تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[متى تتوقف خطاك .... ؟]

ـ[سلسبيل]ــــــــ[27 Jul 2004, 03:46 م]ـ

متى تتوقفُ خُطاك ..... ؟

هل تشعر بأهمية أن يكون للإنسان هدفا يسعى إليه في الحياة؟ .... ويجاهد للوصول إليه! ويتحمل الصعاب من أجله ثم إذا ما وصل إليه أحس بسعادة ما بعدها سعادة ..... وراحة ما بعدها راحة .....

لعلك تفكر بأن تكون من أصحاب الأهداف بل تقرر أن تكون كذلك .... وتلتفت حولك فلا ترى هدفا عظيما .... تهيئ نفسك للتضحية من أجله! ربما تسهر الليالي لتصل إليه ....... ربما قلت في نفسك .... حياتي جميلة هكذا تسير باطمئنان ... فماذا أريد أكثر!؟ .... ولماذا اتعب نفسي بالبحث عن هدف مصطنع؟! ربما قلت أنا سعيد بحياتي ... أؤدي واجباتي تجاه ربي .... ومرتاح في عملي وفي بيتي ....

نعم قد يكون هذا حقا .... ولكن ذلك لا يغنك عن هدفك ... فالإنسان الناجح الطموح لابد ألا يقر أبدا بمرتبة وصل إليها ولو حاز كل ما يتمنى من رفعة ومجد ونجاح فدائما يطلب نجاح أكبر ورفعة أكثر .... وكأنه يشرب من ماء مالح فكلما شرب كلما عطش أكثر .... ألا ترى معي أن طالب المال إن حاز مليونا طلب المليون الثاني والثالث ... فلا عجب بعدها من طالب للأهداف السامية ألا يتوقف ولا يقنع .... فلئن حققت أهدافك من دراسة ونجاح في العمل واستقرار في الحياة لاتقنع بها وتقف عندها فتنقلب أهدافك التي حققتها عليك لا لك .... لأنك سجنت نفسك بها فلم تعد ترى ما وراءها

فالأهداف لا تنتهي .... وليس لها حدود ... وليست حكرا على أحد .... فاصنع هدفك الآن ... واجعله ديدنك ولا يفارقك ليلا أو نهارا حتى تصل إليه ولكن مما يؤسف له أن أغلبنا صارت أهدافه متعلقة فقط بأكله وشربه ومسكنه ولبسه ووظيفته وحياته الفانية بل ورزقه الذي ضمنه الله له أنه لن يموت حتى يستوفيه فارتفع بهدفك وارتقي بأفكارك لترتقي ... فارتقاءك بهمك كفيل بارتقائك

فاجعل رضا الله هدفك ... وصحبة القرآن هدفك ... والتطور بمهاراتك هدفك ... وتطبيق السنة هدفك ... ومساعدة الآخرين هدفك ... وتحسين أخلاقك هدفك .... والوصول لمرتبة الإحسان هدفك ... وغيرها مما أنت أعلم بها .... عندها ستجد أن للحياة طعما آخر! وستجد أنك تقبل عليها بنشاط أكبر وهمة بل وبقوة أكبر حتى صار هدفك يعيش معك بل صرت تراه ... لذا فخطواتك ثابتة مهما قابلتها من محن وعقبات بل إن ذلك مما يزيد إصرارك وعزيمتك على المواصلة .... ولكن إياك أن تقنع بما نلت من هدف بل جدد أهدافك .... فكلما وصلت لهدف ... هيئ نفسك للهدف التالي وهكذا سر ولا تتوقف إلا وقد وضعت رجلك في الجنة .... بل الفردوس الأعلى منها .... عندها تكون قد حققت هدفك الأكبر وعندها فقط تتوقف خطاك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير