تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(12) وقد جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي – من رواية أبي طالب العشاري ([142]) ما نصّه قال: وقد سُئل عن صفات الله عز وجل وما ينبغي أن يؤمن به , فقال (لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم , أمته لا يسع ([143]) أحداً من خلق الله عز وجل قامت لديه ([144]) الحجة إن القرآن نزل به وصحيح عنده ([145]) قول النبي صلى الله عليه وسلم , فيما روى عنده العدل خلافه ([146]) فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر بالله ([147]) عز وجل , فأما قبل ثبوت الحجة عليه من جهة الخبر فمعذور بالجهل لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالدراية ([148]) والفكر ونحو ذلك أخبار الله عز وجل أنه سميع وأن له يدين بقوله عز وجل (بل يداه مبسوطتان) ([149]) وأن له يميناً بقوله عز وجل (والسموات مطويات بيمينه) ([150]) , وإن له وجهاً بقوله عز وجل (كل شيء هالك إلا وجهه) ([151]) , وقوله (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ([152]) وأن له قدماً بقوله صلى الله عليه وسلم (حتى يضع الرب عز وجل فيها قدمه) ([153]) يعني جهنم لقوله صلى الله عليه وسلم , للذي قتل في سبيل الله عز وجل أنه (لقي الله عز وجل وهو يضحك إليه) ([154]) وأنه يهبط كل ليلة إلى السماء الدنيا بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم , بذلك وأنه ليس بأعور لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الدجال فقال (إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور) ([155]) وإن المؤمنين يرون ربهم عز وجل يوم القيامة بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر وأنه له إصبعاً بقوله صلى الله عليه وسلم (ما من قلب إلا هو بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل) ([156])

وإن ([157]) هذه المعاني التي وصف الله عز وجل بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم , لا يدرك ([158]) حقه ([159]) ذلك بالفكر والدراية ([160]) ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه وإن ([161]) كان الوارد بذلك خبراً يقوم في الفهم مقام المشاهدة في السماع (وجبت الدينونة) ([162]) على سامعه بحقيقته والشهادة عليه كما عاين وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن نثبت ([163]) هذه الصفات وننفي ([164]) التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) ([165]) .. ) ([166]) خر الاعتقاد.

ب- قوله رحمه الله في القدر

(1) أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان , قال (سُئل الشافعي عن القدر فقال:

ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسن

على ذا مننت وهذا خذلت ... وهذا أعنت وذا لم تعن

فمنهم شقي ومنهم سعيد ... ومنهم قبيح ومنهم حسن ([167])

(2) أورد البيهقي في مناقب الشافعي أن الشافعي قال (إن مشيئة العباد هي إلى الله تعالى ولا يشاءون إلا أن يشاء الله ربُّ العالمين , فإن الناس لم يخلقوا أعمالهم وهي خلق من خلق الله تعالى أفعال العباد وإن القدر خيره وشره من الله عز وجل , وإن عذاب القبر حق , ومساءلة القبور حق , والبعث حق , والحساب حق , والجنة والنار حق , وغير ذلك مما جاءت به السُّنن) ([168])

(3) واخرج اللالكائي عن المزني قال (قال الشافعي: تدري ما القدري؟ الذي يقول إن الله لم يخلق الشيء حتى عمل به) ([169])

(4) وأورد البيهقي عن الشافعي حيث قال (القدرية الذين قال رسول الله صلى الله

عليه وسلم (هم مجوس هذه الأمة) ([170]) الذين يقولون إن الله لا يعلم المعاصي حتى تكون) ([171])

(4) وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان عن الشافعي أنه كان يكره الصلاة خلف القدري ([172])

ج – قوله رحمه الله في الإيمان

(1) أخرج ابن عبد البر عن الربيع قال (سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل واعتقاد بالقلب , ألا ترى قول الله عز وجل (وما كان الله ليضيع إيمانكم) ([173]) , يعني صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيماناً وهي قول وعمل وعقد) ([174])

(2) وأخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان قال (سمعت الشافعي يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) ([175])

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير