تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لاهثاً أخدمُكمْ

في الوزارات وفي كل المصالحْ

كم تسيئون بي الظنَ وأدريْ:

نرجسيون ولي فيكم يدٌ

لو قدرتم تقطعون

مظفر:

لا تكابرْ

نحن نعطيك ولم نبخل عليكْ

وفتحنا في القلوبْ

منيب (مقاطعا):

منجماً أو منجمين

لقمان:

إنما أفتح في أعماق قلبي

مكتباً للعابثين

وأعادي

من ضمير الغيب فيكم ما يسوءْ

مظفر (وهو يتراقص):

إعْتَرفْ .. لا .. أعْتَرفْ

(يجاريه منيب في الرقص):

أنتَ فينا تنخسفْ

(يلتفت المخرج إلى سليمى):

يا سليمى

إن في وجهك صمتاً مستبدا

وجمالاً وحياء

وضروب الخيلاءْ

مظفر (يفرك يديه):

ذاب وجدي

(يرفع رأسه كالمنادي):

«يا سليمى أوقدي النارا»

المخرج (لا يعيره الإنتباه):

فلتكوني زوجة المهدي

عندما يشرق وجهٌ

لك من خلف الحجابْ

صامتا فيه عذابْ

اقنعي نفسك بالقول المباحْ

واهمسي في أُذنيهْ

(ينظر إلى نجلاء بنوع من الإزدراء ثم يلتفت إلى سليمى):

اجعلي نجلاء من خلفك تمتد وصيفهْ

اصنعي منها أزاريرا لثوبكْ

واذا شئتِ اقطعيها

وبأقدامك كِبراً

ادهسيها

فهي ليست فيك حُرَّهْ

(ينظر منيب إلى قدمي سليمى ويعدهما ويلتفت إلى مظفر):

ليس إلا قدمان

(مظفر يحرك يديه على هيئة موجة):

تتوالدْ ...

تتوالدْ ...

إن للنسوة أقداماً كثيرهْ

(ينظر منيب إلى وجه نجلاء وقد اشتعل غضبا و يهمس في أذن مظفر):

قد ظفرنا بالمسرَّهْ

هاهنا يحلو العراكْ

مظفر (بصوت عال):

يا عراك

ادخلُ .. الباب هنا

(يتقمص منيب شخصية العراك ويجلس بجانب مظفر يمسك بيده ويقبلها):

الأمانْ .. سيدي

الأمانْ

مظفر:

لا عليكْ .. يا عراكْ

سوف لا تخسر شراً

قم فضع نفسك ما بينهما

(يضع منيب نفسه بين نجلاء والمخرج في هيئة جنونية وتنظر إليه نجلاء بقلق وتلتفت إلى المخرج):

سيدي ما أوقحكْ

تشتهي أن تزرع الفتنة فينا

غيرةً تبعث فرقهْ

فرقةً تبعث حرقهْ

ولأمرٍ ما تريدْ

أن ترى قلبك حقداً يتلفتْ

(منيب يتلفت في كل اتجاه وبسرعة مذهلة):

المجموعة:

المخافهْ

العقابْ

كُلنا كنّا ذئابْ

(يحمر وجه المخرج ويلتفت إليهم مقاطعا):

كلنّا ... بل كلكم

ليتني في غيركم

(يصمت قليلا ثم يرفع رأسه):

سيداتي سادتي

إنها مغرورة حتى النخاعْ

(يشير بيده إليها):

هل علمتِ؟

لا أرى فيكِ الذي يُعجِبُني

تجعلين الوهم معشوقاً وعاشقْ

أخبريني ما الذي يوما فعلتِ؟

تستشيرين سليمى

في أُمور تافهاتْ

(يضع يديه على وسطه بحركة استفزازية):

ماالذي ألبس يوما؟

ماالذي أخلع يوما؟

(يرفع يده كأنه يمسد شعره):

ثم ما رأيك إن سرَّحت شعري هكذا؟

(يقاطعه مظفر):

قد تجاوزت الحدودْ

أنت لم تُخرج لنا إلا لسانك

منيب (مقاطعا):

الحدودْ ..

الحدودْ ..

المخرج:

إنه المسرح يا من تعشقونهْ

(يلتفت مظفر إلى لقمان):

ربما تلحظ يوماً ما لسَانَهْ

لقمان (وقد طوح بيده في الهواء):

يتمددْ

منيب:

يبتدي من آخرِ المقعدِ .. يهويْ

مظفر (يضرب بيده على يد منيب ضاحكا):

ينتهي في الخشبهْ

(يتضاحكان):

نجلاء (بتشفي):

ولنا عشرون شهراً في الفشلْ

المخرج:

لا أُعريكم لنفسي

عندما يا سادتي

تتعرى النفس من أدرانها

يعتري الفنان نار تتجددْ

الشاعر (يستغلها فرصة):

إن من يكشف عيبا

تنطوي فيه العيوبْ

اتخذنا كالمرايا

كلنا فيك وجوهٌ

شكَّلت وجهك فينا

المخرج:

كلكم ... كلكم

كم أواري جهلكم

(يبدأ في الابتعاد عن المجموعة): ستار

الفصل الثاني

المنظر الأول

(بعد خمسة أيام يعود الجمع من جديد و يبدأون بعمل البروفات الأولى)

(يبدأ الفصل الثاني بالمهدي جالساً على سرير وثير وفي ملامح وجهه رضا وانشراح صدر)

المهدي (يلتفت إلى الحاجب):

من خلف بابي ينتظر؟

الحاجب:

بالباب يا مولاي شاعرْ

بالباب نايٌ ووترْ

بالباب ينتظر القمرْ

وكل ما تبغيه يا مولاي حاضرْ

حتى رواة الشعر أصحاب السِيَّرْ

(ينظر المهدي من نافذته إلى السماء):

ليلتنا هذي مطرْ

بشرٌ .. بشرْ

(يلتفت إلى الحاجب):

دعهم فرادى يدخلوا

دعهم بليلي يلعبوا

والليل ساترْ

والصبح يكشف ما استترْ

(يلتفت المهدي إلى غلامه):

ناد الأميرة والوصيفهْ

(بينه وبين نفسه):

إجعلهمو ستراً بقلبي يجلسوا

(يذهب الحاجب لإدخال الناس ويلتفت إليهم):

وعد الأمير لكم بخيرْ

فلتدخلوا طيراً فطيرْ

(يتأهبون للدخول ولكنه يُفاجأ بوصول البريد لأمر هام فيمنع الناس ويسرع بالدخول إلى المهدي):

الحاجب:

مولاي

حطّ البريد رِحَالَهُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير