تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا]

ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[21 Apr 2004, 11:11 م]ـ

أبتدئ أولا بتقديم خالص الدعوات للقائمين على هذا الموقع المبارك، مشرفين ومشاركين، عسى الله أن ينفع بكم ويجعلنا وإياكم من الداعين إليه سبحانه على بصيرة، إنه مولى ذلك والقادر عليه.

واسمحوا لي إخوتي رعاكم الله أن أطلب منكم مساعدة أولية، وهي التوصل إلى طريقة إدراج الحواشي السفلية للتعليقات والتخريجات.

ثانيا: ألتمس منكم عدم البخل على أخيكم بالرأي والمشورة. فيما يتعلق بكل موضوع أنوي عرضه إن شاء الله بين أيديكم.

فإليكم الجزء الأول من هذه المحاولة:

توطئة

الحمد لله الذي جعلنا مسلمين، وأشهدَ على وحدانيته العالمين، وارتضى لهم هذا الدين،

وصلى الله وسلم على إمام المرسلين، الرحمةِ المهداةِ، والفراتِ المعينِ، سيدِنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إن الإقامة في بلاد الغرب فتحت أبوابا فقهية جديدة وملحّة، منها ما هو جديد ومنها ما قد تطرق إليه الفقهاء بإيجاز من قبل، ومن هذه المسائل الماسّة والحاقّة مسألة دخول الكافر إلى المسجد في بلاد الغرب، فإن العوامل التي أسهمت في عدم تناولها بالشكل الكافي، أن مقاصد دخول الذمي الذي يعيش في ظل الخلافة الإسلامية إلى المسجد كانت من أجل قضاء وعمل وبناء واجتياز في الغالب، ولأن الإسلام كان معيشا في الحياة اليومية، وشريعته كانت ممكنّا لها، فكان الذمي يتعرف على الإسلام من خلال ممارساته اليومية، ومخالطاته الرتيبة، إذن فهي ليست ذات المقاصد التي تأتي بهم إلى المساجد في هذه الأيام في بلاد الغرب فمنهم من يأتي رغبة منه وتطوعا لكي يتعرف على الإسلام أو للإعلان بشهادة التوحيد راغبا في التحرر من قيود المادية، والخروج من الحيرة العقدية التي فرضتها النظم العلمانية على المستويين الفكراني والممارساتي لها؛ ومنهم من يأتي كمؤسسات إنسانية اجتماعية تطلب مشورة الأئمة والمفكرين الإسلاميين بخصوص المشاكل التي تواجه العائلات المسلمة من قضايا الطلاق وعقوق الأبناء، وجنوحهم إلى الجريمة وغيرها، وكذلك المشاكل التي يواجهها المعلمون والمربّون الغربيون مع أبناء الجالية المسلمة نظرا لاختلاف الشرائع والثقافات والعادات، ولعدم تفهّمهم لهذا التداخل والتمازج، الشيء الذي يجعل العملية التربوية أكثر تعقيدا عندهم؛ أو كصحافة تريد أن تحقق هدف السبق عند الأزمات أو تريد أن تقوم ببرامج موثقة عن أوضاع الإسلام والمسلمين في الغرب، أو كطلبة جامعات ومثقفين اِخصائيين يقومون ببحوث عن الإسلام أو عن جانب منه حسب التخصص والحاجة؛ فلهذا كانت المساجد والمؤسسات والمراكز الإسلامية في الغرب هي المكان الوحيد المَعُوذ به والملتجأ إليه، وكان تواصلنا مع هؤلاء الوافدين إلى هذه المساجد أكثر منا مع غيرهم، فلمّا كثر الكلام هذه الأيام حول دخول الكافر المساجد في الغرب بين مؤيد ومعترض، بات تبيين الحكم الشرعي فيها ضرورةً، وتوضيحُه نبراساً يستضاء به في المسار الدعوي في الغرب كذلك، مستعينين بالله سبحانه، معززين ذلك بما جاء في كتاب الله وما صح من السنة النبوية المطهرة على فهم علماء الأمة الأثبات. كما سأتطرق بعجالة إن شاء الله إلى موضوع الصحافة والمؤسسات الاجتماعية والتربوية وغيرها فيما يتعلق باستقبالهم والتعاون معهم لخدمة قضايا المغتربين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص؛ ثم أختم بتوصيات ورؤى دعوية على المستوى التطبيقي آنية المدى، تفتح شهية المشتغلين في حقل الدعوة. وهكذا أكون قد جمعت بين الجانبين الفقهي والدعوي. عسى الله أن ينفعني وأحبتي القراء ويوفقنا لما يحبه ويرضاه، إنه نعم المولى ونعم النصير.

[ line]

الباب الأول: دخول الكافر المسجد الحرام

ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة إلى حرمة دخوله المسجد الحرام، وذهب الحنفية إلى أن التحريم خاص بموسم الحج فقط أي عدم تمكينهم من الحج والعمرة.

وسأكتفي بذكر الأدلة في هذا الباب من غيرما نقل لأقوال الفقهاء طلبا للاختصار، بخلاف الباب الذي بعده، لأنه موضوع كتابنا.

1. أدلة الجمهور:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير