تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذه بعض التحسينات و الأخطاء المصححة في الفقرة الأولى، وهناك غيرها في باقي الفقرات تركتها لك لمراجعتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن موضوعك لا جديد فيه، وكذلك طريقة تناوله كانت بسيطة، لم تضف جديدا، وفيما يتعلق باللغة، فلم ترتق إلى مستوى الموضوع الذي أشبع كتابة، ويحتاج إلى لغة وأفكار تخرجه من رتابته، ومع كل هذا فبدايتك مبشرة بالخير، ومع بعض المران وكثير القراءة سيتحسن مستواك إن شاء الله.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 04:43 م]ـ

قد قلت حقا يا نزار!

الحب كضوء أبيض ينبثق من فتحة ضيقة متجها نحو غرفة حالكة السواد، فإذا ما نظرت إليه شعرت بالارتياب، فالبياض ممتزجا (1) بالسواد، أنت تناظره (2) دون قدرة منك على إعطاء غلبة لأحد اللونين. وبما أن المنظر خلابا (3) يشد ناظريك، فلزاما (4) عليك أن تسير و تستكشف هذا المنظر، ولن تبالي أبدا، إذا كانت الدرب سالكة أم هي صعبة منحدرة. فهكذا هو الحب، حكاية من الإبهام و الغموض، نبحر راغبين دحض الغموض عنها، ولسنا نبالي بما سيحل علينا من عواقب وخيمة.

فالحب ككومة من الحرير مجتمعة لامعة، إذا أتيت لتجلس فيها، فعليك ألا تأمن من شرها (5)، فأنت ترى المكان مفروشا بالحرير نعم، ولكن ينبغي عليك أن تتقي أسنان السيوف المبطنة (6)، التي تتوارى عن أنظارك، وتظهر لك خلسة فتذيقك بعدا و هلاكا، فتصبح أيامك، أيام أزف.

لست متحاملا على ما نسميه (حب)، فالعالم بهذين الحرفين يصبح باسما فرحا، فهذه الكلمة الصغيرة تعطي أوامر إجبارية للقلب البشري يقوم بتنفيذها مكرها لا تطوعا (7)،فيصبح دمية خفيفة يعبث بها السيد " حب "، وليس لديه قدرة على فرض شخصيته، فالمحب كورقة تدحرجها الرياح إلى حيث لا تعلم، فلربما تنزلها في بحر واسع فتسبح بأمان، ولربما تنزلها في نار ملتهبة فتحترق ولا منجد لها في ذلك الوقت.

و الحب نوعان مختلفان، ولا توجد منطقة وسطى له، فإما أن يكون حبك حقيقيا مطعم بالإخلاص، أو أن يكون زائفا تعكره رغبة الخلاص. (8) والنوع الثاني هو الأكثر شيوعا والأكثر انتشارا، ونهايته معروفة، وهي تتجلى لنا في سرعة الذبول. أما النوع الثاني فهو مشرق، منير، وفيه لحظات سعد كثيرة، كما أنه محور حديثي الأساسي.

ما أنقى الحب الحقيقي وما أصفاه، فهو عذب كماء زمزم، وهو جميل كوردة الأقحوان، وهو مدهش كلحظة الخسوف، فالفساد لا يقربه، والمكر والخداع لا يأتيان إليه إلا نادرا و دون قصد.

فإذا سكن قلب شاب فتاة ما، وحدث بينهما تبادل مشاعر قائما (9) على الإخلاص اللامنتهي، فستجدهما أسعد مخلوقين في هذه الأرض،فالحب بطعم السكر، بل هو أكثر حلاوة. وقد يكتب لقصة الحب نهاية سعيدة، فيجتمع الشاب بالتي أحبها تحت سقف واحد، فيكونان عائلة قائمة على طهر المحبة. ولكن ليس شرطا أن يتحول التقاء الأرواح إلى التقاء الأجساد، فقد يرحل هذا الحب الحقيقي حاملا معه ذكريات كالإبريز جميلة، و كالماس صلبة، فلا تقدر عوامل التعرية الزمنية على دحضها.

فليست كل علاقة عاطفية قد تكلل بالنجاح، فكما قال الشاعر الدمشقي الكبير نزار قباني في قصيدة التلميذة:

الحب ليس رواية شرقية

بختامها يتزوج الأبطال

وقد قلت حقا يا نزار، فالزواج بمن تحب مبتغى جل أن يسمى، لذا كن حذرا في الحب، لتتقي مهالك فراق مفاجئ، فعض أصابعك ألما لا يجدي و إن كان يشفي غليك (10). لا أقول اختاروا من تحبون بحذر، لأن الشاعر يقول:

أحبك لا تفسير عندي لصبوتي

أفسر ماذا والهوى لا يفسر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أرى - من خلال هذا النص - أنك لم تحدد نوعية مقالتك , ولم تجعل للفكرة التي تريد إيصالها أي دور في تحديد منهجية النص فمن الوجدانية الحالمة

فالمحب كورقة تدحرجها الرياح إلى حيث لا تعلم، فلربما تنزلها في بحر واسع فتسبح بأمان، ولربما تنزلها في نار ملتهبة فتحترق ولا منجد لها في ذلك الوقت. إلى الموضوعية المباشرة تقريرا وسردا

والنوع الثاني هو الأكثر شيوعا والأكثر انتشارا، ونهايته معروفة، وهي تتجلى لنا في سرعة الذبول

وقد قمت بوضع أرقام في مواضع من نصك وسأسرد ملاحظاتي على شكل حاشية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 - لحن والصواب:فالبياضُ ممتزجٌ (مبتدأ وخبر)

2 - أشم رائحة خطأ لغوي في قولك تناظره قاصدا به (تطيل النظر إليه) فمن يناظر هو النظير والنظير هو الند ومن ينظر فهو ناظر

3 - لحن والصواب: بما أن المنظر خلابٌ لأنها خبر أن

4 - لحن والصواب: فلزامٌ (مبتدأ)

والآن جاء دوري لأسأل فمن لديه خبر في إعراب لزام خبر مقدم للمبتدأ (المصدر المؤول من: أن + تسير) والمعنى الذي يقتضيه هذا (سيرك لزام)

فليفدنا

5 - أظن الفعل (تأمن) متعد لا يحتاج حرف جر (تأمن شرها)

6 - الأسنان لا تناسب السيوف

7 - مكره يطابقها طائع , أما التطوع فهو زيادة محمود وجودها غير مذموم عدمها

8 -

و الحب نوعان مختلفان، ولا توجد منطقة وسطى له، فإما أن يكون حبك حقيقيا مطعم بالإخلاص، أو أن يكون زائفا تعكره رغبة الخلاص

لحن في قولك مطعمٌ والصواب مطعما

(على البدلية أم على الوصف يا محمد الجبلي؟) أغيثوا الجبلي فقد وقع

المأخذ الثاني على الفقرة الثانية في تقسيمك الحب فقد قلت:

الحب نوعان مختلفان، ولا توجد منطقة وسطى له، فإما أن يكون حبك حقيقيا مطعم بالإخلاص، أو أن يكون زائفا تعكره رغبة الخلاص

أما الحب الحقيقي فهو ذاك , وأما الزائف فليس حبا

التقسيم على أساس التطرف (عدم وجود منطقة وسطى) هو إما أن يكون وإما ألا يكون

9 - لحن والصواب: تبادلُ مشاعرٍ قائمٍ فهي صفة لمشاعر المجرورة بالإضافة

(هذه المرة الجبلي شبه متأكد: rolleyes:0 )

10- غليك: سهو طباعة أسقط اللام من غليلكوالاستفسار الإتصال على الارقام التالية

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير