2. أسباب اجتماعية: وذلك نظراً لانشغال الفكر بأكثر من عمل واحد في نفس الوقت، ولما يتسم به عصرنا من السرعة والتطور في جريان الأحداث، بشكل لايتمكن العقل فيه من استيعاب مجموعة من الأمور في وقت واحد، فنجد أننا نرهق ذاكرتنا بتحميلها فوق طاقتها، حيث نجد أننا قد نسأل شخصًا عن اسمه، ونحن نتحدث مع شخص آخر، وهذا يجعل الذاكرة تهمل أمر تخزين الاسم؛ لانشغالها بأمر آخر.
3. أسباب فسيولوجية: كالإرهاق الجسدي والنفسي اللذان يقللان من قدرة الفرد على استيعاب الأمور؛ وبالتالي عدم القدرة على استرجاعها.
خريطة الطريق.
ومن أكثر الأسئلة التي تراود أذهاننا هي ما الآلية التي تعمل بها ذاكرتنا؟ ونجيبك بأن عملية التذكر تمر بمراحل ثلاث، وهي:
1. مرحلة الانتباه والتركيز: هي المرحلة التي تمر بها المعلومات في الذاكرة، ويتم التركيز عليها، وأخذ الانطباع عنها داخل المخ، والتفكير فيها لفتره من الزمن.
2. مرحلة التخزين والاحتفاظ بالمعلومات: وهي المرحلة التي تخزن فيها المعلومات، وتوضع في الذاكرة، ويتم الاحتفاظ بها داخل المخ.
3. مرحلة الاسترجاع: وهي المرحلة التي يحاول فيها الإنسان أن يستعيد المعلومات، ويسترجعها مرة أخرى بذكرها وإخراجها من الذاكرة إلى خارج المخ.
مفاتيح الكنز.
وإليك الطريق نحو ذاكرة حديدية، من خلال بعض تلك النصائح التي نسوقها لك:
المفتاح الأول: اجعل ذهنك حاضرًا.
1. استرخِ: دائمًا ما يكون التذكر أصعب إذا كنت تشعر بالتوتر أو القلق، خذ نفسًا عميقًا عدة مرات، وأرخِ عضلاتك.
2. انتبه: فالناس بطبعها تنتبه لما يثير اهتمامها، فمثلًا إذا كان عليك أن تتذكر ما تقرأ، حاول أن تجد غرفة للقراءة بعيدة عما يشتت الانتباه.
3. كن قارئًا ناقدًا: فإذا أردت تذكر مادة مكتوبة، فعليك أن تقرأ كل جملة كما يفعل الناقد، بعين تبحث عن أي تضارب أو أخطاء؛ لأن هذا سيمنحك تركيزًا أقوى على ما قرأته من معلومات، وبالتالي تستطيع تذكر ما قرأته بطريقة جيدة.
4. استخدم حواسك: إذا كنت ترغب حقيقة في تذكر شيء ما، استخدم كل ما تستطيع من الحواس، اللمس، والتذوق، والسمع، والبصر، والشم؛ فإن ذلك يساعدك في طبع ما تريد تذكره في ذهنك، فلو ضربنا لك مثلًا بطالب يذاكر بالقراءة، والكتابة، والترديد بصوت عالٍ، فسوف تجد أن معدل تذكره وتحصيله أكثر من طالب آخر يقتصر على القراءة وحدها؛ ذلك لأن الطالب الأول استخدم حاسة السمع والبصر، بينما اقتصر الآخر على حاسة السمع فقط.
المفتاح الثاني: اجعل صحتك البدنية أفضل.
1. اشرب كمية كبيرة من الماء: فإن لنقص الماء في الجسم أثرًا مباشرًا وعميقًا على الذاكرة؛ حيث يمكن للجفاف أن يؤدي إلى تشوش الذهن، ومشاكل التفكير الأخرى.
2. تناول غذاءً صحيًّا: بحيث يتكون من العناصر الغذائية الرئيسة كالبروتينات في اللحوم والبيض، والكربوهيدرات (النشويات) في الخبز، ومادة الكولين في الكبد، وفول الصويا، وبيض السمك؛ فهي تساعد في زيادة مادة الأسيتايل كولين، وهي مادة كميائية في الدماغ هامة جدًا لعمليات التذكر.
3. لا تفرط في تناول الطعام: لا يُحَبَّذْ أن تتناول كميات كبيرة من الطعام قبل بدء التفكير في مهمة ما؛ فامتلاء المعدة يعيق الأداء ويشتت الذهن، بل احرص على تناول وجبات خفيفة فقط.
4. النوم والذاكرة: وللحصول على أفضل أداء للذاكرة، من المهم أن يحصل الدماغ على قدر كاف من النوم والراحة؛ فالدماغ لا ينام أثناء الليل كما يفعل باقي أعضاء الجسم، فهو يقوم بمراجعة وتخزين المعلومات؛ فقلة ساعات النوم لا تؤثر على عمليات تخزين المعلومات في الدماغ أثناء النوم فحسب، بل إنها تؤثر على التعلم خلال ساعات اليقظة أيضًا.
5. الكافيين والذاكرة: في حين أن كمية من الكافيين في القهوة أو الشاي تعد منشطًا خفيفًا، يمكنه أن يبقيك مستيقظًا وقادرًا على الانتباه، إلا أنه يحتمل أيضًا أن يؤدي إلى تأثير سلبي على الذاكرة؛ لأنها تؤدي إلى القلق الذي يؤثر على وظائف الذاكرة.
المفتاح الثالث: احتفظ بما تريد تذكره.
1. احتفظ بدفتر يوميات: إذا كنت تواجه مشكلة في تذكر المواعيد، تأكد من تسجيلها كلها في دفتر اليوميات، وكن منتظمًا على ذلك، واحتفظ بالدفتر في نفس المكان، وسجل كافة المواعيد، واحرص على التأكد من الدفتر بشكل يومي.
¥