تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

7 - أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد، نا أحمد بن شعيب، أنا عمرو بن يزيد البصري، نا سيف بن عبيد الله، قال: وكان ثقة، عن سلمة بن عيار، عن سعيد بن عبد العزيز، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: قلنا: يا رسول الله، هل نرى ربنا؟، قال: «هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها؟»، قلنا: نعم يا رسول الله. قال: «فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاصر ربه محاصرة، يقول: عبدي، هل تعرف ذنب كذا وكذا؟، فيقول: رب، ألم تغفر لي؟، فيقول: بمغفرتي صرت إلى هذا»

8 - أنا أبو مروان عبد الملك بن فخر بن شاذان المكي إملاء في صفر من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، نا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، نا يعقوب بن محمد الزهري، نا عبد الرحمن بن المغيرة بن عبد الرحمن، نا عبد الرحمن بن عياش الأنصاري ثم السمعي، عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب، عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق. قال: فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب. قال: فصلينا معه صلاة الغداة، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: «يا أيها الناس إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام إلا لأسمعكم اليوم». وذكر الحديث بطوله، وقال فيه: قلت: يا رسول الله، كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والسباع والبلاء؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء (1) الله، الأرض أشرفت عليها وهي في مدرة (2) بالية، فقلت: لا تحيا أبدا، ثم أرسل الله عليها السماء، فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها، فإذا هي شربة واحدة، ولعمرو إلهك لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض، فتخرجون من الأصواء ومن مصارعكم، فتنظرون إليه ساعة وينظر إليكم». قال: قلت: يا رسول الله، كيف وهو شخص واحد ونحن ملء الأرض، ننظر إليه وهو ينظر إلينا؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر، إنهما صغيران وترونهما في ساعة واحدة وتريانكم، ولا تضامون (3) في رؤيتهما، ولعمرو إلهك لهو على أن يراكم وترونه أقدر منها على أن يرياكم وتروهما» وذكر بطوله


(1) آلاء: نعم الله تعالى وفضله على خلقه
(2) المدرة: القطعة من الطين اللزج المتماسك، وما يصنع منه مثل اللَّبِنِ والبيوت وهو بخلاف وبر الخيام
(3) لا تضامون: لا ينالكم ضيم أي تعب أو ظلم
9 - نا أبو القاسم سليمان بن داود بن سليمان البزار العسكري إملاء في مسجده بالعسكر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، نا أبو يزيد، يعني القراطيسي، نا أسد بن موسى، نا يعقوب بن إبراهيم، أنا صالح بن حيان، عن عبد الله بن بريدة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «أتاني جبريل بمثل المرآة، فقلت: ما هذه؟ فقال: الجمعة، وأرسلني الله عز وجل بها إليك، وهو عندنا سيد الأيام، وهو عندنا يوم المزيد، إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض، فإذا كان يوم الجمعة نزل عن كرسيه، ونزل معه النبيون والصديقون والشهداء، ثم حفت بالكرسي منابر من ذهب مكللة بالزبرجد، واللؤلؤ والياقوت، فجلس عليها النبيون والصديقون والشهداء، ونزل أهل الغرف على كثيب من المسك الأبيض، فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى، فينظرون إلى وجهه تبارك وتعالى، قال: ألست الذي صدقتكم وعدي؟، قالوا: بلى ربنا. قال: ألست الذي أتممت عليكم نعمتي؟، قالوا: بلى ربنا. قال: هذا محل وعدي فاسألوني. قالوا: نسألك الرضا. قال: رضاي أحلكم داري، وأشهدكم على الرضا عنكم - فأشهدهم على الرضا عنهم - فاسألوني. فسألوا حتى انتهت رغبتهم، فأعطاهم ما لم يخطر على قلب بشر، ولم تره عين، ثم ارتفع على كرسيه جل وعز، وارتفع أهل الغرف إلى غرفهم في خيمة بيضاء من لؤلؤة، لا فصم فيها ولا نظام، أو في خيمة من ياقوتة (1) حمراء، أو في خيمة من زبرجدة (2) خضراء، فيها أبوابها، ومنها غرفها، مطرد فيها أنهارها، مذلل فيها ثمارها، فيها خدمها وأزواجها، فليسوا إلى شيء أشد شوقا وأشد تطلعا منهم إلى يوم القيامة؛ لينزل إليهم ربهم عز وجل؛ ليزدادوا إليه نظرا، وعليه كرامة؛ فلذلك يدعى
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير