["الاعلام بين الإيجابية والسلبية"]
ـ[ hedaya] ــــــــ[13 Jul 2004, 05:08 ص]ـ
["الاعلام بين الإيجابية والسلبية"]
تبرز أهمية الإعلام يوما بعد يوم، مع مرور الزمن أصبح يقينا أنه لا غنى للأمم والشعوب عن الاعلام بأنواعه وتصنيفاته المتعددة. فالاعلام وسيلة فعالة لأصحاب المبادئ والأفكار والقيم .. والناظر إلى مسيرة التاريخ يدرك أن الاعلام تم توظيفه توظيفا ساعد على نشر الدعوات والأفكار، وبالمقابل أخذ الاعلام منحى سلبيا خطيرا، فكان الصدام المدوى بين رسالتين يحلمهما الإعلام.
و بما أن حماة الإنسانية ودعاة الرسالات السماوية وأصحاب القيم الراقية يجعلون من الاعلام وسيلة ايجابية، فنرى أن الأخلاق تنمو والأفكار تستنير بالاعلام السوي النقي، وهذا ساعد على نشر القيم والمبادئ ولنا بالتاريخ عبرة وعظة. وإن كان الوسائل الإعلامية تتنوع وتختلف يوما بعد يوم، إلا أنها تحمل في الأخير صفة توصيل الخطاب المعتدل إلى البشرية جمعاء. ولنا في رسول الله ومن سار على نهجه أسوة في هذا المجال.
وبالجانب الآخر نرى أن الاعلام المضاد للإعلام الايجابي يدعو إلى نشر الفساد وهدم الأفكار والقيم والأخلاق، وإن تغلف بغلاف الحرية والثقافة العالمية. فهذه البرامج الإعلامية الوافدة علينا كل يوم تحمل شعار الحرية والعالمية بيد، وباليد الأخرى حربة سامة تخترق العقول قبل العيون.
ويعلب اليهود دورا بارزا في اشعال نار هذه المأساة الإعلامية، فالشركات الإعلامية والبرامج التلفزيونية لا تخلوا أبدا من معالم وأدوات الهدم الأخلاقي والفكري.
ولا ننسى شركات الإنتاج التي تستحوذ عليها المجموعات اليهودية الصهيونية، والتي لا هم لها سوى اختراق المجتمعات الإسلامية تحت شعار العولمة.
وكما قال الدكتور محمد العوضي: ((هذه عولمة من النصف التحتاني)).
وإذا ما أردنا أن نرد على هذا الإعلام بإعلام آخر نجد دعاة الانسانية وحماة العالمية يقفون صفا واحدا ضد أي إعلام يفضح إعلامهم ونهجهم. وما المسلسلات التي تتناول الغطرسة الصهيونية والقضية الفلسطينية عنا ببعيد.
إذن كان لزاما علينا أن نعلنها حربا إعلامية لا هوادة فيها، على أن تكون حاملة كل ما يميزنا عنهم وعن نهجهم، وأعني بهذا المصداقية والشفافية وتقبل الآراء ونشر الأفكار وترسيخ المبادئ. وإن كنا نخشى سابقا دخول غمار الإعلام مخافة أن نصاب بشيء من شهواته أو حتى عقباته، فإن الوسائل قد تعددت الآن ابتداء من رسالة على البريد الإلكتروني ومرورا بالصحف والمجلات وانتهاءا بالقنوات الفضائية.
وقد يكون التضييق على حاملي الرسالة السامية من قبل حماة ((السامية)) سببا رئيسيا لعدم بروز الصوت الانساني المعتدل، إلا أن هذا يمنعنا من ممارسة العمل ضمن الوسائل المتاحة. فلم يعد مبررا أن نرفض المشاركة في اللقاءات التلفزيونية وإن كانت المذيعة امرأة أو رمز من رموز العلمانية. واعتقد أننا تجاوزنا مرحلة الرأي الشرعي من الإعلام منذ أمد بعيد.
إذا أردنا أن نحمي مبادئنا ومبادئ الإنسانية، فعلينا أن نكون أصحاب هيمنة كبرى على الإعلام _ كما يصفها اليهودي نعوم تشومسكي _ فقيمنا ومبادؤنا ليست بحاجة إلى هذه الوسائل، إذ أن لها ذاتية كبرى تفتقر إليها كل دعوة وفكرة أخرى.
ولكننا بحاجة إلى أن نلفت النظر إليها عن طريق الإعلام، أو بمعنى آخر أن نكون روادا بهذا الطريق. لنسير معا نحو ((هيمنة الإعلام الصادق)) من أجل كل قيمة ومبدأ إنساني نقي.
والله من وراء القصد.