تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور .. والصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المصير.

عباد الله .. الإجازة ليست كما يظن بعض الناس مضيعةً للأوقات، وليست فرصةً للمعاصي والمنكرات، فما دمنا نأكلُ من رزق الله، ونمشي على أرضه، ونستظلُ بسمائه، ونستنشقُ من هواءه، فلا ينبغي لنا أن نعصيه طرفة عين.

ذكر ابن قدامة في كتاب التوابين عن يوسف بن الحسين قال: كنت مع " ذي النون المصري " على شاطئ غدير، فنظرت إلى عقرب عظيمة على شط الغدير واقفة، فإذا بضفدع قد خرجت من الغدير، فركبتها العقرب فجعلت الضفدع تسبح حتى عبرت الغدير.

قال ذو النون: إن لهذه العقرب لشأناً، فامض بنا نتبعُها.

فجعلنا نتبع أثرها، فإذا رجل نائم سكران .. !! وإذا حية سامة قد جاءت فصعدت من ناحية سرته إلى صدره وهي تطلب أذنه، فتمكنت العقرب من الحية السامة فضربتها، فانقلبت الحية وهربت!! ورجعت العقرب إلى الغدير، فجاءت الضفدع فركبتها فعبرت.

فحرّك ذو النون الرجل النائم ففتح عينيه، فقال: يا فتى، انظر مما نجّاك الله!! هذه العقرب أرسلها الله إليك، فقتلت هذه الحية التي أرادتك بسوء!! ثم أنشد ذو النون يقول:

يا غافلا ً والجليل يحرسهُ من كل سوء يدب في الظلمِ

كيف تنام العيون عن ملكٍ تأتيه منه فوائد النعمِ

فنهض الشاب وقال: " إلهي ومولاي: هذا فعلك بمن عصاك!! فكيف رفقك ورحمتك بمن يطيعك .. ؟!! "

ثم ولى ذاهبا ً، فقلت: إلى أين؟؟ فقال: إلى بيوت الله وإلى طاعة الله!!.

فالله الله أيها الأحبة في أن نشكر الله تعالى على نعمه العظيمة التي لا تحصى .. وأن نسخرها في ما يحبه ويرضاه.

وإذا أردنا أن تستفيد من الإجازة، ونكون فيها من الفائزين، فلا بد أن نحقق أمرين:

1) أن نستشعر قيمة الوقت، وأن له شأناً عند الله. وأن هذا الوقت هو رأس مالنا؛ فإن ضيعناه ضاعت حياتنا، وإن حفظناه كنا من السابقين المفلحين.

2) لا بد من التخطيط والتنظيم والبعد عن الفوضى في استغلال الوقت.

بالتخطيط والتنظيم يمكن أن نحول الإجازة إلى فترة إيجابية في حياتنا نجني منها الأجر والفائدة وبناء النفس من جهة، ونجد فيها المتعة والترويح عن النفس من جهة أخرى.

بإمكاننا أن نقوم نحن وأولادنا وأسرنا بمشاريع متنوعة خلال الإجازة، وهذا ما سيأتي بيانه مفصلاً في خطب قادمة بإذن الله تعالى.

ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النعمة المهداة، والرحمة المسداة، محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بذلك فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ..

من موقع المنبر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير