[أئتوني بمثله عشرا]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[17 Aug 2004, 07:51 م]ـ
ائتوني بمثله عشرا
يا ويحه كيف نجا؟ … .. و هذا الطريق وعرا
يا ويحه كيف سلم؟ ....... ولم يقع في الحفرا
فكم ضل قبل عابد ........ مترهب .. لا يفترا
وكم هوى من عالم ........ برأيه معاند مستكبرا
وكم غوى من شاعر ....... بقوله مفتخرا
وكم تعدى مبتدع ........... بسوء مقاله جاهرا
وكم وكم من جاهل ......... يريد إصلاحا فيدمرا
وكم وكم من فرق ٍ .......... تذكي خلافا وتضرما
أتراني أنجو بعدها؟ ........ أتراني أكون فيها الأخسرا؟!
أو ليس قارئٌ ومتصدق ........ أول من فيها يسعرا
ومقاتل في الصف سار .......... في نارها يستعرا
أوليس يصبح منا مؤمنٌ ......... ويمسى بعرض قليل كافرا؟
أوما طاشت عقول ٌ ............ لما ظُن أن فيها دررا
ياويحه كيف سلم ............. بل كيف استلذ جمرا
كيف مشى ثم مشى ......... وما عاد أدراجه متقهقرا
كيف طوى هذا الزمان؟ ...... وما غره ما إليه هُرعا
كيف مضى في غربةٍ؟ ........ قانعا بما لديه مصابرا
فلم ينازع الخلق مخاصما ...... ولم يحسد لخيربشرا
وما كان إلا لمولاه سائرا ........ وما كان إلا بطاعته مشمرا
كيف أدلج في سيره؟ ........... وكأنه على نور مستبصرا
كيف بان له الطريق؟ ......... فسار على دربه مستبشرا!
كيف فرّق ما تردد؟ .......... وكيف تأسى بعُمرا
كيف له حال ما تقلب؟! ..... وكأنه لأيامه المدبرا؟!
فإن أصبح شر كان راضيا ......... وإلا يبيت الشاكرا
كيف له قلب كسير ٌ؟ ....... يتفكر فيما يرى معتبرا
ودمع له يهرقهُ ............. في آخر الليل معتذرا
كيف لم يخش أذاهم؟ ........ كيف لم يرهب العيش مفتقرا؟
كيف لم يخش أن يُرمى بجرم ...... أو يرمقوه شزرا
من لي بمثل هذا فأظفرا ........... بمثل هذا يكون الفخرا
بمثل هذا يعود الأمل .............. بمثل هذا يرجع النصرا
فأتوني بمثله ألفا ....... لا بل يكفي مثله عشرا