[وجهة نظر في (الدراسات العليا)]
ـ[عادل التركي]ــــــــ[11 Aug 2004, 06:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة أعضاء الملتقى المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد:
أعلم أن هذا المنتدى مخصص للقرآن وما يتعلق به من علوم , وأنه يطرح فيه مسائل خاصة بهذا المجال , وهو يضم نخبة من المهتمين بهذه العلوم.
وقد يستنكر البعض طرح مثل هذا الموضوع في ملتقى لأهل التفسير , ولكن ارجوا من المشرف على الموقع وأعضاء ورواد المنتدى أن يسمحوا لي بطرح مثل هذا الموضوع هنا , وذلك لعلمي بأن المشرفين وكثير من الأعضاء وزوار المنتدى هم من حملت الشهادات العليا - دكتوراة وما جستير - أو من طلاب العلم المهتمين بدفع مسيرة العلم في البلاد الإسلامية عموماً , وفي بلادنا خصوصاً.
ولذلك قررت أن أنقل لكم هذا المقال الذي يتحدث عن واقع حملت الشهادات العليا في احدى البلاد العربية , وفيه يتحدث الدكتور عن وجهت نظرة - الخاصة - في الدراسات العليا.
علماً أني لا أوافقه في كل ما ذكر ولكن طرحت الموضوع للنقاش حوله بما ينفع في الرفع من شأن الدراسات العليا , والتنبه لما وقعت فيه تلك الدولة من أخطاء لنستفيد منها ولا نسلك نفس المسار الذي سارت عليه.
عموماً لا أريد أن أطيل عليكم وأترككم مع المقال الذي كان بعنوان: (دراساتنا العليا .. بلا وكسة!!)
" يقولون فى المعجم الوسيط، أن بيع الوكس هو البيع بالخسارة، وحين تعضنا حالات المغص والوكس والتهرب من الزوجات، ندوخ بين الشوارع باحثين عن الخبير الأرخص والأجود، وتصدمنا عشرات من لافتات تشى بأن الدكتور عمر دراسات عليا فى الطب والجراحة، والمحاسب زيد تمهيدى ماجستير فى المحاسبة والضرائب، والمحامية ليلى دراسات عليا فى الشريعة والقانون، وعند التعامل مع حلول الكثير من مشاكلنا تصدمنا عشرات الألقاب بالدكترة والمعلمة لمتنطعين على المقاهى والمكاتب ومواقف السيارات، ويزدحم مجتمعنا بأعداد غفيرة من حملة شهادات دراسات عليا مضروبة، ونظل نعانى من المغص والوكس والتهرب من الزوجات.
الدراسات العليا فى جامعاتنا مشكلة قومية تثير الحزن والأسى، فقد أصبح من السهل على أى عاطل أو شبه عاطل من الجامعيين، تتوفر لديه بعض شروط ورقية ومادية يسهل استيفاء مستنداتها، أن يتقدم بطلب إلى إدارة أى كلية جامعية، ويتم تسجيله طالبا للدراسات العليا ويحتل اسمه رقما جديدا فى قوائم إحصائية تضم آلاف من طلاب العلم الضعفاء، وأسباب ضعف دراساتنا العليا يرجع إلى قصور الأداء فى ثلاث جهات، 1 - فى الأقسام العلمية بالجامعات.
2 - وفى نوعية الطلاب.
3 - وفى الإدارات الحكومية.
القصور فى الأقسام العلمية بالجامعات، يرجع لأن كثيرا من الأقسام ترى أن نشاطها الصورى فى مجال الدراسات العليا يحقق لها وجاهة وظيفية، تتذرع بها للحصول على بعض المال لأعضاء هيئة التدريس فى مجتمع لا يهتم بتحسين الأوضاع المالية لأساتذة الجامعة، فبعض الأقسام لا تعترف بضعف إمكانياتها اللازمة لإنجاز مهمة البحوث العلمية، لذلك نجد أن عضوا بهيئة التدريس قد يكلفه القسم العلمى بتدريس خمسة مواد مختلفة لطلاب الدراسات العليا، مما يتعارض مع الإمكانات الطبيعية والعلمية لأى أستاذ، وفى النهاية يحط فى رأس طلاب الدراسات العليا خواء ثقافى لانشغال الأساتذة بتحقيق أسباب الحياة المادية وقلة حيلتهم فى دفع تخلف أساليب الإدارة فى التخطيط والمتابعة، وفى المحصلة يسرى بين الجميع تخلف حضارى يخلط بين متطلبات الحفظ والفهم والبحث والتلقين.
والقصور فى نوعية طلاب الدراسات العليا، يرجع إلى أن قليلا منهم معيدون يعينون كنواة لأعضاء هيئة التدريس فى الجامعة، وفئة المعيدين فى الجامعات ومراكز البحوث تضم ندرة من المتفوقين الذين يتم تعينهم بناء على كفاءتهم الشخصية، وتضم وفرة من الضعفاء الذين يرجع وجودهم إلى فساد حسابات ذوى سلطة يتصدون لتعيين الضعفاء من أقاربهم وتابعيهم، أما الغالبية العظمى من طلاب الدراسات العليا فهم بشر عاطلون عن العمل، فتيات ينتظرن الزواج فى مجتمع تهرأت فيه معايير الزواج ليضم أكثر من ثلاثة ملايين فتاة عانس تجاوزن حاجز الثلاثين من العمر، وشباب لا يجدون منافذ للسفر أو العمل أو الخدمة العامة مدفوعة الأجر، وموظفون ذوى عيال يتقاضون مرتبات اقرب ما تكون إلى إعانات البطالة، يحترفون الهروب من وطأة ظروف العمل طمعا فى التغيير أو تفاخرا بالأمل فى ذلك التغيير، وهكذا تصبح الأرضية النفسية لغالبية طلاب الدراسات العليا، مبنية على خواء فكرى شديد، لا يشعرون بالأمان نحو المستقبل، ينحشرون فى طابور مزدحم من بطالة العلم والعلماء، ويتدافع الجميع نحو فساد قيم البحث ومصادرة الطموح.
والقصور فى أداء الإدارات الحكومية، يرجع لأن كثيرا من المديرين يعانون من آثار البطالة المقنعة على إداراتهم، فيميلون للتخلص من أى عدد ممكن من الموظفين العاطلين، ليقوموا بجمع أوراق أية شهادات علمية أو دورات تدريبية، يخضع كثير منها لكل أساليب التدليس والخداع فى التخطيط والتنفيذ، تلك الإدارات الحكومية تخدع نفسها وتخدع موظفيها، وتضيع الموارد البشرية للمجتمع، فبحكم الجهل أو الكسل أو الإحباط، لا تضع تلك الإدارات خططا علمية لتدريب العاملين وتحسين جودة إنتاجهم، ولا تفرق بين بحوث العلمية تمهد للتعامل مع المستقبل، وبين دورات وظيفية ترفع تكنولوجية الأداء.
وأخيرا فالدراسات العليا فى بلادنا - والكلام مازال للكاتب - مصيبة تنخر فى عقل مجتمعنا، تحتاج إلى دراسات علمية جادة، تسعى لأن ترفع عن كاهل الأساتذة والطلاب والمجتمع ما يحط على الرؤوس من تفتيت للموارد البشرية، ويعتمل فى النفوس من تشدق بالألقاب وتسريب حيثيات الإبداع والتخصص العلمى0
د. ياسر العدل" أ. هـ
هذا رأي د / ياسر - وكما سبق وقلت أنا لا أوافقه في كل مايقول - فما هو رأيك أنت , فالموضوع كله (وجهة نظر).
¥