تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نزلت في جد بن قيس المنافق وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهز لغزوة تبوك قال له: يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء فقال: يا رسول الله لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء وأني خشيت إن رأيت بنات الأصفر أن لا أصبر عنهن فلا تفتني بهن وائذن لي في القعود عنك وأعينك بمالي فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: قد أذنت لك فأنزل الله هذه الآية فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني سلمة وكان الجد منهم: من سيدكم يا بني سلمة قالوا: الجد بن قيس غير أنه بخيل جبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوأ من البخل بل سيدكم الأبيض الفتى الجعد بشر بن البراء بن معرور فقال وَقالَ رَسولُ اللهِ وَالحَقُّ لاحِقٌ بِمَّن قالَ مِنا مَن تَعُدّونَ سَيّدا فَقُلنا لَهُ جَدُّ ِبنُ قَيسٍ عَلى الَّذي نُبَخِّلُهُ فينا وَإِن كانَ أَنكَدا فَقالَ وَأَيُّ الداءِ أَدوى مِنَ الَّذي رَمَيتُم بِهِ جَدّاً وَعالى بِها يَدا وَسُوِّدَ بِشرُ ِبنُ البَراءِ بِجُودِهِ وُحُقَّ لِبِشرٍ ذِى النَدا أَن يُسَوَّدا إِذا ما أَتاهُ الوَفدُ أَنهَبَ مالَهُ وَقالَ خُذوهُ إِنَّهُ عائِدٌ غَدا وما بعد هذه الآية كلها للمنافقين إلى قوله تعالى {إِنَّما الصَدَقاتُ لِلفُقراءِ} الآية.

قوله تعالى {وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ} الآية.

أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال: حدثنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم قسماً إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج فقال أعدل فينا يا رسول الله فقال: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل فنزلت {وَمِنهُم مَن يَلمِزُكَ في الصَدَقاتِ} الآية.

رواه البخاري عن عبيد بن محمد عن هشام عن معمر.

وقال الكلبي: نزلت في المؤلفة قلوبهم وهم المنافقون قال رجل يقال له أبو الخواصر للنبي عليه قوله تعالى {وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ وَيَقولونَ هُوَ أُذُنٌ} الآية.

نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول ويقولون ما لا ينبغي قال بعضهم: لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا فقال الجلاس بن سويد نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول فإنما محمد أذن سامعة فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال محمد بن إسحاق بن يسار وغيره نزلت في رجل من المنافقين يقال نبتل بن الحارث وكان رجلاً أذلم أحمر العينين أسفع الخدين مشوه الخلقة وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر الشيطان فلينظر إلى نبتل بن الحارث وكان ينم حديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنافقين فقيل له: لا تفعل فقال: إنما محمد أذن من حدثه شيئاً صدقه نقول ما شئنا ثم نأتيه فنحلف له فيصدقنا فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وقال السدي: اجتمع ناس من المنافقين فيهم جلاس بن سويد بن الصامت ووديعة بن ثابت فأرادوا أن يقعوا في النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم غلام من الأنصار يدعى عامر بن قيس فحقروه فتكلموا وقالوا: لئن كان ما يقوله محمداً حقاً لنحن أشر من الحمير ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فدعاهم فسألهم فحلفوا أن عامراً كاذب وحلف عامر أنهم كذبة وقال: اللهم لا تفرق بيننا حتى تبين صدق الصادق من كذب الكاذب فنزلت فيهم {وَمِنهُم الَّذينَ يُؤذونَ النَبِيَّ} ونزل قوله {يَحلِفونَ بِاللهِ لَكُم لِيُرضوكُم}.

قوله تعالى {يَحذَرُ المُنافِقونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سُورةً تُنَبِّئُهُم} الآية.

قال السدي: قال بعض المنافقين: والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة جلدة ولا ينزل فينا شيء يفضحنا فأنزل الله هذه الآية.

وقال مجاهد: كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون عسى الله أن لا يفشي علينا سرنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير