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
قرأتها فى رواء فبهرتنى فكتبت تلك الأبيات:
متصفحاً درراً نثرت بها هنا ........ جَعَلتْ فؤاد الناظرين لها سرى
متلمساً ألقا كسوت الأسْطرَ ........ حلل العفاف كما ذكرت وأكثرَ
فلقد أذقتَ بطيب شعرك مهجتى ...... عسلا يذوب مع الحروف وسكرَ
وسيسطر التاريخ عودة فارس ........ صعد القوافى والبحور إلى الذرا
¥