الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هم، والمتعصبون من الطرفين، والمراهنة في ذلك، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات، وغير محرمات بل مكروهات، ومن المحرمات التي فيها تحريمه ثابت بالإجماع، وبالنصوص الشرعية، وذلك من وجوه:
أحدها: المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".
...... هذه الأقوال فيها من وصف المردان، وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع، وقد نهى الله عنه، وتنهى عن الصبر، وقد أمر الله به، وتفتن الحي، وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".
وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان؟ مع كثرة الفجور، وظهور الفواحش، وقلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله، ولرسوله، ولدينه، ويدعون إلى ما نهى الله عنه، ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ...
مجموع الفتاوي 32/ 249 - 251.
================
(1) تقدم أنه قال عنه: حديث منكر.
(2) في مجموع الفتاوي 28/ 370 تفصيل للقصة، ويبدوا أن هنا سقط، والله أعلم.
ـ[إمداد]ــــــــ[07 Mar 2005, 02:27 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع الله بك
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 May 2005, 12:35 ص]ـ
أخي إمداد وأنت جزاك الله خيرا
[السلام عليه]
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية 1/ 357:
ويجوز السلام على الصبيان تأديبا لهم، وهذا معنى كلام ابن عقيل. وذكر القاضي في المجرد، وصاحب عيون المسائل فيها، والشيخ عبد القادر أنه: يستحب،
وذكره [النووي] في شرح مسلم إجماعا.
قال الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] فأما الحدث الوضيء فلم يستثنوه، وفيه نظر.
وهو كما قال. اهـ.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[17 May 2005, 12:45 ص]ـ
فائدة
قال في الشرح الكبير20/ 57
ومعنى الشهوة أن يتلذذ بالنظر إليه.
ونحوه في المبدع 7/ 12، والإنصاف 20/ 58، والإقناع 3/ 300.
وقال القناوي الصوفي فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة:
أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة، وهو حرام بإجماع،
قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر، والمحبة، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين.
ونحوه في مغني المحتاج 3/ 131.