تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:15 م]ـ

قال أبو نعيم في الحلية 9/ 146:

حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر قال: سمعت أبا القاسم الزيات يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي يقول: .. ما رفعت أحدا فوق منزلته إلا وضع مني بمقدار ما رفعت منه.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:16 م]ـ

قال القاضي الأديب الحسن الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص251:

أخبرني أبي، أن القاسم بن نصر المخرمي حدثهم، قال: سمعت علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش، فجمعتها، فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن، فسلمت عليه، فقال: هات يا علي ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا!

قال: فغضب، فقال: هذا كلام أهل العلم، ومن يضبط العلم، ومن يحيط به؟!

مثلك يتكلم بهذا؟!

أمعك شيء تكتب فيه؟

قلت: نعم.

قال: اكتب.

قلت: ذاكرني فلعله عندي!

قال: اكتب لست أملي عليك إلا ما ليس عندك.

قال: فأملى علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا!

، ثم قال: لا تَعُدْ.

قلت: لا أعود، قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب، فقال: امض بنا إلى عبد الرحمن، حتى أفضحه اليوم في المناسك!

قال علي: ـ وكان سليمان من أعلم أصحابنا بالحج ـ قال: فذهبنا، فدخلنا عليه، فسلمنا، وجلسنا بين يديه، فقال: هاتا ما عندكما، وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة.

قال: نعم، ما أحد يفيدنا في الحج شيئا!، فأقبل عليه بمثل ما أقبل عليَّ،

ثم قال: يا سليمان، ما تقول في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت، فوقع على أهله؟

فاندفع سليمان فروى" يتفرقان حيث اجتمعا ويجتمعان حيث تفرقا"

قال اروِ، ومتى يجتمعان؟ ومتى يفترقان؟

قال: فسكت سليمان.

فقال: اكتب، وأقبل يلقي عليه المسائل، ويملي عليه، حتى كتبنا ثلاثين مسألة، في كل مسألة يروي الحديث، والحديثين، ويقول: سألت مالكا، وسألت سفيان، وعبيدالله بن الحسن.

قال: فلما قمت، قال: لا تعد ثانيا تقول [مثل] (1) ما قلت.

فقمنا، وخرجنا، قال فأقبل عليَّ سليمان، فقال: أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟!

كأنه كان قاعدا معهم سمعت مالكا، وسفيان، وعبيد الله.اهـ.

قلت: وأخرجه من طريقة الخطيب في الجامع 2/ 417، والتاريخ 10/ 245.

والإمام عبدالرحمن بن مهدي من أكابر علماء هذه الأمة في الفقه، والحديث، ومن العباد الورعين، والأئمة الصادقين، والعلماء العاملين، تخرج عليه الأئمة الكبار كيحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وأبي حفص الفلاس، وإسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة، وطبقتهم.

وسليمان ـ أظنه ـ ابن حرب الإمام الثقة الأزدي البصري قاضي مكة.


(1) زيادة من الجامع للخطيب.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:17 م]ـ
قال الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 415:
أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن إسحاق بن بنخاب الطيبي، والحسن بن علي بن زياد، نا أبو نعيم ضرار بن صرد، نا عبد العزيز بن أبي حازم قال: قال أبي:" كان الناس فيما مضى من الزمان الأول إذا لقي الرجل من هو أعلم منه قال: اليومَ يومُ غُنمي، فيتعلم منه،
وإذا لقي من هو مثله قال: اليوم يوم مذاكرتي، فيذاكره،
وإذا لقي من هو دونه علمه، ولم يَزهُ عليه.
قال: حتى صار هذا الزمان، فصار الرجل يعيب من فوقه ابتغاء أن ينقطع منه، حتى لا يرى الناس أن له إليه حاجة!
وإذا لقي من هو مثله لم يذاكره، فهلك الناس عند ذلك. اهـ
- تجد نحو هذا الكلام عن الخليل بن أحمد في جامع بيان العلم لابن عبد البر 1/ 133.
وذكره الإمام عبد الرحمن بن مهدي كما في ترجمته من الحلية.

وأبو حازم هو: سلمة بن دينار الأعرج من صغار التابعين ثقة من الزهاد تولى قضاء المدينة، قال ابن خزيمة ثقة لم يكن في زمانه مثله.
- رحم الله أبا حازم قال هذا في زمانه! فكيف لو رآى ما نحن فيه؟!.

ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Feb 2005, 02:19 م]ـ
قال أبو نعيم في حلية الأولياء 9/ 12:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عبدالرحمن بن محمد، ثنا عبدالرحمن بن عمر، حدثني يحيى بن عبدالرحمن بن مهدي: أن أباه قام ليلة ـ وكان يُحيي الليل كله ـ، فلما طلع الفجر رمى بنفسه على الفراش، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس، فقال: هذا مما جنى علي هذا الفراش، فجعل على نفسه أن لا يجعل بينه وبين الأرض وجلده شيئا شهرين، فقرح فخذاه جميعا. اهـ. (1)
رحمه الله من إمام عظيم، هكذا كان سلفنا الصالح في الاجتهاد في العبادة، ومحاسبة النفس عند أدنى خلل، فزكت نفوسهم، وطاب، وبقي ذكرهم ...
فياليت شعري: كم من الأخيار، وطلبة العلم اليوم من يتخلف عن صلاة الفجر مرارا، وتكرارا، مع أنه لم يحيي الليل، ولا عشره، بل ولا عشر عشره!
ثم أتراه بعد ذلك يتألم؟ أتراه يحزن؟ أتراه يحاسب نفسه لئلا تعود!!
لا أظن ... إلا من رحم ربي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير