تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأول الذي أورده المحب الطبري: عن أبي رافع قال: كان أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة، وكان يصنع الأرحاء، وكان المغيرة كل يوم يستغله أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر فقال: يا أمير المؤمنين، إن المغيرة قد أثقل عليَّ غلَّتي، فكلمه يخفف عني، فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك، فغضب العبد وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر على قتله فاصطنع خنجراً له رأسان وسمَّه، ثم أتى به الهرمزان؛ فقال: كيف ترى هذا؟ قال: أرى أنك لا تضرب بهذا أحداً إلا قتلته. قال: وتحين أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنه في صلاة الغداة حتى قام وراء عمر. وكان عمر إذا اقيمت الصلاة يقول: أقيموا صفوفكم فقال كما كان يقول، فلما كَبَّر، وجأه أبو لؤلؤة في كتفه، ووجأه في خاصرته، فسقط عمر رضي الله عنه. وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلاً هلك منهم سبعة، وحمل عمر رضي الله عنه فَذُهِبَ به إلى منزله وماج الناس حتى كادت الشمس تطلع، فنادى الناسَ عبدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه: يا أيها الناس الصلاة، الصلاة. ففزعوا إلى الصلاة. فتقدم عبد الرحمن ابن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن. فلما قضى صلاته توجهوا إلى عمر رضي الله عنه فدعا عمر رضي الله عنه بشراب لينظر ما قدر جرحه، فأتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه فلم يُدْرَ أنبيذ هو أم دم. فدعا بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا: لا بأس عليك يا أمير المؤمنين، قال: إن يكن القتل ثابتاً فقد قتلت. فجعل الناس يثنون عليه يقولون: جزاك الله خيراً يا أمير المؤمنين كنت .... ثم ينصرفون ويجئ آخرون؛ فيثنون عليه فقال: أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها كفافاً! لا على، ولا لي. وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي. فتكلم عبد الله بن عباس ـ وكان عند رأسه وكان خليطه كأنه من أهله؛ وكان ابن عباس يقرئه القرآن؛ فقال: لا والله لا تخرج منها كفافاً، فقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحبته وهو عنك راض بخير، ما صحبه صاحب. وكنت له، وكنت له، وكنت له، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض. ثم صحبت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت تنفذ أمره، وكنت له، وكنت له، ثم وليتها يا أمير المؤمنين أنت؛ فوليتها بخير، وما وليها والٍ كنت تفعل، وكنت تفعل، فكان عمر يستريح إلى حديث ابن عباس. قال له عمر: يا ابن عباس كرر إليَّ حديثك فكرر عليه؛ فقال عمر: وأما واللهُ علام تقول. لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به اليوم من هول المطلع، قد جعلتها شورى في ستة؛ عثمان، وعلي، وطلحة بن عبيد الله، والزبير وعبد الرحمن ابن عوف، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيراً وليسن منهم وأجلهم ثلاثاً، وأمر صهيباً أن يصلي بالناس رحمة الله عليهم ـ (خرجه أبو حاتم) [الرياض النضرة (2/ 349 ـــ 350)].

? ثم قال المحب الطبري ـ رحمة الله ـ: (قال ابن إسحاق: كانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال وكان يحج بالناس كل عام غير سنتين متواليتين.

واختلف في سنه يوم مات رضي الله عنه: فقيل ثلاث وستون سنة؛ كسن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه روي ذلك عن معاوية رضي الله عنه، والشعبي. وقيل خمسة وخمسون روي ذلك عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: وقال الزهري: أربع وخمسون، ذكر جميع ذلك أبو عمر، والحافظ السُلَفي، وغيرهما) [الرياض النضرة (2/ 357)].

رضي الله عن سيدنا الفارق عمر بن الخطاب وزيراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه خليفة للمسلمين، ورضي الله عنه صاحباً لرسوله صلى الله عليه وسلم وصهراً، ورضي الله عنه مبشراُ بالجنة وشهيدا في محراب مسجد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم

ومن الهداة المهديين، والدعاة لدين الله المخلصين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير