تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[فتون]ــــــــ[31 - 10 - 2010, 09:18 م]ـ

للرفع ...

"عني سأعود بعد وقت غير قصير"

ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 10:51 م]ـ

للرفع ...

"عني سأعود بعد وقت غير قصير"

أنتظر عودتك بفارغ الصبر وسأضع الجزء الثاني حتى تكون عودتك لكليهما

دمت بكل خير ويعلم الله أن مرورك شرف كبير لي وأسعدني كثيرا

ـ[عاشق ولكن؟!]ــــــــ[09 - 11 - 2010, 11:03 م]ـ

[مكالمة لم يرد عليها (3)]

_ الجزء الثاني _

2

تنهض أم سوسو وقد احتملت بين يديها ما خلفتْهُ تلك الزيارة , تلاطفها ابنتها بأدب واحترام {عنكِ يا أمي عنكِ يا أمي}.

وبصوتٍ يترجم مرارة ألمٍ و وجع قلبٍ تأتي عبارة الأم: عافاك الله ياابنتي و أقرَّ بك عيني.

اعتادت سوسو على ألا تأوي لفراشها إلا وقد تركتْ قُبْلةَ ودٍّ واحترام على يدِ ورأسِ أمها , وهاهي الآن تقبِّل تلك اليد الشاحبة وذاك الرأس الذي بدأ الشيب يغزوه. قائلة بابتسامةٍ لطيفة وشعورٍ صادق: {تصبحين على خيرٍ يا أمي , وأحلام سعيدة إن شاء الله}.

تدخل الأم غرفتها والتي هي أشبه ما تكون بمكان عزلتها. الإضاءة خافتة واللون الوردي يشعر بأيام حبٍّ ماضية , تتجاوز مكان مضجعها متجهةً نحو لوحة أخذت مكاناً متوسطاً في الحائط وعن يمينها وشمالها لوحتان صغيرتان.

وقفت خاشعة تنظر نحو اللوحة متذكِّرة صُحْبة تلك الشخصية التي تركت فراغا كبيرا في حياتها. مضى مسلِّما إياها لصروف الدهر وفواجع الزمن وإن كان قبل رحيله أوصاها وصية محبٍّ بأن تحفظ أمانة تركها عندها.

مضى ولم يترك لها سوى فلذتين من فلذاته.

تعود بها الذاكرة إلى زمن السرور والدعة , فتبتسم ابتسامةَ طفلٍ ناعسٍ في حضن إمه , وما إن تبدو تلك الابتسامة وجمال ذاك الطيف حتى تلوح أمام ناظريها تلك الألفاظ التي تبدأ بها رسائله في الجوال عندما يريد أن يطلب منها خدمة:

((أميرة الورد , ملكة الجمال , سيِّدة الملوك , خفيفة الظل , جمانة النساء)).

بصوت هامس غير مسموع وبأحرف جملٍ مقطعة تُخاطب الزوجة زوجها المرحوم: {رحمك الله يا أبا طلال و جمعني الله بك في دار كرامته} فلكم كنتَ مصدر أمنٍ وأمان و محل ثقةٍ وراحة بال , بعدك لم أعرف للنوم طعما ولا فتحتُ للسعادة بابا.

ليتك لم تكنْ بذاك الحنان حتى أستطيع أن أغفو وأنسى جرح الزمان , تتسابق الدموع من عينيها وكأن لها موعدا مع تلك الكلمات فتقول بصوتٍ مفجوع:

بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي ... فجودا فقد أودى نظيركما عندي

في غرفة لا يتجاوز طولها خمسة أمتارٍ وعرض يزيد على الثلاثة بسنتمترات في بلد غربةٍ أخذ طلال يردد:

بَعِيد الدار مشتاقٌ لأمي .... أُناديها فأسمع رجع حزني

فأذرف دمعتي وأعود أبكي .... وما لي حيلة في دمع عيني

غريبٌ لا أنيس سوى ظلامٍ .... وغرفة غربة ضاقت كسجنِ

يفتح عليه الباب دونما طرق كعادته زميله بسام ويدور معتمدا على إحدى قدميه رافعا الأخرى ومن ثم باسطا كفَّه نحو طلال قائلا: هيا بنا ...

وقبل أن يكمل حديثه رأى منظرا لايسرُّه على وجهِ صاحبٍ يعزُّه , فأثر الحزن بادٍ ودمع العين موشكٌ يجلس بهدوء حيث كان يجلس طلال ويقترب منه واضعا يده اليمنى من خلف ظهر صديقه ورفيق دربه ملتفةً عليه وكأنه يريد أن يجذبه إليه ويخاطبه بحديثِ محب وكلام مخلص:

((طلال .. زميلي وتوأم روحي. هوِّن على نفسك وخفِّف من وجْدك وحزنك , واستعن بالصبر على فراق أهلك , فلكل غائب عودة , وعودتنا قابت قوسين أو أدنى)).

ثم يلتف من أمام طلال ليرمي نفسه بشقلبة خلفية خارج السرير وبصوت ساحر وحنجرة ذهبية يغرِّد ببيتٍ أشرقت فيه طلائع الأمل:

وما صبابة مشتاق على أملٍ .... من اللقاء كمشتاق بلا أمل

يدخل هذا الصوت وكأنه السحر كيان طلال فتعود إليه الحياة وينتشي فيه نبض الأمل وتتلألأ أسارير وجهه ويخف وجع قلبه فيزحف نحو حافة السرير ويقوم نحو بسام قائلا: لله درك وما أجمل صوتك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير