"فمن أراد السلامة فليتجنب هذه الخزعبلات كلها وأن لا يتعبد إلا بما هو أعلى صحة وأقوى سندا كحديث الصحيحين وغيرهما والله الموفق إذا فهمت هذا فاعلم أن الصلوات البكرية والدرديرية والميرغنية كلها مخترعات ومبتدعات "
ثم سرد بعض الكتب التى انحرفت في ذلك وشدد النكارة عليها.
وختم حديثه عن تلك الأقوال البدعية بقوله: " فاعلم أنه حدث في الدين وشرع لم يأذن به الله فلا تتعبد أخي أصلا إلا بكل ما يتعبد به محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا تلتفت إلى ما لم يخرج من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلا فلست محبا له ولا متبعا لما جاءك به ولا مطيعا لربك في قوله) وما آتاكم الرسول فخذوه (وقوله) واتبعوه لعلكم تهتدون (ولا تكونن آمنا من أن يكون لك نصيب من آية) فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم (قال الإمام أبو بكر ابن العربي في شرحه على الترمذي
حذار حذار من أن يلتفت أحد إلى ما ذكره ابن أبي زيد فيزيد في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وارحم محمداً فإنه قريب من بدعة لأن النبي عليه السلام علم الصلاة بالوحي فالزيادة فيها استقصار له واستدراك عليه ولا يجوز أن يزد على النبي عليه السلام حرف أ ه وقال الإمام النووي في الأذكار ما حاصله وأما زيادة وارحم محمداً وآل محمد فهذا بدعة لا أصل لها قال وقد بالغ الإمام أبو بكر بن العربي في إنكار ذلك وتخطئة ابن أبي زيد في ذلك وتجهيل فاعله أ ه فهذه زيادة خفيفة لا تساوي عشر معشار الزيادات التي زادوها وألفوا فيها ألوف المجلدات العديدة ومع هذا فقد أنكروا عليها أشد إنكار فكيف إذا رأوا ما حدث وعم وطم وصارت السنة بجانبه نسياً منسياً وشيئاً لا يذكر إلا في بطون كتب السنن فلا حول ولا قوة إلا بالله فيا عباد الله إن الزيادة على تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة ضلالة لا تقربكم من الله بل تبعدكم عن دار كرامته ورضوانه لأنه سبحانه لا يعبد إلا بما شرع لا بالمحدثات والبدع يا عباد الله أتظنون أن ما ألفه لكم شيوخكم من الصلاة والتسليم أفضل مما خرج من فم المعصوم صلى الله عليه وسلم لا شك أنه كذلك عندكم وإلا فلماذا لا تصلون على النبي بما ورد في الصحاح والسنن بل لا تعرفونه بالكلية أفضلتم مشائخكم على نبيكم الذي لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعه و لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتم نبيكم لضللتم يا عباد الله اذكروا قوله تعالى) فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (فكروا في والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به
اعلموا عباد الله أنكم لو حفظتم لفظا واحداً مما في الصحاح أو السنن فصليتم به على النبي صلى الله عليه وسلم طول حياتكم واستغنيتم به عن جميع ما ألفه الناس لأثابكم الله أجراً عظيما وهذا مما لا يشك فيه إنسان ولو أعرضتم بل وحرقتم الدلائل وجميع كتب الصلوات المؤلفة ونسفتموها في اليم نسفا لما حصل لكم أدنى عقاب من الله وهل يعاقبكم الله على العمل بالسنن وترك البدع كلا والله" أهـ بتصرف (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع البخاري في كتاب تفسير القرآن باب قول الله (إن الله وملائكته يصلون على النبي) (4/ 1802) , ومسلم كتاب الصلاة باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد (1/ 305/406)
وجميع روايات الكتب السته والموطأ متفقة تقريباً كلها مع هذه الرواية وفي بعضها زيادة (في العالمين).
(2) طبعت دار الفكر تحقيق محمد خليل هراس.
(3) انظر السنن والمبتدعات , محمد عبد السلام خضر الشقيري , (ص 226 - 248).
ـ[هداية]ــــــــ[15 Aug 2004, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللإفادة وجعلها في ميزان حسناتك لقد انتفعت بها وأزالت ما كان البعض يحاول اقناعنا به
ثم إني لم اقصد الإشتراط على من يرد على هذا الموضوع ولكنني أحسب أن غالبية أعضاء المنتدى من طلبة العلم وأهله والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحدا .... وجزاك الله كل خير مرة أخرى