تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومضيتَ تَطوي البيدَ دونَ تَهَيُّبٍ

ومَنِ اسْتَعان بِرَبِّهِ لم يَندَمِ

...

روحي فداك وقد وَعَدْتَ ((سُراقةً))

بِسِوارِ ((كِسْرى)) يا سُراقةُ أَسْلِمِ

إنَّ الرِمالَ ــ إذا أَرادَ المُجْتَبى ــ

لأَشَدُّ فَتْكاً من خميسٍ مُقْدِمِ

يَدْنو فتبتلِعُ الرمالُ جَوادَهُ

وتهيجُ كالحِيتانِ أَوْ كالمُعجَمِ

فيلوذ بالهادي، وليس بمُنْقِذٍ

غيرُ النبيِّ مَلاذِ كلِّ مُيَمِّمِ

وكذا الكريمُ إذا تمكّن سيفُهُ

من خَصْمِهِ المغرورِ قال لهُ: قُمِ

أمّا النبيُّ فزادَ في إكْرامِهِ

وهَداهُ للإسلامِ ثُمَّ المَغْنَمِ

فانظُرْ إليْهِ مُهاجِراً مُتَخفِّياً

من قومِهِ واعْجَبْ لوعدٍ مُبرَمِ

بِسِوارِ كِسْرى يومَ كان مُتوَّجاً

وبتاجِهِ والفُرسُ عَدَّ الأَنْجُمِ

وبِغَزوةِ الأَحْزابِ بَشَّرَ صَحْبَهُ

بِتَصدُّعِ الإيوانِ، فانْظُرْ واحُكُمِ

...

بَركاتُكَ الخَضْراءُ يا أندى الورى

كفّاً وأَجْودَ من سَحابٍ مُثْجِمِ

عَمَّتْ جميعَ الخلقِ مِن بَدْوٍ ومِن

حَضَرٍ، ومَن رام النَدى لم يُحْرَمِ

لمّا مَررْتَ بـ ((أمِّ مَعْبَدَ)) والدُنا

قَحْطٌ، حَلَلْتَ فَحَلَّ كلُّ مُرَخَّمِ

يا ((أمَّ مَعْبَدَ)) لا تَخافي عَيْلَةً

بركاتُ ((أحمدَ)) في ديارِك فابسِمِي

ما ضَرعُ شاتِكِ، بعد هذا، مُجْدِبٌ

فاسْقي العَشيرةَ كلَّها وَتَنعَّمِي

لو مَرَّ ((أحمدُ)) بالبَوارِ لأخْصَبَتْ

ولَأَنْبَتتْ حُلواً لَذيذَ المَطْعَمِ

أَوْ لو رَأَتْ يوماً جَهَنّمُ نُورَهُ

لَتحَوَّلتْ بَرَداً جِمارُ جَهَنَّمِ

وأتيتَ ((يثربَ)) خاويَ الكفين لا

مالٌ لديكَ ولا قريبٌ تحتمِي

فأَمَدَّكَ المولى بِرِزقٍ واسعٍ

وهَدى لدينِكَ كلَّ قَرْمٍ مُلْهَمِ

آخيْتَ بين غنّيِهم وفقيرِهم

وعَدَلْتَ بين مُعَظِمٍ ومُعَظَّمِ

ساويتَ بينهمُ فليس الفضلُ في

نَسَبٍ وليس لِمُعْرِبٍ أوْ مُعجِمِ

ونَشرتَ نُورَ اللهِ بين عِبادِهِ

فَهَزمْتَ كلَّ مُشَعْوِذٍ ومُنَجِّمِ

حَرَّرتَ كلَّ مُكَبَّلٍ مُستَعْبَدٍ

وشَفَيْتَ كُلَّ مُعَذَّبٍ مُتأَلِّمِ

فنُصِرتَ في كلِّ المعاركِ فاتحاً

غُلْفَ القلوبِ بنورِكَ المُتَبَسِّمِ

هاهم جُنُودُكَ والسُيوفُ لوامعٌ

فوق الشوامخِ كالنسورِ الحُوَّمِ

هَدَموا حُصونَ الظالمين وشيَّدوا

صَرحَ المحبَّةِ فوق كلِّ مُهَدَّمِ

فتَحوا البلادَ وأسَّسوا فيها الهدى

وتَسَنَّمُوا، في اللهِ، كلَّ مُسَنَّمِ

بالنُورِ لا بالسيفِ عَمَّ هُداهمُ

فالسيفُ لا يجلو سَوادَ المُبْهَمِ

والنُورُ دُونَ السيفِ يبقى قاصِراً

وتَنالُهُ أَيْدي الجُناةِ الهُوَّم

...

يا صاحبَ الذكرى تَداركْ أُمَّةً

ضاق الأُساةُ بِدائها المُتَورِّمِ

باتتْ مُشَتَّتَةً وبات عَدوُّها

مُتَوفِّزَ الأنيابِ مَخضوبَ الفَم

ما ضَرّها لولا شَتاتُ سَراتِها

أَنَّ الدُنا أَشْداقُ صِلٍّ أَرْقَم

لو أنَّها حَزَمتْ وعاد صَوابُها

لمَشَتْ على درْبِ الجُدودِ الأَقْوَم

فإذا خُيولُ العِزِّ تُسْرَجُ للوغى

وإذا بُنُودُ النَصرِ تُمهَرُ بالدَمِ

وإذا الجِباهُ الشامخاتُ على المَدى

تَمضي لما يُرضي العلا، لم تَهْرَمِ

فاشْفع لها عند المَليكِ لَعلَّها

تُهْدى سبيلَ الرُشْدِ أَوْ تَترَسَّمِ

...

مَلأ الدُنا نُورُ النبيِّ ((محمَّدٍ))

فَمَحا ظلامَ الجَهلِ دون تَوهُّمِ

إنّي لَأَعْجَبُ مِنْ قُرَيْشٍ إذ رأتْ

نورَ الرسالةِ ثمَّ لم تتوسَّمِ

ورَمَتْ نَداهُ بكلِّ حِقْدٍ قاتلٍ

لمّا أَتاها بالهدى والمَغْنَمِ

وكأنَّ ربّي لم يَشَأْ لِرَسولِهِ

سهلَ الجَنى دُونَ اقْتِحامِ المَغْرَمِ

وكذا الدُنا؛ فمَنِ اشْتراها هيّناً

هانتْ عليهِ فباعَها بالدِرْهَمِ

ومَنِ اشْتراها بالدِماءِ فإنّهُ

ما باعها إلاّ بإهْراق الدم

...

يا مَنْ مَكارِمُ خُلْقِهِ قَدْ تُمِّمَتْ

والدينُ تمَّ، فكان خَيرَ مُتََّمَّمِ

هذا بناؤكَ والصُروحُ شَوامِخٌ

تَزْهوا بكلِّ مُزَخْرَفٍ ومُنَمْمِ

لم يَعْفُها مَرُّ الزمانِ ولم تَزَلْ

أغصانُكَ الخضراءُ ريّا البرعُمِ

آياتُكَ الغَرّاءُ نِبراسُ الهُدى

وهِباتُكَ الكُبرى نَدِياتُ الهَمِي

يَفنى الزمانُ وفيكَ ما لم يُحْصِهِ

قلمٌ؛ وهل تُحصى رمالُ يَلَمْلَمِ؟

صلّى عليك اللهُ ما هبَّ الشذا

وهَفا لبيتِ اللهِ قلبُ مُتَيَّمِ

والآلِ والأصْحابِ، أقْمارِ الدُجا

ما عَطَّرتْ ذكراك قلبَ المُغرَمِ

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 04:37 ص]ـ

آياتُكَ الغَرّاءُ نِبراسُ الهُدى

وهِباتُكَ الكُبرى نَدِياتُ الهَمِي

يَفنى الزمانُ وفيكَ ما لم يُحْصِهِ

قلمٌ؛ وهل تُحصى رمالُ يَلَمْلَمِ؟

صلّى عليك اللهُ ما هبَّ الشذا

وهَفا لبيتِ اللهِ قلبُ مُتَيَّمِ

والآلِ والأصْحابِ، أقْمارِ الدُجا

ما عَطَّرتْ ذكراك قلبَ المُغرَمِ

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

من أجمل القصائد التي زينت صفحة الإبداع في الفصيح في معناها ومبناها

عودة إلى زمان الشعر جزالة وبراعة وحسن سبك

وتحليق صادق في سماء الطهر

وسَلِ الإلهَ بِهِ الهدايةَ والرضا

ما خاب راجٍ بالحبيبِ الأكرمِ

فيلوذ بالهادي، وليس بمُنْقِذٍ

غيرُ النبيِّ مَلاذِ كلِّ مُيَمِّمِ

التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم حكم شرعي له تفصيل

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87409

بابُ الرسولِ، مدينةِ العِلمِ التي

آوتْ إليْها كلَّ حَبرٍ مُلهَمِ

أنا مدينة العلم وعلي بابها

هذا الحديث حكم عليه العلماء بالوضع

دمت مبدعا متألقا شاعرنا عبد القادر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير