تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يوسف بن على بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هديد بن جمخ بن خبا بن مستلمخ بن عكرمة بن خالد - وهو أبو ذؤَيب الهذَلي الذي توفي أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه – فالهذلي، نسبة إلى قبيلة هذيل التي ينحدر منها أصله، فقبيلة هذيل أستوطن بعض بطونها منطقة الزاب بعد الفتح الإسلامي للمغرب العربي كما قال ابن خلدون في تاريخه: (( ... فأما هذيل فهم بنو هذيل بن مدركة، وقد افترقوا في الاسلام على الممالك ولم يبق لهم حى بطرف وبافريقية منهم قبيلة بنواحي باجة يعسكرون مع جند السلطان ويؤدون المغرم)) ثم يضيف قائلا: ((ومواطنهم ما بين تبسة إلى صامتة إلى جبل الزنجار إلى إطار على ساحل تونس وبسائطها ويجاورهم متساحلين إلى ضواحي باجة قبيلة أخرى من هوار يعرفون ببنى سليم ومعهم بطن من عرب نصر من هذيل من مدركة بن الياس جاؤا من مواطنهم بالحجاز مع العرب الهلاليين غد دخولهم إلى المغرب وأوطنوا بهذه الناحية من افريقية واختلطوا بهوارة وحملوا في عدادهم)). (تاريخ ابن خلدون: 6/ 142).

يكنى: أبو الحجاج و أبو القاسم، والبسكري نسبة إلى مدينة بسكرة عروس الزيبان وهي مدينة بالجنوب الجزائري وتعتبر بوابة الصحراء الكبرى من إقليم الزاب الصغير.

مولده ورحلته العجيبة في طلب العلم:

ولد في رمضان سنة ثلاث وأربعمائة (403 هـ) على أصح الأقوال، و لم أجد في كل المصادر التي ترجمت له وطالعتها رغم كثرتها ذكرا لطلبه العلم في صغره، وإنما اتفقت كلها على أنه سافر بعد أن حفظ القرآن الكريم وتعلم العربية و بعض متون الفقه و التوحيد، سنة خمس وعشرين وأربع مائة (425 هـ) في رحلة تعتبر من أشهر و أوسع و أعجب الرحلات التي سُمِعَ بها في طلب القراءات و الحديث الشريف و الرواية فزار ونزل في أكثر من سبعين مدينة لقي فيها ما يربو على الثلاثمائة وستين شيخا، وقد قال عنها و عنه الحافظ ابن الجزري (غاية النهاية في طبقات القراء) صفحة 397 - 398 ترجمة رقم 3929: "وطاف البلاد في طلب القراءات، فلا أعلم أحدا في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ"

وهذه الرحلة الطويلة العجيبة بدأها سنة سنة خمس وعشرين وأربع مائة (425 هـ) و عمره لم بتجاوز الإثنين و عشرين سنة من بسكرة، عاقدا العزم على أن يبلغ بذلك مبلغا لم يسبق اليه، فقدر الله له ذلك وكتب له فكان مما قاله بعد أن بلغ به المطاف أقصى الشرق: " ... ولو علمت أحداً تقدم عليّ في هذه الطبقة في جميع بلاد الإسلام لقصدته".

وقد جمعت الأقاليم و المناطق و المدن التي شملتها هذه الرحلة المباركة فهاكموها:

إفريقية:

- كانت الإنطلاقة من مدينته بسكرة إلى مدينة فاس.

- ومن مدينة فاس إلى القيروان.

- ومن مدينة القيروان إلى طرابلس.

- ومن مدينة طرابلس اتجه الى:

- مصر وقد نزل و زار مدنها التالية:

الاسكندرية، تنيس [جزيرة في بحر مصر قريبة من البر، معجم البلدان 2/ 51، وهو المصدر الذي أعتمدته لتحديد ومعرفة مواقع هذه المدن و الأماكن]، دمياط، القاهرة.

ثم انتقل الى:

الحجاز:

حيث قرأ و أخذ عن علماء مكة المكرمة و المدينة المنورة.

ومنها انتقل إلى:

الشام:

- الشام وهي تضم الأقطار العربية المعروفة اليوم (فلسطين لبنان الأردن و سوريا) فنزل المدن التالية حسب الاقطار العربية:

1 - فلسطين: عسقلان، أرسوف، بيت المقدس، الرملة.

2 - لبنان: صيدا، صور، بيروت.

3 - سوريا: اللاذقية، دمشق، المعرة، قنسرين، حلب، حران، الرقة، الخانوقة، الرحبة.

ثم انتقل الى:

العراق:

عانة، هيت الانبار بغداد، الموصل، آمد، ميافارقين، جزيرة ابن عمر، دير العاكول، جرجرايا، الكوفة، البصرة، واسط، الاهواز، الأبلة.

ومنها اتجه الى بلاد:

فارس وما وراء النهرين:

- فارس (ايران و ما جاورها) فنزل وزار المدن التالية:

كازرون، وفا، شيراز، كرمان، اصبهان، همذان، نيسابور، بخارى، سمرقند، بست.

ثم اتجه الى:

- تركستان [على الحدود الروسية اليوم] وزار من مدنه فرغانة.

بعد هذه الرحلة الطويلة الفريدة من نوعها عاد مترجمنا ليستقر في نيسابور بطلب من الأمير نظام الملك، معلما للقراءات و العلل في المدرسة النظامية، وتلميذا بين يدي علمائها الى وفاته رحمه الله.

شيوخه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير