تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فوافق الرجل بخط يده مشكورا، ونشرت الفصل المذكور فى آخر الطبعة الأولى من ذلك الكتاب. إلا أن الطلاب سرعان ما نبهونى مشكورين إلى ما كنت أجهله جَرّاء غيبتى عن البلاد طوال ست سنين فى بلاد جون بول، وهو أن عددا من العلماء والباحثين قد ردوا على ما قاله رشاد خليفة وبينوا أنه لا يصمد أمام البحث العلمى، فطلبت منهم أن يوافونى بذلك فأحضروا بعض تلك الردود، فقرأتها لأجد نفسى وقد حاكت فيها أشياء بعد أن كنت مطمئنا إلى ما قرأته عن ذلك الموضوع من قبل. ولهذا يجدنى القارئ قد حذفت هذا الملحق من كتابى السابق ذكره فى طبعته الثانية. ليس ذلك فقط، بل زادت معرفتى بفكر رشاد خليفة ابن قرية شبرا النملة، التى تبعد عن طنطا فى اتجاه مدينة كفر الزيات بضعة كيلومترات والتى لعبت فيها ذات عصرية مع بعض زملائى مباراة ضد فريقها فى أواسط الستينات حين كنت طالبا فى المرحلة الثانوية. وكانت ثمرة هذه المعرفة، وهى مستمدة من الموقع الذى يحمل اسمه ومن ترجمته البهلوانية للقرآن العزيز، أن كتبت عنه دراستين مطولتين فضحت فيهما انحرافاته وضلالاته والشذوذ الذى تتسم به تلك الترجمة، مما يجده القارئ مع عشرات الكتب والدراسات الأخرى فى موقعى المشباكى، وعنوانه: http://awad.phpnet.us/.

وفى النهاية أحب أن أقول إننى لا أتفق مع كل ما كتبه الدكتور مصطفى، وهذا أمر طبيعى، فليس هناك كاتب أو مفكر يتفق معه جميع الناس فى كل ما كتب، بل الطبيعى أن يكون هناك ولو بعض الاختلاف فى الآراء والأفكار ووجهات النظر. ومن ذلك مثلا ما كتبه عن الشفاعة وتصوُّره أنها تناقض العدل الإلهى وأن القرآن لم يقل بها، مع أن القرآن الكريم قد تحدث عنها فى مواضع متعددة منه، وإن لم ينص بصريح القول على شفاعة النبى عليه السلام بالذات، وهو ما لا يصلح رغم هذا أن نتخذه متكأ لنفى شفاعته صلى الله عليه وسلم لأنه ما دام القرآن قد قرر مبدأ الشفاعة، وإن كان قد علقها على مشيئة الله وإذنه، فهل هناك من يَفْضُله صلى الله عليه وسلم ممن يمكن أن يأذن الله له فيشفع فى بنى البشر ويحرمه هو؟ كما أن الشفاعة لا تناقض العدل الإلهى، إذ لا أظنها ستكون لكل من هب ودب، بل أتصورها ستقوم على قواعد دقيقة. ولعلنى لا أكون مخطئا إذا شبهتها، من باب التقريب ليس إلا، بقواعد الرأفة فى الامتحانات المدرسية والجامعية، إذ لهذه الرأفة قواعد تنظمها، فهى فقط للطلاب الذين اقتربوا من درجة النجاح، لكنهم قصروا قليلا فلم يبلغوها. ويريد المولى سبحانه أن يتم عفوه عن المقصرين على يد خاتم الأنبياء وأكبرهم شأنا، إذ هو صاحب الدين العالمى الوحيد الذى وضع الأسس لحضارة إنسانية تقوم على الإيمان السليم وعلى الخلق الكريم وعلى العلم والتفكير وعلى الذوق الراقى الجميل وعلى السلوك اللائق ببنى الإنسان جميعا، ولا يقتصر على بعض المواعظ التى لا تبنى حضارة ولا تنشئ مجتمعا. ثم ماذا نفعل بالأحاديث النبوية التى تؤكد شفاعته عليه الصلاة والسلام؟ وحتى لو قلنا إن أحاديث الشفاعة لم يصح منها شىء لدى الدكتور مصطفى فإن آيات القرآن تقررها كما قلنا، ولا معنى لاستثناء سيد الرسل بالذات منها. وهذا لو قبلنا أن تكون كل الأحاديث فى هذا الصدد غير صحيحة، وهو أمر مستبعد أشد الاستبعاد. وهناك أمثلة أخرى نكتفى عنها بهذا المثال لأن السياق ليس سياق اختلاف بقدر ما هو سياق تعاطف وتشارك وجدانى، فكلنا نستقل زورقا واحدا فى بحر الحياة اللجى المتلاطم، والزمن دوار، ولسوف يسعدنا إذا ما قُدِّر لنا الوقوع تحت وطأة التعب أن نجد الآخرين يهتمون بنا ويظهرون مشاعرهم الطيبة نحونا. شفى الله الدكتور مصطفى محمود وأسعده. ولقد قلت ذات مرة فى رسالة بعثت بها من الطائف إلى الدكتور صفاء خلوصى حملها له الدكتور يوسف عز الدين حين سافر فى أحد الأصياف من تسعينات القرن الماضى إلى بريطانيا حيث كان يعيش الدكتور خلوصى، الذى بلغنى وقتها أنه مريض: لو كانت لى دعوة مستجابة عند الله لرجوته عز شأنه أن يمحو المرض بكل أنواعه من قاموس الحياة!

[email protected]

http://awad.phpnet.us/

http://www.maktoobblog.com/ibrahim_awad9

http://ibrahimawad.net.tf

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Aug 2008, 07:15 م]ـ

جزاك الله خيرا يا د. إبراهيم.

وأعمال د. مصطفى محمود، شفاه الله، تربى عليها ملايين المسلمين بلا مبالغة (وأنا منهم)، أسأل الله عز جل أن يأجره عليها، وهي من صدقاته الجارية بإذن الله.

وأذكر أنني وأنا صغير السن لم أتجاوز العاشرة، كان والدي رحمه الله (وهو عصامي، كان أمّيا فتعلم القراءة والكتابة وحفظ نصيبا من القرآن) يحثني على الجلوس بجانبه لمشاهدة برنامج (العلم والإيمان). ولا يسمح لي بتفويت حلقة من حلقاته (وكان يفعل نفس الشيء بالنسبة إلى الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، في برنامجه "على مائدة الإفطار").

وأذكر أن جلسات المشاهدة كانت كلها جلسات تسبيح وذكر، نتيجة الانبهار بمخلوقات الله عز وجل. وقد كان هذا الأمر من أكثر الأساليب التربوية التي أثرت في شخصيتي.

ولا أكتمكم أنني منذ وفاة والدي رحمه الله، منذ سنتين، بدأت أهتم باستحضار بعض الذكريات التربوية التي وقفها معي في الصغر حتى أحث نفسي على برّه بعد وفاته.

وأشكركم يا د. إبراهيم أن أتحتم لي تذكر بعض هذه اللحظات من خلال الحديث عن مصطفى محمود.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير