[أحكام الأمرد من كلام ابن تيمية أحمد]
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Mar 2004, 12:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والأحكام المتعلقة بالمردان، رأيت الحاجة إليها ماسة، والعلم بها ضرورة، لأن الحذر من مخالطتهم مطلوب لئلا تفسد القلوب، فيهلكها مقلب القلوب.
وقد جاء التحذير من مخالطتهم في كلام أهل العلم مسطور، ومكتوب، ومواقفهم في ذلك لا تخفى، وأخترت أن يكون النقل من كلام الحبر البحر الإمام شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام رحمه الله، ورضي عنه، وجعلنا وإياه في الفردوس الأعلى من الجنة، لأن كلامه في هذه المسألة كثير يغني عن النقل عن غيره من صغير وكبير ..
[تعريفه:
قال في القاموس ص 407: والأمردُ: الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/ 401.] (ليس لابن تيمية)
[حكم النظر إليه]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15/ 374:
.... فإذا كان في ظهور الأمة، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء.
وقال المروذي: قلت لأبى عبدالله رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية؛ إلا أنه لا يدع النظر؟!
فقال: أي توبة هذه؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب، فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة، وحديث مرسل أجود منها، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ورواء ظهره، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة. اهـ بتصرف.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 15/ 419و 21/ 251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد، ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر (الاختيارات ص290)
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 21/ 245:
¥