تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد]

ـ[إمداد]ــــــــ[23 Aug 2004, 08:25 م]ـ

بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.

وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء

والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:

بقية الموضوع في الماف المرفق

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 Aug 2004, 02:21 م]ـ

حملت الملف لكنه لا يعمل فهل لك أن تضعه ثانية

ـ[إمداد]ــــــــ[24 Aug 2004, 08:20 م]ـ

[من مظاهر التقصير والخطأ في تربية الأولاد]

بالرغم من عظم مسؤولية تربية الأولاد إلا أن كثيرا من الناس قد فرط بها، واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أولادهم، وأهملوا تربيتهم، فلا يسألون عنهم، ولا يوجهونهم.

وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدءوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم هم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف كما قيل:

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إيَاك إياك أن تبتل بالماء

والتقصير في تربية الأولاد يأخذ صورا شتى، ومظاهر عديدة تتسبب في انحراف الأولاد وتمردهم، فمن ذلك ما يلي:

1 - تنشئة الأولاد على الجبن والخوف والهلع والفزع:

فمما يلاحظ على أسلوبنا في التربية- تخويف الأولاد حين يبكون ليسكتوا؛ فنخوفهم بالغول، والبعبع، والحرامي، والعفريت، وصوت الريح، وغير ذلك.

وأسوأ ما في هذا- أن نخوفهم بالأستاذ، أو المدرسة، أو الطبيب؛ فينشأ الولد جبانا رعديدا يفرق من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.

وأشد ما يغرس الخوف والجبن في نفس الطفل- أن نجزع إذا وقع على الأرض، وسال الدم من وجهه، أو يده، أو ركبته، فبدلاً من أن تبتسم الأم، وتهدئ من روع ولدها وتشعره بأن الأمر يسير- تجدها تهلع وتفزع، وتلطم وجهها، وتضرب صدرها، وتطلب النجدة من أهل البيت، وتهول المصيبة، فيزداد الولد بكاءً، ويتعود الخوف من رؤية الدم، أو الشعور بالألم.

2 - تربيتهم على التهور، وسلاطة اللسان والتطاول على الآخرين، وتسمية ذلك شجاعة:

وهذا خلل في التربية، وهو نقيض الأول، والحق إنما هو في التوسط.

3 - تربيتهم على الميوعة، والفوضى، وتعويدهم على الترف والنعيم والبذخ:

فينشأ الولد مترفاً منعماً، همه خاصة نفسه فحسب، فلا يهتم بالآخرين، ولا يسأل عن إخوانه المسلمين، لا يشاركهم أفراحهم، ولا يشاطرهم أتراحهم؛ فتربية الأولاد على هذا النحو مما يفسد الفطرة، ويقتل الاستقامة، ويقضي على المروءة والشجاعة.

4 - بسط اليد للأولاد، وإعطاؤهم كل ما يريدون:

فبعض الوالدين يعطي أولاده كل ما سألوه، ولا يمنعهم شيئاً أرادوه، فتجد يده مبسوطة لهم بالعطاء، وهم يعبثون بالأموال، ويصرفونها في اللهو والباطل، مما يجعلهم لا يأبهون بقيمة المال، ولا يحسنون تصريفه.

5 - إعطاؤهم ما يريدون إذا بكوا بحضرة الوالد، خصوصا الصغار:

فيحصل كثيرا أن يطلب الصغار من آبائهم أو أمهاتهم طلبا ما، فإذا رفض الوالدان ذلك لجأ الصغار إلى البكاء؛ حتى يحصل لهم مطلوبهم، عندها ينصاع الوالدان للأمر، وينفذان الطلب، إما شفقة على الولد، أو رغبة في إسكاته والتخلص منه، أو غير ذلك؛ فهذا من الخلل بمكان، فهو يسبب الميوعة والضعف للأولاد.

وذلك أن الولد يبكي، فتعطيه أمه الثدي، فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد، ويكبر على هذا

6 - شراء السيارات لهم وهم صغار:

فبعض الوالدين يشتري لأولاده السيارة وهم صغار، إما لأن الابن ألح عليه في ذلك، أو لأن الأب يريد التخلص من كثرة طلبات المنزل، ويريد إلقاءها على ولده، أو أن الابن ألح على الأم، والأم ألحت على الأب، أو لغير ذلك من الاعتبارات.

فإذا تمكن الولد من السيارة فإنه- في الغالب- يبدأ في سلوك طريق الانحراف، فتراه يسهر بالليل، وتراه يكثر الخروج من المنزل، وتراه يرتبط بصحبة سيئة، وربما آذى عباد الله بكثرة التفحيط، وربما بدأ في الغياب عن المدرسة، وهكذا يتمرد على والديه، فيصعب قياده، ويعز إرشاده.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير