تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

به حاله، وهما في هذه الجهة متفاضلان، بحسب تفاضل المعنى المقصود بالكلامين. اهـ، وكلام الشيخ عز الدين (الذي نقله الزركشي رحمه الله)، يؤيد كلام ابن تيمية السابق، حيث قال: كلام الله في الله أفضل من كلام الله في غيره، فـ (قل هو الله أحد)، أفضل من (تبت يدا أبي لهب)، وعلى ذلك بنى الغزالي كتابه المسمى "جواهر القرآن"، وقد اختار القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله، هذا الرأي، واستدل بحديث: (إني لأعلمك سورة هي أعظم السور في القرآن، قال: (الحمد لله رب العالمين)، وحديث أبي بن كعب رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي آية في كتاب الله أعظم؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبي، أتدري أي آية في كتاب الله أعظم؟ قال: قلت: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)، قال: فضرب في صدري وقال: ليهنك العلم أبا المنذر، ومن مجموع هذه الآراء يتبين رجحان هذا القول، والله أعلم.

ولكني، للأمانة العلمية، أنقل رد أحد المخالفين، وهو القاضي شمس الدين الخويي، كما ذكره الزركشي رحمه الله، حيث قال: كلام الله أبلغ من كلام المخلوقين، وهل يجوز أن يقال بعض كلامه أبلغ من بعض؟، جوزه بعضهم لقصور نظرهم، وينبغي أن يعلم أن معنى قول القائل: هذا الكلام أبلغ من هذا الكلام، أن هذا في موضعه له حسن ولطف، وذاك في موضعه له حسن ولطف، وهذا الحسن في موضعه أكمل من ذاك في موضعه، فإن من قال: إن (قل هو الله أحد) أبلغ من (تبت يدا أبي لهب وتب) يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب، وبين التوحيد والدعاء على الكافرين، وذلك غير صحيح، بل ينبغي أن يقال: (تبت يدا أبي لهب وتب) دعاء عليه بالخسران، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه! وكذلك في (قل هو الله أحد)، لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها، فالعالم إذا نظر إلى (تبت يدا أبي لهب وتب) في باب الدعاء بالخسران، ونظر إلى (قل هو الله أحد)، في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول: أحدهما أبلغ من الآخر، وهذا القيد يغفل عنه بعض من لا يكون عنده علم البيان.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jul 2004, 01:40 م]ـ

أخي أبا المنذر وفقك الله

أرجو أن تقارن ما نقلتَه في موضوعك هذا بما سبق أن كتبتُه بنفس العنوان هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=978)

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[20 Jul 2004, 10:19 م]ـ

عجبت لهذا الاختلاف و قد تضافرت الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية على كون آيات القرآن تتفاضل و بعضها أحسن من بعض.

و من شهور قليلة اعترض علينا أحد النصارى بقول الله تعالى: {و ما ننسخ من آية أو ننساها نأت بخير منها أو مثلها} لأنه يدل - من وجهة نظره - أن بعض كلام الله ليس حسنًا و أن هناك ما هو أحسن منه و كان ردي هو الآتي:

ثانياً. . كون الله ينسخ آية بأحسن منها لا إشكال فيه؛ فنحن نؤمن بأن كل كلام الله حسن و أحسن من كلام البشر و لكن بعض كلامه أحسن من بعض: فلدينا أن التوراة و القرآن أحسن من سائر كتب الله و القرآن أحسن من سائر الكتب بما فيها التوراة و حتى في القرآن لدينا أن السور تتفاضل فسورة تعادل ربع القرآن و أخرى تعادل ثلثه و هكذا ... و سورة الفاتحة أفضل سورة في القرآن فهي أفضل و أحسن كلام الله.

و كل هذا في إطار أن كلام الله كله حسن و أحسن من كلام البشر.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير