والآية تدل على شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه وأن ذلك قربة عظيمة أمر الله عزوجل بها وجاء ت السنة بذلك أيضا في مواضع مطلقا وفي مواضع مقيدا
بعد الأذان إذا انتهى المؤذن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويقو ل اللهم رب هذه الدعوة التامة وكذا يوم الجمعة وعند الدعاء يحمد ربه ويصلي على الرسول عليه الصلاة والسلام ثم يدعو وذلك من أسباب الإجابة وعند ذكره عليه الصلاة والسلام
ويصلي على أصحابه واتباعه تبعا له عليه الصلاة والسلام كما جاء في السنة.
(وعلى آله وصحبه الذين ساروا في نصرة دينه سيرا حثيثا) هذا هو الواقع فقد نصروا دينه فالصحابة الكرام نصروا دينه وأيدوه وجاهدوا في سبيل الله كسروا كسرى وقصروا قيصر ونصروا دين الله رضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا أتباعهم ورثوا علمهم لهم حق في الصلاة والسلام والدعاء لهم تبعا وقد ساروا على نهج الصحابة في العلم والعمل والتوجيه إلى الخير فلهم منا جزيل الدعاء رحمة الله عليهم وأكرم مثواهم وجزا هم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خيرا
والعلماء ورثه الأنبياء كما جاء في الحديث الشريف من طرق كثيرة (أكرم بهم وارثا وموروثا) فالعلماء هم ورثة الأنبياء ورثوا علمهم فالأنبياء. ما ورثوا دينارا ولا درهما. ما بعثهم الله لجمع الدراهم ولا ليكنزوا الدنيا وإنما بعثوا ليبلغوا رسالات الله ولذلك قال عليه الصلاة والسلام (نحن معا شر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) فالأنبياء لا يورثون لأنهم ما أرسلوا ليجمعوا الدنيا وليس من شأنهم جمع الدنيا وإنما جاءوا ليبلغوا رسالات الله وينفقوا الدنيا للدعوة إلى الله وللتأليف على دين الله
فلهذا ما خلفوه فهو صدقة يقوم ولي الأمر بعدهم بتصريفه في وجوه الخير ونفع المسلمين فالعلماء هم وراثهم كما جاء في الحديث. (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب) وفي لفظ (كفضلي على أدناكم) وقال (والعلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذة أخذ بحظ وافر) فالعلماء وراث الأنبياء في علمهم وتبليغ رسالة الله وإرشاد الناس إلى دين الله فجدير بطالب العلم أن يعنى بهذا الأمر وأن يكون له فيه اجتهاد كامل وحرص عظيم ليحصل تركة الأنبياء ليرثوا الأنبياء بالعلم
ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه خرج ذات يوم إلى السوق وقال للناس أنتم هاهنا وتركة النبي صلى الله عليه وسلم تقسم في المسجد فذهب الناس إلى ذلك لينظروا فإذا هي حلقات العلم فقالوا لهم هذه تركة محمد عليه الصلاة والسلام هذا أرثه هو العلم النافع والتوجيه إلى الخير والنشر لدين الله من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام
ولذا قال المؤلف (أكرم بهم وارثا وموروثا) وارثا وهم العلماء وموروثا وهو محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة.
ثم بين رحمه الله أنه ألف هذا الكتاب المختصر وهو بلوغ المرام وهو كما قال المؤلف مختصر حذف أسانيده ولم يكثر المتون ويبلغ عددها ألفا وخمسمائة تقريبا ما بين حديث مطول وما بين حديث مختصر بالإشارة وبالطرف لكنها أمهات في الأحكام محررة مهذبة وهي أصول ينبني عليها غيرها من الأدلة الحديثية والأحكام الشرعية.
والحديث: هو كلام النبي صلى الله عليه وسلم و أفعاله وما أقر عليه هو أقواله وأفعاله وتقريراته هذا هو الحديث الشريف.
(للأحكام الشرعية) الأحكام جمع حكم وهو مقتضى الأدلة الشرعية من واجب ومحرم ومكروه ومندوب ومباح فالأحكام الشرعية هي متقضى الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله يقال له الأحكام.
وهي أقسام خمسة:
الواجب والمحرم والمكروه والمندوب والمستحب والمباح ويضاف إليها صحة العقود وبطلانها.
كلها أحكام أخذت من الأدلة الشرعية ودلت عليها الأدلة الشرعية فالحكم تقضى
الدليل من إيجاب شئ أو تحريمه أو كراهته أو استحبابه أو إباحته أو صحته أو بطلانه.
(حررته تحريرا بالغا أي تاما قد بالغ فيه ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا تحريرا بالغا أي مبالغا من صحة الحديث أو ضعفه أو ما فيه من علة قد اعتنى رحمه الله بهذا عناية تامة.
أي في العلم والفضل من اعتنى به وحفظه نبغ في العلم والفضل على زملائه الذين لم يعنوا كعنايته
(وليستعين به الطالب المبتدي ولا يستغني عنه الراغب المنتهي)
¥