[بلوغ المرام]
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Jul 2004, 03:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: ــ
فإنني استعنت بالله تعالى في كتابة شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر وذلك من الدروس المسجلة التي ألقاها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وذلك لما رأيت في هذا الشرح على وجازته من الفوائد العظيمة سواء كان ذلك في التعريف برواة الحديث والأئمة المخرجين للأحاديث أو بيان منزلة الحديث من ناحية الصحة والضعف وبيان الأحكام الشرعية والترجيح بين الأقوال والتوفيق بينها مع بيان أدلة كل فريق، ولما لسماحته من المكانة العظيمة في قلوب المسلمين عموما وطلاب العلم خصوصا فإنني أرجو أن أكون أديت بعض الواجب نحو هذا الإمام الجليل من أئمة المسلمين.
ويسرني أن أقدم لكم هذه الدروس التي قمت بنسخها على شكل حلقات وهذه الحلقة الاولىوسأواصل إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رحمه الله (الحمد لله) بعد التسمية يقول الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة قديما وحديثا.
الشرح: من عادة المؤلفين أنهم يبدأون بالتسمية ويثنون بالحمدله تأسيا بكتاب الله العزيز لأنه بدئ بالتسمية والحمد لما جمعه الصحابة جعلوا الفاتحة في أوله.
وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم في مخاطباته ومراسلاته فكان يسمي الله جل وعلا.
وعملا بالحديث المشهور ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم)) وفي بعض الروايات ((فهو أبتر)) يعني ناقص البركة.
وفي بعضها ((بالحمد)) وفي بعضها ((بذكر الله))
وقد جرى الأئمة على البدء بالتسمية والحمد له.
والحمد لله سبحانه وتعالى: هو الثناء عليه بجميع المحامد مع محبته وتعظيمه وإجلاله سبحانه وتعالى.
ونعم الله كثيرة كما قال الله عزوجل ((وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)) وهي ظاهرة وباطنة
منها ما هو باطن يعرفه الإنسان من نفسه ويدري عنه من نفسه ولا يعلمه الناس ومنها ما هو ظاهر يعرفه كل أحد ونعم الله الظاهرة كثيرة مما أوجد لنفع العباد من السماء والأرض وأنهار وبحار وثمار وأنعام تنفع الناس وشمس وقمر ينتفع بها الناس إلى غير ذلك من نعم الله العظيمة.
وأعظمها بعث الأنبياء عليهم الصلاة السلام. فبعث الرسل وإنزال الكتب لهداية الخلق وإرشادهم إلى أسباب النجاة كل هذا من نعمه العظيمة.
ومنها ما هو باطن كون الإنسان يؤمن بربه ويعطيه الله من قوة الإيمان واليقين والشوق إليه سبحانه وتعالى والأنس بمناجاته وذكره جل وعلا.
وما يتاح للعبد من صحة وعافية في بدنه وما له وأولاده فنعم الله لا تحصى لا ظاهرها ولا باطنها
((والصلاة والسلام على رسوله نبينا محمد))
والصلاة تطلق على الثناء من الله عزوجل على عبده في الملأ الأعلى كما قال أبو العالية رحمه الله التابعي الجليل.
وتطلق على الثناء ((هو الذي يصلي عليكم وملائكته))
يعني يثني عليكم ويرحمكم جل وعلا.
فإذا جمع بين الصلاة والرحمة كانت الصلاة بمعنى الثناء، والرحمة بمعنى الإحسان والجود والكرم كما قال عزوجل في حق الصابرين ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة)) أي ثناء من الله من الله ورحمة لهم. بتوفيقهم وتصبيرهم وإنزال السكينة على قلوبهم إلى غير ذلك.
النبي: من النبأ والإخبار يعني ينبىء عن الله ويخبر عن الله وعما كان فيما مضى وعما يكون في المستقبل.
والرسول: لأنه مرسل أرسله الله إلى أهل الأرض يبلغهم أمر الله ونهيه وافضل الرسل وأكرمهم وأعظمهم شأنا هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وكلهم عظيم وكلهم جليل عليهم الصلاة والسلام. اختارهم الله عزوجل للرسالة وشرفهم بالعبودية الخاصة عليهم الصلاة والسلام.
ولكن خاتمهم وأفضلهم وإمامهم هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
ويشرع لنا الإكثار من الصلاة والسلام عليه فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال (من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشرا)
وجاء الكتاب والسنة بالدلالة على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه كما قال الله عزوجل (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا وسلموا تسليما)
¥